الـيـوم عِـيـدكَ
============
الـيــوم عِـيـدكَ، لا فـــرحٌ ولا عِـيــدُ --------- والـنَّـاسُ حـولك تـنـهـيدٌ وتـسـهِـيدُ
ودمـعـةُ الـعَـيـنِ بـحـرٌ يسـتَـجِـمُّ به --------- حُــزنٌ تـمَـلَّك حـتى قِـيـلَ مَـعـبُودُ
في أمةٍ تَخـنـقُ البـأسـاءُ حـاضرَها --------- إشـراكـهـا فـرحٌ والـحُـزنُ تـوحـيدُ
وأنتَ أنتَ كـبـيـرٌ رُغـمَ سَـطـوتِـها --------- هـذي الـحـيـاةُ، فـلا يُـثـنـيـكَ تَهديدُ
تـعـيـشُ تـرسِـمُ بـسـمـاتٍ وتـنقُشُها --------- عـلى الـوجـوهِ ولـو كـانتْ مَـناكيدُ
تُـقـابـلُ الـنَّـاس بالأخــلاقِ تنشُرها --------- كـمِـنـبـرٍ فــاحَ فـي أعـتـابـهِ عُــودُ
على جراحـكَ تستـعلي وإن نَزَفت --------- وتـبـذلُ الـخـيـرَ حتى قِـيـلَ محمُودُ
وما بـقـلـبـك للأحـبـابِ مِن سَخـطٍ --------- لا يحمل الحِقدَ مَن في طَبعهِ الجُودُ
ولا يقـومُ عـزيزُ النفسِ، إنْ ذهبت --------- عـنـهُ الـيَـسَـارُ، مَـقـاماً فـيـهِ ترشِيدُ
ومن شِـقـائـكَ أزمــانٌ تـظـلُّ بـها --------- على وفـائـكَ تَـسـعَى خـلـفَـك الغِيدُ
الـقـبـرُ قـلـبـكَ.. لا ثاني يحِـلُّ بهِ --------- والـمـوتُ حُـبـكَ.. لا يـأتـيـه تَجـدِيدُ
ومِـن رخــــائـكَ أنَّ الله مُـطَّـلــعٌ --------- عـلى الـقُـلــوبِ فـلا شَـكٌ وتـفـنِـيـدُ
ومـا بـعـيـنـكَ لا شَـمـسٌ ولا قـمرٌ --------- وما بـقـلـبـكَ غـيـرَ الحُـبِّ موجودُ
فـنـأى بـوجـدِكَ عـمّـن لا أمـانَ له --------- ما يفـعـلُ الحبُّ والإخلاصُ مفقودُ!
وما يُعيـبكَ إن غابوا وإن حضروا --------- هـمُ الـغـيـابُ وإن قـالـوا مواجـيـدُ
إذا انـتـبـذتَ قُـلـوبــاً لا وفــاءَ لها --------- فـأنـتَ حـاضِـرُهـا والغـدرُ مطرودُ
لا تـحـسـب العـمـر أياماً تنوحُ بها --------- الـعُـمـرُ يـصـنـعـهُ فــرحٌ وتـغـريدُ
والضّـحـكُ يأخـذُ من أيامـنـا زمناً --------- أمــا الـبـكــاءُ فـيـأتـيـه الـمـوالـيـدُ
فارفـق بحـالك لا تـبـك على أحـدٍ --------- إنَّ الـبُـكــاء لأهــلِ الـشَّـرِّ تـمجـيدُ
وعادَ عـيـدكَ والأوهــامُ تَـسـبِـقُـه --------- كـأنـمـا الـعِـيــدُ مـهـمـومٌ ومـكـدودُ
يُـراجـعُ الـعـمـرَ في إيــامِ فـرحته --------- وقـد تـأكـــدَّ لا بـيــضٌ ولا سُـــودُ
فـلا تـدعــهُ يُـعـادي ما بَـذَلـتَ له --------- ولا تُـطـعــهُ إذا مـا قـــال مَــردُودُ
ولا تـظـنَّ بـأنَّ الـسَّـعـدَ سِـلعـتـهُ --------- بل أنت زارعـهُ والـزَّرعُ محـصُودُ
فـإن شـقـيــتً بـه، فـالله يـعـلـمـهُ --------- وإن فـرحــتَ بـه فـالـفـرحُ مُوعـودُ
صنعاء 12 فبراير 2016م
المفضلات