اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
إذًا ستكون الأيام المقبلة حبلى بالأخبار والتحركات. وظني بالأوروبيين أنهم لا يطيقون الصبر الطويل على الأزمات، بل يتجهون في معظم الأحيان إلى حسم الأمور. وأظن كذلك أنهم إذا أمّنوا حاجتين سيشعرون بحرية ومرونة أكبر تجاه التحرك الفاعل والمباشر ضد الدب الروسي، والحاجتان هما:

1- تأمين طريق ومصدر آخر للغاز الطبيعي بأسعار معقولة لكسر هيمنة الغاز الروسي. والمرشح الأقرب هو غاز الكيان الصهيوني ومصر أو الغاز القطري البعيد بإمداد تركي، ثم يأتي خيار الغاز الإيراني (فرصة كبيرة لإيران لكسر الحصار)

2- تأمين دعم الولايات المتحدة ومساندتها سواء بادر الأوروبيين بالتحرك تجاه روسيا أو إذا اعتدى الروس عدوانا مباشرا على الدول المواجهة. والدعم ليس بالضرورة دعما عسكريا فقط وإنما يتعداه إلى كافة المجالات الأخرى.

لكن هذه الاحتمالات نظرية فقط، فليس من السهولة بمكان التحرك ضد قوة تملك سلاح ردع نووي.

ونلاحظ عبر هذه الأزمة عدم وجود أي دور للأمم المتحدة وهذا ما يعزز من حتمية إعلان وفاتها في القريب العاجل لتلحق بذلك شقيقتها التي لم تعمر طويلا عصبة الأمم التي كان نظامها على الأقل ليس فيه مجلس أمن يسلط على رقاب الشعوب. وفشل الأمم المتحدة ذريع جدا في حل أزمات سورية وأوكرانيا، بل أن حلها لأزمات سابقة كأزمة البوسنة وكوسوفو والخليج لم يحدث إلا لأن القوى العظمى أرادت ذلك، وبالتالي فإن هذه المنظمة ليست إلا للديكور والتجميل. وهذا يذكرني بطرفة الأصلع الذي يذهب للحلاق فيخدعة "بشوية رشة من هنا وهناك" حتى يطيب خاطره ثم يأخذ منه ثمن ذلك. نقول "حلّوا هذه المنظمة البائسة وبلاش نخدع بعض مثل خدعة الأصلع في الحلاق".

من جانب آخر، صدرت سلسلة وثائقية جيدة من البي بي سي بعنوان "بوتين وروسيا والغرب" توضح نظرة الغرب لروسيا، وكنت أود ترجمة السلسلة لكن لم يشاركني فيها أحد من الزملاء فتعطل المشروع. وفهم العقلية الروسية ضروري لإدراك طريقة الداخل والتعقيدات الروسية بالتعامل مع أزمات كالأزمة السورية والأوكرانية.

وتقبل أطيب تحية

صدقت أخي فيصل
إذًا ستكون الأيام المقبلة حبلى بالأخبار والتحركات. وظني بالأوروبيين أنهم لا يطيقون الصبر الطويل على الأزمات، بل يتجهون في معظم الأحيان إلى حسم الأمور. وأظن كذلك أنهم إذا أمّنوا حاجتين سيشعرون بحرية ومرونة أكبر تجاه التحرك الفاعل والمباشر ضد الدب الروسي، والحاجتان هما:

1- تأمين طريق ومصدر آخر للغاز الطبيعي بأسعار معقولة لكسر هيمنة الغاز الروسي. والمرشح الأقرب هو غاز الكيان الصهيوني ومصر أو الغاز القطري البعيد بإمداد تركي، ثم يأتي خيار الغاز الإيراني (فرصة كبيرة لإيران لكسر الحصار)

2- تأمين دعم الولايات المتحدة ومساندتها سواء بادر الأوروبيين بالتحرك تجاه روسيا أو إذا اعتدى الروس عدوانا مباشرا على الدول المواجهة. والدعم ليس بالضرورة دعما عسكريا فقط وإنما يتعداه إلى كافة المجالات الأخرى.

لكن هذه الاحتمالات نظرية فقط، فليس من السهولة بمكان التحرك ضد قوة تملك سلاح ردع نووي.
ومع ذلك فإن آفاق التحرق والعمل ليست محصورة بالمواجهة العسكرية وهي الأمر الذي لا يرغب به الأمريكيون ولا الأوروبيون على الإطلاق. ها هي الموجهة تعود بقوة من جديد ويبدو أن المسألة في طريقها إلى تطورات من أنماط جديدة