السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادىء ذي بدء
أشكر كل من خط حرفاً ينافح به عن ديننا وكتابنا ونبينا
وأتوجه لأخي الكريم منذر فأقول له أن الموضوع قد تم حذفه من قبل الإدارة
وأنني وضعت الجزء المنقول منه مقروناً برأي الناقل هنا
في هذا الموضوع كي أفند الإثنين معاً
وكي يكون هذا الرد جواباً شافياً لكل بهتان تمنطق به أياً كان في دحض صفة الاعجاز عن قرآننا الكريم
وهي صفة فريدة لم تتأت لغيره من الكتب
كما لا يفوتني أن أشكر الأخوة :
عامر حريز : لمتابعته
طارق الطوزي : لمداخلته
زاهية : لدعمها المتواصل ووقوفها لجانب الحق
منذر : لنقله الردود بأمانة
عمر عبد الرؤوف : لرده المميز وإشارته لتصحيح الآية الكريمة التي سقط منها حرف الواو لأنه لا يمكننا التغاضي عن أي حرف يسقط من أَيَّةِ آَيَة ..
وحيد فرج : لمشاركته وتحذيره من الخوض فيما لا نعلم , وللمرفق المفيد الذي احتواه رده
ثم أعود للرد على المنقول ورأي الكاتب بالتتالي ..
فالله المستعان
وعليه التكلان
ونبدؤ حديثنا :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خاتم المرسلين
...
ومن حيث توقفنا :
ـــــــــ
ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم
ــــــــــــ
بل إن هذا المقال وصاحبه هما من لايحترمان عقل القارىء
ويسعيان للنيل من مقدساتنا
فالاعجاز العلمي ثابت في النص الكريم
وثابت بما يتجلى من حقائق في كل يوم
وإن كان صاحبه يشعر بالدونية والتحتية
فهذا شانه وليس شأن العرب
ولو علم صاحب المقال بأن أكثر - بل جل- ما ينعم به العالم هو نتاج عربي خالص
لخجل من نفسه
وتاب إلى ربه
المهم في موضوعنا هنا
أن نتحدث عن وجوه الاعجاز العلمي ( وغيره ) في القرآن الكريم
لندحض به الافتراء الخبيث الذي افتراه
ونبين بالحجة الدامغة مدى تطابق العلم والدين موضوعياً ومنهجياً
فدعوى النزاع بين العلم والدين هي مسألة ظهرت منذ أمد بعيد
وإن لم تكن ملامحها ظاهرة في اليهودية , التي استغنت عن مثل هذه النظرة في العصور الحديثة , بل وقدمت العلماء بمختلف شذوذاتهم على أهل الكهنوت
إلا أنها ظهرت واضحة لدى الديانة المسيحية التي كانت الكنيسة فيها هي السلطة المطلقة
والتي أقامت مذابحاً مرعبة للعلم عندما شب عن الطوق وناهض مفاهيمها المزورة
وروج لها الغرب اعتماداً على ذلك
وضاع فيها جهلة المسلمين ممن غرر بهم على يد الكفرة الذين يتربصون بالاسلام
فالحضارة الاسلامية ما كانت لتقوم على أسس دينية بحتة
أو علمية صرفة
لأن علماء هذه الأمة الاسلامية ( الطبيعيين : فلكيين ورياضيين وكيميائيين ووو ) كانوا في عبادة لا تقل عن عبادة علماء الدين
وهم أول من وضع المنهج التجريبي الحسي والعقلي في البحث
ونبذوا المنهج اليوناني السائد
ووضعوا نظريات علمية مستقلة ( ايستمولوجيا ) للمعرفة , وظلت آثارهم نبراس العصر الوسيط بأكمله
ومنهم :
ابن النفيس : الدورة الدموية الصغرى
جار بن حيان:مكتشف الصودا والكبريتيك
الرازي : مكتشف زيت الزاج
ابن الهيثم : في البصريات
الادريسي : مكتشف كروية الأرض
..
