بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأديبة الفاضلة سميرة رعبوب...
موضوع جميل و رائع و يحتاج إلى توضيح من طرف المختصين أكثر مني في هذا المجال...
و لكن من له رأس فوق كتفيه و قلب في صدره فليستعملها كما قال الحق جل و علا في الحث على استعمال القلب للعقلنة خاصة في العلاقات الاجتماعية و الإنسانية...
يقول الرسول الكريم:"إنما الأعمال بالنيات و لكل امرإ ما نوى...الحديث"...
لو فقه الإنسان هذا الحديث على مراد الله جل و علا و ما أراده الرسول عليه الصلاة و السلام لما كانت البغضاء و لا العداوة بين بني آدم...
و لكن النية التي لا يعلمها إلا الله جل و علا يقول فيها الحق جل و علا: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }الحج52
وما أرسلنا من قبلك- أيها الرسول - من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ كتاب الله ألقى الشيطان في قراءته الوساوس والشبهات؛ ليصدَّ الناس عن اتباع ما يقرؤه ويتلوه، لكن الله يبطل كيد الشيطان، فيزيل وساوسه، ويثبت آياته الواضحات. والله عليم بما كان ويكون, لا تخفى عليه خافية, حكيم في تقديره وأمره.[التفسير الميسر].
إذا كان هذا يحدث مع الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه مع عدوهم اللذوذ الشيطان فكيف يكون الحال مع باقي البشر و الذي امتلأت قلوبهم بالدنيا كما امتلأت خزائن كسرى و هرقل و فرعون في الزمن القديم و ما ذاك الزمن ببعيد عن زمننا هذا...؟
تحيتي و تقديري لمواضيعك الجميلة و الجادة...
ملاحظة: التفكير له اتجاهان إما إيجابي و إما سلبي ولكل منهما قوة للدفع تترجمها العزيمة و الإرادة كطاقة حيوية يتلبوان في سلوك الإنسان...و ذلك تبعا لكل حالة أو موقف يوجد فيه الإنسان...و في الغالب الأعم"لا خول و لا قوة إلا بالله"...فلا يمكن للإنسان أن يكون متاسمحا في كل شيء كما أنه لا يكون رافضا لكل شيء...خاصة إذا كانت المسألة تتعلق بالمصير و ليس بلحظة أو نزوة عابرة...فما أصعب الهدى إذا كان الهوى أشد أثرا على نفسية الإنسان...و ما أصعب الهوى إذا تمسك الإنسان بالهدى...فالهدى هو الإسلام و الإسلام شببه الرسول عليه الصلاة و السلام بالجمر..."يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر . "
تخريج السيوطي : (ت) عن أنس.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 8002 في صحيح الجامع.
فالإنسان عليه أن يطلب الهداية حتى يرزقه الله الصبر على الإيمان و على الإسلام و على الإحسان...
تحيتي و تقديري...
المفضلات