لنْـــــــدنْ
شعر / وليد حرفوش
طِيري إليَّ على جَناحِ سحابِ= يا درةً لمعَتْ بتاجِ شَبابي
عودي إلى الوجهِ القديمِ وأسفري=يا من سترتِ البدرَ خلفَ ضبابِ
أضرمتِ نيرانَ الحنينِ بقسوةٍ=ورميتِ شمسَ الأمسِ في أهدابي
لندنْ . تُقابلني بكلِّ أنوثةٍ=وبحسنِ فنٍ مبدعٍ متصابِ
عينانِ زرقاوانِ ، شعرٌ أشقرٌ=ويدانِ تشتعلانِ فوقَ ثِيابي
تمشي معي ، في كلِّ دربٍ فاتنٍ=وتثيرُ جمرَ الشوقِ بعدَ غيابِ
وتهزُ في زمنِ الجنونِ مشاعري=تجتاحُني كالحُبِ كالسرسابِ
أشتاقُ للساحاتِ والطرقِ التي=كانَت تُلملمُني مِنَ الأحقابِ
يا ساعةَ (البغ بنِ) جئتُك تائهاً =والوقتُ يمضغُني بثغرِ سرابِ
هيا ارفعيني للزمانِ وحلقي=بين الغيومِ الزرقِ فوقَ عذابي
لو كانتِ الأيامُ تنقشُ حبرها=لقرأتمُ الأسرارَ فوقَ إهابي
لندنْ ، تعاملني بكلِّ لطافةٍ=لندنْ ، تعلمُني بغيرِ عقابِ
وتضمُني لنقوشِها وفنونِها=ولمجدِها المنحوتِ فوقَ قبابِ
لندنْ تعاملني كطفلٍ عابثٍ=يشتاقُ للساحاتِ والألعابِ
هي حرةٌ كالفجرِ تدركُ نفسها=في كلِّ حرفٍ فاحَ عطرُ صوابِ
ما زال يطربُني تدفقُ طامحٍ=يجري إلى أفقٍ بلا أقطابِ
وعلى ضفافِ الوجدِ يشمخُ جسرُها= عَبرَ الزمانِ معلقاً كسرابِ
سكِرَ الزمانُ من الخريرِ ولم يزل=ينسابُ منه الأمسُ للأحقابِ
يا نعمةَ الدنيا وسرَّ فتونِها=يا نغمةَ الأحلامِ فوقَ ترابِ
قولي لأقراني تعالوا غردوا =بينَ الطيورِ بأيكةِ الكتابِ
فهنا الملاذُ لكلِّ حُرٍّ مُتعبٍ=وهنا الحياةُ لمنهكٍ مُرتابٍ
فمتى يزورُ الطيرُ أجملَ أيكةٍ=ويضيعُ بينَ بلابلٍ في الغابِ
كلٌ يغردُ في فضاءٍ واسعٍ=من غيرِ خوفٍ من عقابِ غُرابِ
إنَ الشوارعَ لم تزل تمشي معي=كخريطةِ الشريانِ تحتَ إهابي
فمتى أعيشُ الحسنَ حُراً صاخباً=وأعودُ مفتوناً لشرخِ شبابي
يا غابةَ الأسرارِ أنتِ أَخذتني=من كُلِّ وهمٍ سَاذَجٍ كذَّابٍ
وفتحتِ أبراجَ الضياءِ لكي أرى=بالعقلِ كُلَّ معالمِ الإعجابِ
المفضلات