قال ابن تيمة _ رحمه الله : وأمورُ الناس تستقيمُ في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراكُ في أنواع الإثم، أكثر مما تستقيمُ مع الظلم في الحقوق، وإن لم تشترك في إثم، ولهذا قيل: إن الله يقيمُ الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.
قال ابن تيمة _ رحمه الله : وأمورُ الناس تستقيمُ في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراكُ في أنواع الإثم، أكثر مما تستقيمُ مع الظلم في الحقوق، وإن لم تشترك في إثم، ولهذا قيل: إن الله يقيمُ الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة.
يقول أبو القاسم الشابي:
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ ×××حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ ×××وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ ×××وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ ×××وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام ×××وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ×××ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ ×××رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ ×××وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ×××ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ
"والله لا يحب الظالمين". كلام الله _ تعالى _
قال تعالى "وإن للذين ظلموا عذاباً دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون".
قال الله تعالى : ( الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) سورة غافر الآيات (17-20).
وقال الله تعالى (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) سورة المائدة الآية (45) .
قال الله تعالى ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) سورة إبراهيم الآية (42) .
يقول صلى الله عليه وسلم
من مضى مع ظالم : يعينه على ظلمه ، فقد خرج من ربقة الإسلام .
و من حالت : شفاعته دون حد من حدود الله فقد حاد الله و رسوله .
و من أعان ظالما : ليبطل حقا لمسلم فقد برئ من ذمة الإسلام و ذمة الله و ذمة رسوله .
و من دعا لظالم : بالبقاء ، فقد أحب أن يعصى الله .
و من ظلم : بحضرته مؤمن أو اغتيب ، و كان قادرا على نصره ، و لم ينصره فقد باء بغضب من الله و من رسوله ، و من نصره فقد استوجب الجنة من الله تعالى .
و إن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام : قل لفلان الجبار إني لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ، و لكن لترد عني دعوة المظلوم و تنصره ، فإني آليت على نفسي أن أنصره و أنتصر له ممن ظلم بحضرته و لم ينصره .
المرجع - إرشاد القلوب للديلمي
رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا
المفضلات