|
|
|
|
(51)
سره فى حضوره, فى عروق الكائنات
هو الذى يجعلك تروغ من آلامك كالزئبق الجارى
متخذا كافة الأشكال من السمك الى القمر
و كلها تتغير و تتلاشى فيما عداه , هو الباقى
(52)
لحظة من الظن , و عودة خلف القطيع
غمرة من الظلام حول هذه المسرحية الدوارة
كأنها تسلية حتى يجىء الموعد السرمدى
و هو بنفسه يرسم الخطط , بسن القوانين ,و يشاهد
(53)
إذا نظرت تحت قدميك بلا رجاء لهذا الممشى القاسى فى الأرض
و نظرت أعلاك الى باب السماء الذى لا يُفتح
أنت فى هذا اليوم تُحدق , بينما انت ما زلت انت
فما الذى سوف تراه فى غدك , عندما لا يبقى أى شىء منك
(54)
لا تضيع وقتك فيما لا يفيد
و لا فى المتابعة العقيمة لهذا الجهد أو ذاك النقاش
خير لك أن تمرح مع الكرمة المثمرة
بدلا من الحزن على ثمرة مُرة , أو ثمرة لا تجىء
(55)
تذكرون , أيها الأصدقاء , كيف كان الحفل صاخبا
عندما احتفلت فى منزلى بزواجى الثانى
لقد طلقت الحكمة القديمة الجرداء من سريرى
و اتخذت ابنة الكروم عروسا
(56)
رغم القاعدة و المقياس فى " ما يستوى و ما لا يستوى"
و المنطق الذى استخدمه لتعريف "الصعود و الهبوط"
من كل ما يحرص عليه الإنسان للإدراك السليم
لم أكن متعمقا فى شىء ابدا سوى خمر الكروم
(57)
طبقا لحساباتى , يقول الناس
خفض العام إلى خساب أفضل
لا , فالتقويم نفسه كان مثيرا للدهشة
لقد مات الأمس من لم يولد فى الغد
(58)
فى آخر المساء , عندما كان باب الحانة مفتوحا على آخره
تقدم خلال الغبش شبح مضىء فىصورة ملاك
يحمل إبريقا على كتفه
دعانى لتذوق ما فيه , كانت خمر الكروم
(59)
خمر الكروم التى يمكنها بالمنطق المجرد
أن تفند اليع المتنافرة الإثنتين و السبعين
و تجعل الكميائى المبدع فى لحظة واحدة
يُحول معدن الحياة الرصاصى إلى ذهب
(60)
"محمود العظيم"حاكم يستمد قوته من الله
فترى الكفار و القبائل السوداء
تملكتهم المخاوف و الألام التى تغزو الروح
مطروحين أمام سيفه العاصف |
|
|
|
|
المفضلات