سورة الرحمن سورة أشغلت فكري وملأت قلبي
بسم الله الرحمن الرحيم
تتميز سورة الرحمن بأنها السورة الوحيدة التي بدأت باسم من أسماء الله وشغل آية لوحده
وفيها أكثر الآيات تكرارًا: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}؛ 31 مرة.
سأقف إن شاء الله تعالى على كل آية من آيات السورة وربطها بما قبلها وما بعدها، وبمجموعة الآيات التي في موضوعها ما استطعت.
:{الرحمن {1} الرحمنالرحمن اسم من مادة "رحم" وهي مستعملة في العطاء المسبب للامتداد
ورحمة الله تعالى هي العطاء المسبب للامتداد؛ ومنه المطر المسبب لامتداد الحياة للنبات والحيوان والإنسان، والرحمة: الجنة لعطائها الممتد بلا توقف ولا انتهاء، والرحم: عضو الإنجاب في الأنثى؛ لأنه يمد الجنين بما يحتاجه وينميه حتى يصل إلى حد يستطيع أن يعيش خارجه. والرحم: الإنثى القريبة من أم، وأخت، وبنت، وعمة، وخالة، وبنات الإخوة والأخوات، وغيرهن من بنات الأقارب؛ لأنه يحصل بهن امتداد وقوة ارتباط بالعائلات والأسر الأخرى، وامتداد للطرفين بالصفات والجينات الوراثية.
والله عز وجل هو الرحمن ذو الرحمة التي تشمل المؤمن والكافر بعطائه المسبب لامتداد حياتهم في الحياة الدنيا.
و"رحمن" اسم على وزن "فعلان" وفي مستعمل فيمن يدخل في حالة مؤقتة ثم يعود على الأصل؛ ومن هذا الباب على الوزن نفسه: غضبان، جوعان، عطشان، .... ، فالغضب حال مؤقت ينتهي بزوال الغضب وأسبابه، والجوع حال مؤقت، ينتهي ويزول بالأكل والشبع، والعطش مثل الجوع، وكذلك كل ما جاء على هذا الوزن.
ورحمة الرحمن رحمة لفئتين، رحمة دائمة للمؤمنين ورحمة مؤقتة محدودة للكافرين تنتهي بزوال الدنيا، وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل.
أما اسم "الرحيم" على وزن "فعيل" وهو وزن للصفات الدائمة، ورحمة الله تعالى بالمؤمنين دائمة في الدنيا والآخرة، ورحمته هذه خاصة بهم في الآخرهم، ولا يدخل معهم فيها أحد من الكفار.
وقد سقطت ألف التفصيل من اسم "الرحمن" رسمًا كما سقطت رسمًا من اسم الجلالة "الله"؛ لأن هذا الاسم الدال على صفة الرحمة لا يشارك الله تعالى فيه أحد، ولا يقدر أحد عليها غير الله تعالى، فلما انتفى الند والمثيل له في فعله سقط التفصيل، لأن التفصيل يكون في المتعدد لبيان درجاتهم فيه، وليس في الواحد الذي لا ثاني له.
ولأن اسم الرحمن افتتحت به السورة، ورحمته شملت المؤمن والكافر، فقد اتصفت السورة بكثرة الثنائيات فيها.
ولأن الرحمة محيطة وحافظة وسبب في الاستمرار والتمتع وحفظ كذلك من المخاطر والأهواء فقد كثر التذكير بآلاء الله وما نشأ في حضن الذي حماه وأمده كان سببًا في نموه كالحب مع العصف، واللؤلؤ والمرجان، وغير ذلك ...
وكانت أعظم نعمة ورحمة من الله تعالى؛ أنه علم القرآن .
ملاحظة
يؤسفني أن أكثر من يدخل على المنتدى ويقرأ من مواضيعه هم من غير المسجلين في واتا
فيحرمني ذلك من آرائهم وتعليقاتهم.
وإيميلي أمامه واضح لمن أراد أن يرسل ملاحظاته
ومباح النقل لكل من أراد نقل أي موضوع إلى منتديات ومواقع أخرى....
أو أن يدعو غيره لقراءته
ومن أدبه سيشير للمصدر
المفضلات