نحو فِكْرَانية بديلة
لـ(خطاب الهيمنة القَوْلَطي والفرعوني والرومي)
ولِعُلُوِّ كلمة الكارهين لما نزل الله
ملخص بحثنا "اختبارُ أسسِ علمِ الاستغراب: تحليلٌ ونقد"
عندما نسمع اسم (علم الاستغراب) تشمَخ سؤالات برؤوسهَا:
ما الأسس المحكِّكةُ التي يقوم عليها هذا العلم الناشئ؟
هل بقي شرق في العالم حتى ننقل إليه غربا؟
إن تشظي الذوات المتكلمة والمخاطبة والغائبة، على السواء، يستفز استفهامات الهوية والاتصال: هل نحن جميع؟
هل أنتم جميع؟
هل هم جميع؟
كيف يتكلم الجميع مع الجميع عن الجميع؟
في المعركة الأبدية بين الحق والباطل، وبين النبي والفرعون، وبين العالم والمستكبر يظهر الميزان المتراجح بين كلمة الله وكلمة الذين كفروا.
ويظهر الاستكبار والعلو والهيمنة كصفات من صفات الله تعالى يتقمصها البشر.
إنها الهيمنة العالمية في كل صورها ماثلة في (نسق عالمي) أُسُّه (الفيتو) لتأصيل كلمة الكارهين لما نزل الله.
وهي هيمنة أركانها شاهدة في منهجِ حُكم قائم على ديقراطية منع الخمار، إمعانا في تشريد الشريعة.
إنها هيمنة شارك في وضع سَوَاريها مستشرقون وأنثروبولوجيون انتسبوا إلى الثكنات العسكرية والهيئات المخابراتية قبل انتسابهم إلى العلم وأهله.
لقد أقام الغرب المستكبر خطاب هيمنة عالمي في كل العلوم والمعارف يحيي به الخطاب القَوْلَطي، ويجدد الخطاب الفرعوني، ويرسخ الخطاب الظلوم في كل دولة ترابية الانتماء، أو عرقية الانتساب، أو جاهلية التعزي، بل في كل شبر من الأرض، حيث يقول هذا الخطاب لعيال الله في أرض الله: {لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ }.
فكيف يمكننا التفكير، باسم ربنا، لإنشاء فِكرانية (أيديولوجيا) مستردة لقوى الإنية والأصالة البانية للذات الحضارية من جديد؟
وكيف يمكننا النظر، باسم ربنا، لإرساء فكرانية حاضنة لما يخدم مصلحة العرب والمسلمين في الغرب والعالم؟
وكيف يمكننا الجدل، باسم ربنا، لنشر فكرانية ناسِيَّة (بشرية) منقذة للإنسانية من هيمنة الأنانية الرومية المشركة، والمستعلية في الأرض، والمفسِدة؟
المفضلات