ولهذا لم نجد من بينهم من اتهم القرآن بالقصور , بل كانوا يبحثون عن الحقيقة في ظل الكتاب
لأنهم يعلمون أنه كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل
وهذا ديدن كل مسلم موحد
وأما عن وجوه الاعجاز القرآني
فهي تشمل كل مناحي الحياة
وليس بها مخالفات ومتناقضات
وقد أكدها العزيز الكريم في كتابه الحكيم :
( أفلا يتدبرون القرآن ولوكان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) .. النساء
إعجاز بياني مرتبط بالواقع والاحداث
( و لقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا ) ... الإسراء
إعجاز فقهي وتشريعي وسردي قصصي
( و ننزل من القرآن ما هوشفاء و رحمة ) .. الإسراء
إعجاز علمي طبي
( قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) .. الإسراء
إعجاز مطلق في كل شيء , وتحد لجميع المخلوقات
( و قرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ) .. الإسراء
إعجاز تسلسلي
( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) .. النمل
إعجاز أممي لمحتلف الشرائع
وهناك المزيد
ولكنني سأكتفي بهذا القدر
كي ننظر فيما يلي :
ـــــــــــــــــــ
فالقرآن شرح لنا طريق الهداية والخلاص ووضع لنا العلامات الإرشادية ولكنه لم يسع أبداً إلى شرح التكوين الإمبريولوجى للجنين ولا إلى تفسير التركيب الفسيولوجي للإنسان ولا إلى وضع نظريات الفلك والهندسة وعلم الحشرات
ـــــــــــــــــــ
من الغريب حقاً أن تجد من يتقول أمراً بغير علم
أفلو قرأت القرآن أولاً
وعرفت ما فيه
ثم تندرت علينا بسخافتك هذه ؟؟
سنحقق في ما سبق
وندل على ما جهله الكاتب بشيء من الذكر الحكيم ..
- تكوين الجنين ومراحل الحمل :
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ }الحج5
{ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }المؤمنون14
{خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ }الزمر6
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ }لقمان14
- في الفلك :
{فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }الأنعام96
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف54
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }يونس5
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }لقمان29
{لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }يس40
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ }الزمر5
{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }نوح16
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ }القيامة8
وقد أستكمل بعض الامثلةفيما بعد
ولكنني سأتوقف عند هذه الآيات الكريمة
وأوجز ما فيها من إعجاز
فمراحل تكوين الجنين هي بعينها ما أقرها العلم الحديث وفي ذلك مباحث كثيرة إن شئتم زودتكم بها
ومراحل الحمل ( في ظلمات ثلاث ) : البطن , الرحم , الجوف الامنيوسي
مراحل الإرضاع ( فصاله في عامين )
أما في دوران الكواكب وتكوير الليل والنهار فآيات عجاب
ويكفي أن أنبه القارىء إلى اقتران الشمس بالضياء والقمر بالنور لكي يستدل على إعجاز علمي ولغوي باهر
وهو أن الضياء هو الأصل
والنور قبس منعكس من الضياء
وهذا قد تكرر أعلاه في اكثر من آية ..
ناهيك عن ذكر القرآن لمراحل حركية النجوم
وخسوف القمر ..
وقد يسعفني الوقت فآتي لكم بروابط أو نقولات عن تفسير تلك المعجزات وذلك الإعجاز كي ينبهر كل من لم يعرف عن ذلك
..
بل سأفعل إن شاء الله
كي يكون هذا الموضوع متكاملاً
وحجة نرجوبها رضا الله وعفوه عن خطايانا
..
لي عودة للمتابعة
( ولو أنني - والله - أخجل من أن أتحدث في موضوع ظاهر للعيان ولكن القلوب الغلف تأبى إلا أن تستنكر , فنسأله سبحانه التوفيق في الرد ونحتسب عملنا خالصاً لوجه الكريم )
وأترككم لبعض القراءة
وآمل أن تنتظروني
ولا تنسونا من دعائكم الطيب
..
والسلام عليكم ورحمة الله
المفضلات