وأما آخرهم لوط فقد التحق بغير قومه،
وأرسل إليهم فلم ينفعهم مجيؤه إليهم بشيء،
وظلوا على فسادهم وسوء خليقتهم، إلى أن أهلكهم الله بعذاب من عنده.
وذهب الهلاك بالمكان وأهله،
فكانت نتيجة إرسال لوط عليه السلام إلى قومه،
خلاف إرسال إسماعيل عليه السلام الذي أحيا الله بإرساله البلاد والعباد،
وكان الترتيب في هذه المجموعة من الأنبياء حسب أثر إرسالهم على البلاد والعباد،
فإسماعيل أحياء الله به البلاد والعباد ولم يأتهم هلاك ولا هددوا به،
فعاشوا في أمان قرونًا طويلة، وازدادت أعدادهم وانتشرت في البلاد،
وقوم اليسع ظل بقاؤهم في البلاد، ولم يهلكوا،
وظلوا في ذل وهوان سلط عليه قرونًا عديدة،
وقوم يونس قد وقف الهلاك على أعتابهم فأخر عنهم، ومتعوا إلى حين.
وقوم لوط قد أذهب الهلاك أنفسهم وديارهم بعد إقامة الحجة برسول أرسل إليهم،
وختمت الآية بالتذكير بتفضيل الله لهؤلاء الأنبياء جميعًا على العالمين، فهم صفوة الله من خلقه؛
: { وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ{186} الأنعام
المفضلات