أنقل لكم هذه القصيدة الجميلة لصديقي الشاعر الأردني سعيد يعقوب في رثاء الشاعر يوسف الخطيب
سَيْفُ الشُّمُوخِ
شعر : سعيد يعقوب
سَلامٌ عَلَى رُوحِكَ الطَّاهِرَةْ
كَنَفْحِ الرُّبَى وَالرُّؤى العَاطِرَةْ
عَلَى صَاحِبِ المُحْكَمَاتِ التِيْ
سَتَبْقَى بِجِيدِ العُلا نَاضِرَةْ
سَلامٌ عَلَيْكَ وَأَنْتَ تَقُودُ
بِجَمْرِ الحُرُوفِ الخُطَى الثَّائِرَةْ
وَتَنْثُرُ عِطْرَ الإِبَاءِ عَلَى
حُدَاءِ رِكَابِ المُنَى الزَّاهِرَةْ
تُبَشِّرُ بِالشِّعْرِ فِيْ أُمَّتِيْ
بِأَحْرُفِكَ العَذْبَةِ الآسِرَةْ
تُذَكِّرُهَا أَنَّهَا أُمَّةٌ
عَوَامِلُ وَحْدَتِهَا ظَاهِرَةْ
وَأَنَّ العَدُوَّ سَعَى جَاهِدَاً
لِتَبْقَى بِفُرْقَتِهَا عَاثِرَةْ
وَقَسَّمَهَا دَوْلَةً دَوْلَةً
لِتَنْحَلَّ آصِرَةً آصِرَةْ
عَلَيْكَ تَنُوحُ البَلادُ التِيْ
غَدَتْ فِيكَ ذَاهِلَةً حَائِرَةْ
دِمَشْقُ تُعَزِّيْ الرِّيَاضَ بِهِ
وَبَغْدَادُ تَنْعَاكَ لِلْقَاهِرَةْ
وَعَمَّانُ لِلْقُدْسِ تَشْكُو الأَسَى
وَتَبْكِيْ الخَلِيلُ مَعَ النَّاصِرَةْ
بِلادٌ يَحُلُّ سُوَيْدَاءَهَا
وَتَغْفُو بِأَحْدَاقِهِ السَّاهِرَةْ
********** ************
ثَمَانُونَ حُمِّلْتَهَا كَالصَّفا
وَنَفْسُكَ مِنْ تَحْتِهَا صَابِرَةْ
وَحُلْمُكَ مَا زَالَ غَضَّاً وَلَمْ
يُغَادِرْ شَذَاهُ حِمَى الذَّاكِرَةْ
وَلَمْ تَحْنِ رَأْسَكَ لَمَّا هَوَى
سِوَاكَ أَمَامَ القِوَى الجَائِرَةْ
" بِدُورَا" تَفَتَّحَ قَلْبُ الصِّبَا
وَرَفَّتْ غُصُونُ الهَوَى السَّاحِرَةْ
وَمَا دَارَ فِيْ الظَّنِّ أَنَّ الدُّجَى
سَيُطْبِقُ فَوْقَ الرُّبَى العَامِرَةْ
وَأَنَّ الظَّلامَ تَدُورُ بِهِ
خَفَايَا مِنَ الطُّغْمَةِ الغَادِرَةْ
فَعَانَقْتَ فِيْ النَّفْيِ حُزْنَ الثَّرَى
وَنَاجَيْتَهُ ظُلْمَةً سَافِرَةْ
وَرُحْتَ تُدَاوِيْ جِرَاحَ الفِرَاقِ
وَكَمْ مِنْ جِرَاحٍ لَهُ غَائِرَةْ
وَتَشْحَذُ عَزْمَ الرِّجَالِ الأُلَى
عَلَى الظُّلْم ِ سَلُّوا الظُّبَا البَاتِرَةْ
فَاَشْعَلْتَ شِعْرَكَ نَجْمَاً وَكَمْ
هَدَانَا بِعَتْمَتِنَا الكَافِرَةْ
************* **************
نُوَدِّعُ فِيكَ الوَفِيَّ الذِيْ
قَصَائِدُهُ بَيْنَنَا حَاضِرَةْ
نُوَدِّعُ فِيكَ الأَبِيَّ الذِيْ
يَشُدُّ قِوَى الأَنْفُسِ الخَائِرَةْ
وَسَيْفَ الشُّمُوخ ِ الذِيْ مَا انْحَنَى
أَمَامَ ضَوَارِيْ العِدَا الكَاسِرَةْ
لَقَدْ سِرْتَ فِيْ الدَّرْبِ نَحْوَ العُلا
وَخَلْفَ خُطَاكَ الخُطَى سَائِرَةْ
فَلسْطِينُ لا تَجْزَعِيْ ...... فِيْ غَدٍ
سَنَجْنِىْ المُنَى بِالْيَدِ الظَّافِرَةْ
وَيَا صَاحِبَ الغُرَرِ الفَاتِنَاتِ
وَيَا مُبْدِعَ الحُلَلِ البَاهِرَةْ
سَلامٌ عَلَيْكَ بِيَوْم ِ وُلِدْتَ
وَفِيْ يَوْم ِ تُبْعَثُ فِيْ الآخِرَةْ
****************** *****************
16/6/2011
المفضلات