يقال : للثقة في الآخرين نتيجتين إما صديق مدى الحياة أو درس مدى الحياة !
في فترة من فترات حياتي كنت أنظر للآخرين بمنظار نقي لا أتوقع من أحد الإساءة - ربما البعض يقول هذا غباء وقلة خبرة ودراية - لكنني أرى الأمر من زاوية البراءة وحسن الظن وليس غباء فمجتمعاتنا للأسف مقلوبة الموازين ..
ترى الكذب والتحايل على الآخرين والخداع مهارة وشطارة ، والإنسان الصادق والنقي غبي وأحمق ..
وليس عجبا أن تكون المفاهيم مقلوبة لطالما تربت تلك الأجيال على الذل والهوان في ظل حكومات ظالمة مستبدة ..
وفي مجتمع يساهم في تنشيئة أجيال كهؤلاء ..
الحاصل أن كثرة الاحتكاك بالآخرين والوقوع في العثرات يصقل ويهذب من شخصية الانسان ، ويجعله يكتشف نفسه ويكتشف أنماط متعددة من البشر ..
مما يجعله أقوى وأصلب فقد قيل : الضربات التي لا تقتلك تقويك ..
فكلما اكتشفنا ذواتنا استطعنا أن نحقق انتصارا عليها فالانتصار الحقيقي يبدأ من الذات أولا ..
وكلما اكتشفنا الآخرين وحقائقهم كلما زادت علاقتنا بالله عزوجل تقوى ..
وهذا لا يعني المقاطعة لهم أو اقصاءهم إنما مخالطتهم والصبر عليهم فقد قيل الجوار عدم الأذى ، وحسن الجوار الصبر على الأذى .. هذا لا ينافي أن الوحدة خير من جليس السوء
سميرة رعبوب ~
الأربعاء 10 أكتوبر 2012
المفضلات