موضوع رائع ومفيد , وتزيد روعته لو راعينا فيه البعد الإيماني بدءا من الفكرة ذاتها أي فكرة النوم وكونه نعمة من الله تعالى أنعم بها على الإنسان ليخلد إلى راحة تجدد نشاطه وتعينه على مواصلة السير , قال تعالى ( وجعلنا نومكم سباتا ) أي راحة لأبدانكم , ثم إنه آية من آيات الله تعالى التي أبدعها في بناء الجسد الإنساني الذي يستطيع أن يريح نفسه بالنوم في أية ساعة من ليل أو نهار قال تعالى : ( ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ) وهي آية عجيبة في خلق الإنسان ربما لطول إلفنا بها فقدنا تذوق جانبها المعجز .
ومن مظاهر البعد الإيماني في النوم ذلك النهج الذي وضعته السنة النبوية لتنظيمه وحسن الإفادة منه , وثمة أحاديث كثيرة في ذلك , وجلها يعمل على تهيئة النفس لنوم مريح عبر استخدام آليات عديدة منها النوم على طهارة , وحبذا صلاة ركعتين خاشعتين , ثم القراءة الضارعة لآية الكرسي التي تتجلى فيها العظمة الإلهية المطلقة المحيطة بالكون وما وراء الكون , ثم قراءة سورة الإخلاص التي تشعر هذا الراقد على فراشه بأنه يأوي إلى ركن شديد هو الله الخالق , ثم قراءة سورتي الفلق والناس ليشعر مريد النوم بالأمان والسكينة حين يعوذ ويلوذ بخالق الكون سبحانه وتعالى , ثم الدعاء بشيء من أذكار النوم المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم , وحبذا لو كان ختامها هذا الدعاء الضارع الذي أرجو من القارئ العزيز أن يتدبر معاني كلماته وأن يستشعر تجلياتها عندما يضع رأسه على الوسادة :
(( اللهم أسلمت نفسي إليك , ووجهت وجهي إليك , وألجأت ظهري إليك , رغبة ورهبة إليك , لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك , آمنت بكتابك الذي أنزلت , ونبيك الذي أرسلت )) .
ثم إن أصابنا الأرق , وتأبى علينا النوم , لجأنا إلى الله المنعم علينا بالنوم لندعو بما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم غارت النجوم , وهدأت العيون , وأنت حي قيوم , لا تأخذك سنة ولا نوم , يا حي ياقيوم , أ÷دئ ليلي وأنم عيني )).
وهناك الكثير مما هو جدير بالذكر , فمن أراده فليرجع إليه في كتب الأذكار وما أكثرها .
وشكرا لكاتبة الموضوع .
المفضلات