من هو والد إبراهيم عليه السلام .. آزر أم تارح ؟
هل هو آزر أم تارح كما ورد في الأثر عن أهل الكتاب؟
إذا كان تارح هو والده .. فمن يكون آزر له؟
وما الفرق بين الوالد والأب ؟
في عرف الناس لا يفرقون بين الأب والوالد
ويعدانهما شخص واحد في كل الأحوال.
أما في اللغة، والقرآن، واستعمال العرب قديمًا، فالتفريق بينهما قائم،
وما زال لهذا التفريق استمرار في بعض المناطق او القبائل؛
فقد لا يراد بالأب الوالد، بل يراد به العم المربي خاصة.
وقد يراد بالأب الوالد، ولكن يفرق بينهما في الاستعمال.
الوالد هو الذي يخلق الابن من نفسه لا من غيره،
ولا يخلق الإنسان إلا من نفس واحدة هي الأصل،
والولادة هي الخلق من النفس، والأب هو الأصل.
ولذلك قال تعالى عن نفسه: {لم يلد ولم يولد{3} الإخلاص.
أي أنه لم يأت بأحد من نفسه، ولا كان هو سبحانه من نفس غيره،
ومعنى ولدت المرأة؛ جاءت بمولود من نفسها ونفس زوجها،
وليس المعنى بأنها وضعت حملها على الاستعمال العامي،
والمشارك للوالد في ذلك ولا يتم الخلق إلا بهما؛ هي الأم فقط،
فجاء تأنيث الوالد بلفظ الوالدة للدلالة على الأم،
فكانت التثنية لهما معًا فقط بالتغليب بسبب هذه المشاركة،
ولأجل ذلك لا يثنى الوالد في الآباء ولا يجمع،
أما الأب فيثنى كما في تثنية الوالدين،
ويجمع الأب (آباء) من الأب الأدنى (الوالد) إلى الأب الأعلى؛ آدم عليه السلام،
إذا ذكر الوالدين في القرآن؛ ذكرا في موضع الترابط بينهما وبين الأولاد،
وإذا ذكر الأبوين في القرآن، ذكرا في موضع الانقطاع بينهما وبين الأبناء، بأسبابه المتعددة.
ولأن أكثر الناس وحتى طلاب العلم لا يفرقون بين الأب والوالد، فالأب عنده هو الوالد فقط في كل الأحوال؛
فأقدم لأجل ذلك هذه الدراسة التفصيلية لبيان الفرق بين الوالدين والآباء في استعمال اللفظين في القرآن الكريم، للوصول إلى حقيقة علاقة "آزر" بإبراهيم عليه السلام.
المفضلات