بسم الله
الأستاذ أحمد المدهون
السلام عليكم
أشكرك على مرورك الهادف . و على اهتمامك بالقصة القصيرة جداً ..
أوافقك الرأي في جل ما ذهبت إليه . إلا قولك : ( لذا يلزم، أن يتواضع نقّاد الق. ق. ج. على وضع دليل (Guideance) واضح لهذا الجنس الأدبي المستحدث، وكل خروج عنه يخرجه من كونه من جنس الق.ق.ج.)
لا يمكن وضع دليل لأننا سنسقط في النمطية ،و ما يكتبه زيد يكتبه عمرو. و هنا ينتفي الإبداع، و تضيق مساحته . فبدل الدليل اجتهد النقاد بتحديد مكونات هذا الفن بشكل عام . و هذه المكونات ليست ملزمة و لا لازمة بأن تكون مجتمعة في العمل القصصي . بل وضعت كاجتهاد نقدي مستنبط من أهم النصوص من أجل الاستئناس فقط . و تبقى حرية الإبداع مرتبطة بهذه المكونات و مدى الاستئناس بها .
و عموماً حتى في نطاق الشعر ، ليس كل من أتقن العروض يستطيع كتابة قصيدة ناجحة . لأنّ الأمر تتضافر فيه أمور كثيرة ، تتفاوت من شخص لآخر . و قل مثل هذا في جميع الأجناس الأدبية .
أمّا مسألة ( انفعالات ) أو كما ترجمها البعض ( انتحاءات ) نتالي ساروت ، قلت بأنها كانت منبها أي مؤشرا. و سواء كانت نتالي ساروت تقصد ذلك أو لا تقصد ، فالنصوص في أصلها يحمل بعضها مكونات الق ق ج : كالتكثيف ، و الإضمار ،و الحذف ، و التركيز ، و التلميح ...
و سواء تنبه إلى ذلك المترجم ، فاعتبرها قصصا قصيرة جداً .أو أنه نعتها كذلك دون تمحص و دراسة . من جهتي ..فبعض نصوص كتاب انفعالات حمّالة لهاجس قصصي و مكونات قصصية تعود لسنة 1932 و هو زمن طويل إذا قيس بالزمن الذي انتشرت و عرفت فيه الق ق ج في العالم العربي أي أوخر الثمانينيات و بداية التسعينيات .
و عموما الجنس الأدبي يكتب عن قصد و قصدية لا اعتباطا .. و نتالي ساروت لم تكن تقصد الق ق ج ، هذا باعترافها . ثم إن مفهوم هذا الجنس لم يكن معروفا في أوروبا بداية القرن العشرين. و لكن يحدث أن يكتب المبدع قطعة نثرية لا يقصد بها جنساً معيناً ، و يأتي النقد ، فيقيّم العمل على أنّه قصيدة نثرية . ليس اعتباطاً . و لكن القطعة النثرية توفرت فيها حيثيات قصيدة النثر . و هذا واضح في كتابات المهجريين و على رأسهم جبران خليل جبران أقول هذا و لو أنني في الحقيقة أومن بالقصدية في الإبداع ، و لا أفضل الاعتباطية و الكتابة كما اتفق ..
الأستاذ أحمد المدهون أشكرك مرة أخرى و دمت قارئا و مبدعا
تحياتي / مسلك
المفضلات