من هو الحيُّ ؟ والميْتُ ؟ والميِّتُ؟،
ومن هو لا حيٌّ ولا ميّتٌ؟
لا تستغرب هذا السؤال .. !
الناس في الدنيا والآخرة على أربعة أحوال ؛
حي في الدنيا والآخرة،
وميْت فيه حياة ولا يعمل إلا لدنياه فقط،
وميِّت لا يقدر على فعل شيء،
ومن هو لا حي ولا ميِّت؛ وهم أصحاب النار.
[وفي الموضوع بيان لمن هي الحياة، وما معنى الاستحياء ، وسبب تسمية الثعبان بالحية، وتسمية فرج الدابة بالحياء]
الأول : الحيٌّ (في الدنيا والآخرة)
الحي هو الذي يملك القدرة في أن يفعل لنفسه ولغيره ما يشاء.
وعمله شامل لجلب كل خير إليه، ودفع كل شر عنه.
وعمله لنفسه لأجل حياته في الدنيا والآخرة، وليس لدنياه فقط،
فمهما عمل العامل لدنياه، فلا يدوم ذلك له في آخرته.
والحي لم يسم بالحي لأن في جسده روح ...
بل لقدرته على أن يفعل ما يشاء لنفسه ولغيره،
وتعطى له هذه القدرة مع وجوده، حتى لا يحرم من العمل لآخرته،
: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {28} البقرة.
ولذلك لا يوصف الحي بفعله لنفسه بل بفعل الله الذي أعطاه هذه القدرة؛
وهي شاملة لكل حي من نبات بالنمو في مكانه، أو دابة بالانتقال في الأرض في طلب رزقها؛
: { تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ {27} آل عمران.
: { إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ {95} الأنعام.
: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ {31} يونس.
: { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} الروم.
: { إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ {42} الأنفال.
: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ {30} الأنبياء.
والله تعالى يعطي الأرض القدرة على إنبات النبات فيها ، بإنزال الماء عليها؛
: { وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ{164} البقرة.
: { وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ {19} الروم.
فقال سبحانه وتعالى "أحيا الأرض" "ويحي الأرض" ولم يقل أحيا النبات، فالقدرة أعطيت للأرض، فأنبتت فيها نباتها، ولو كان الماء وحده لما كان للنبات قدرة على البقاء حيًا والاستمرار. فالنبات محتاج للأرض وللماء الذي في الأرض معًا.
المفضلات