الركن الرابع : فقه استعمال الأوزان


أوزان الأسماء والأفعال كثيرة، والحديث عنها والبيان لها متسع وطويل.
وتنوع وتعدد الأوزان يأتي من الحروف الزائدة، ومن الحركات والسكون.
ونأخذ بعض الأمور على الأوزان كأمثلة لبيان أهمية هذا الفقه للمعاني في اللغة.

الأمر الأول : مجيء القرآن على وزن فعلان
كنت أعجب من مجيء "القرآن" على وزن فُعْلان، اسمًا لكتاب الله عز وجل، وأقول في نفسي إن وراء التسمية أمر عجيب، حتى وقفت في دراستي لأسرار الرسم القرآني على أوزان الجموع. لمعرفة سر حذف وإثبات ألف الجموع في الرسم القرآني. ولبيان ذلك نأخذ ثلاثة أمثلة على وزن "فعلان" لبيان سر هذه التسمية لكتاب الله تعالى؛
رُمَّان : يمتاز حب الرمان أنه مفصول عن الخارج، وهو على سواء واحد في النضج وعدمه، وفي اللون والحجم والطعم، ولا يتقدم أو بعضها عن بعض في النضج.
رُهْبان : جماعة من العباد ينزلون في بيت من بيوت العبادة، وهم على سواء واحد في التعبد، لا يخرجون ليسكنوا مع الناس، ولا الناس تأتي لتسكن معهم.
رُكْبان : جماعة تذهب للتجارة، يلتزمون ببعضهم في ذهابهم وإيابهم، لا يدخلون غريبًا معهم، ولا يخرج منهم أحد ويفارقهم.

من ذلك نستنبط أربع صفات للقرآن الكريم من جعله وزنه على "فعلان"
• أن آياته وكلماته على سواء واحد في النظم والفصاحة والبيان.
• أنه كلام الله تعالى، فهو مفصول عن كلام البشر ولا يشابهه في نظمه.
• أنه لا يدخل على القرآن كلام من خارجه فيصبح جزءًا منه.
• وأنه لا يخرج شيء منه فيهمل وينسى.

ومع أن هذه المعاني معلومة للمتدبر لها، إلا أن الوزن قد جلاها وبينها من معرفة استعمال وزن فعلان.