أعمق تعزية وأصدق تأسية لأخينا الحبيب عبد الرحمان الخرشي
في وفاة أخيه أستاذنا العلامة الإمام عبد السلام الخرشي
الذي توفي أول أمس
ودفن أمس ( الخميس فاتح ذي القعدة 1432 ه / 29/9/2011 م )
وهو اليوم الذي أظلمت فيه الحمراء
إظلام الآفاق بعد التوهج والإشراق
وأغشت محياها لبوس الغبراء ..
ولت باكية هائمة
تكابد لَواها في صمت رهيب مهيب ..
خلعت زينتها وغَرى رونقها
نكست أعلام شروقها
أطفأت أنوار بهجتها ..
أظلمت
آثرت مساكنة الحلك
وأبت أن تستشرف الفجر القريب والبعيد
نزعت عن وصفها العريق كل الدلالات
إلا دلالة واحدة
تأرز إلى الأفول
وسيل شفق يسلِم الكون لأودية الظلام
رحمك الله شيخنا الحبيب وأستاذنا العبقري النجيب
ورفع درجتك عنده في عليين
كان أستاذنا سيدي عبد السلام الخرشي - مع إمامته في العلم والفضل -
أمة في التحلي بمكارم الأخلاق
وبثها في الأنفس والآفاق ..
ومن مناقبه المثلى التي لا حصر لها
ما وصفه به العلامة الدكتور عباس ارحيلة حفظه الله :
( خِبْرتُه بنفوس مستمعيه،
جعلتْ طرق أساليبه في التبليغ تتنوَّع
تَبَعاً لتنوع مسالك القول من خلال النصوص الشاهدة والدالّة بقوة .
أساليبُه في تقريب الحقائق من الأفهام
لا يسع العقول والنفوس إلا أن تقتنعَ وتنفعل بها،
تراه يطبعها بلغته الخاصة في الأداء والتصوير
عن طريق التمثيل لها من واقع الحياة
ومن خبرة مستمعيه؛ فتترقق الأفكارُ
في انسياب عذْب لا يُخطئ طريقَه إلى العقول والقلوب .
وقد رُزِقَ الرجل بيانا سائغا واضحا مطبوعا بروح خَرْشِيَّةٍ
همُّها تبليغ الفكرة مهما دقت وتشعّبتْ أقوال الناس فيها.
فعبد السلام ممّن ينتقي واضحات النصوص
بما يتكشَّفُ به المعنى دون عَنَت ) .
وقال:
( عبد السلام نادر الشبيه بتكوينه وذاكرته،
ودقته في الفهم وبراعته في التبليغ ،
نادر الشبيه في استقامته وتفانيه في نشر الثقافة الإسلامية
في أبهى صورها، وأنصح حقائقها، وأجمل روائعها،
وكل ذلك في منتديات عرفتْه لا حصرَ لها.
هو قليل الشبيه في جعله القرآن الكريم والسنة النبوية
وآداب العرب في معانيه الراقية في محفل متناغم مع حركة الحياة ،
لا تستقيم دنيا البشر بغيرها ) .
المفضلات