عليّ بنُ أبي طالب رضيّ اللّهُ عنهُ


لمّا بويعَ لأبي بكرٍ رضي الله عنه بالخلافةِ بعد الشورى التي تمتْ بينَ المهاجرينَ والأنصارِ، ومنْ ثمّ َجمعَ اللهُ الشملَ،

ووَحّد َالصفَّ تحتَ خلافةِ أبي بكرٍ رضي الله عنهُ وأرضاهُ، ولأنَّ اختلافَ الناس ِفي مسألة ِالخلافة ِكانَ مؤذنً شرٍّ، فأسرعَ كبارُ

الصحابة ِلفصلِ النزاعِ وإعلانِ البيعة ِلمنْ رأوْهُ أهلاً لذلك، وهو أبو بكرٍ رضي الله عنه، حتى اجتمعتْ بعدَ ذلك القلوبُ كلُّها عليهِ، ووجدَ

الإمامُ علي رضي الله عنهُ في نفسهِ أنهُ لمْ يُستشَرْ في الأمرِ، لانشغالهِ بتجهيزِ دفنِ النبيِّ -صلى الله عليه وآله وسلم- فاعتذرَ إليهِ أبو بكر

الصديق وطلبَ رضاهُ، فرضيَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ، وأعلنَ بيعته ُعلى الناس ِ، فحمدَ لهُ الصحابةُ ذلكَ وأثنوْا عليه ِ.


وبقيَ عليّ ٌ رضي الله تعالى عنهُ وأرضاهُ رفيقَ أبي بكر ٍ، والمشيرَ عليه ِ في أمور ِ الخلافةِ ونوازل ِ الأمة ِ.

وكانَ شديد الحرص ِعلى نُصح ِ أبي بكرٍ وإخلاص ِ النصيحةِ لهُ ، فعندما عزمَ أبو بكر على أن يخرجَ بنفسهِ إلى ذي القصة لقتال ِالمرتدين،

واسْتوى على راحلتهِ؛ أخذ علي رضي الله عنه بزمامِها وقالَ: إلى أينَ يا خليفةَ رسول ِالله ِ؟ أقولُ لكَ ما قالَ رسولُ الله ِ- صلى الله عليه

وآله وسلم - يومَ أحُد: لمَّ سيفَكَ، ولا تفْجَعْنا بنفسِكَ، وارْجعْ إلى المدينة ِ، فو الله لئنْ فُجِعنا بكَ لا يكونُ للإسلام ِ نظامٌ أبدًا، فرجعَ .