بسم الله و الحمد لله و سلام الله على الدكتور الفاضل ماهر محمدي يس

الأمانة كما تفضلت في بداية هذه المقالة التي أرجو من الله عز و جل أن يكون لها بكل حرف حسنة و بكل من مر من هنا أجرها و أجر من تذكر... فنفعته الذكرى...هي قيمة عليا من القيم الإنسانية و خلق رفيع من الأخلاق الكريمة...
و القيم الإنسانية هي القيم الإسلامية في صيغتها الصحيحة...فلا تجد إنسانا عاقلا يمجد الكذب أو يدعو إليه...لأن الصدق في الحقيقة هو أساس الأمانة...فالرسول عليه الصلاة و السلام لقب كما ورد "بالصادق الأمين" الصادق في قوله عليه الصلاة و السلام الأمين في فعله صلوات الله و سلامه عليه...

فإذا كانت "الأمانة" فعل تسبقه نية خالصة و صادقة وجد من الله عز و جل عونا و تأييدا و...

فما من قيمة إنسانية إلا و تجدها في القيم الإسلامية بشكلها و جوهرها الصحيح المؤدي إلى سعادة البشرية و طمأنينتها...

فلماذا نجد في الواقع عكس ما تحمله القيم...؟

لأن الأمانة هي الحمل الثقيل الذي رفضته السماوات و الأرض و حمله الإنسان...لأنها جامعة لكل القيم المسماة القيم المادية بالإضافة إلى القيم المعنوية...و معلوم لدى فضيلتكم أن القيم المادية هي بيت الحاجة في زمننا المعاصر...و ما اقتتلت الدول في عصرنا إلا على القيم المادية...و حتى لو بررت حروبها بقيم معنوية...قيم معنوية انحرفت في حقيقتها عن جادة الصواب ...لأن القيم المعنوية هي السقف النظري للعقلانية الإسلامية التي جسدها القرآن الكريم و سنة نبينا عليه الصلاة و السلام...

و لذلك كان الاختيار هو بيت الإبتلاء في تحمل الأمانة عن وعي أو التملص منها تحت أي ذريعة و تحت أي مبرر كان...فالاختيار الذي يجعل الإنسان حرا في السير في هذا الطريق أو ذاك...تلك القدرة على الفعل (فعل الاختيار) هي التي تحتاج إلى تقويم كي تختار السليم حتى تأتي ربها يوم القيامة " بقلب سليم"...

الهم اجعلنا من الذين يلقون الله عز و جل بقلب سليم...

تحيتي و تقديري المتواصل...