المرحلة الرابعة : إعادة الطلب بصيامه.
في السنة السابعة، وبعد صلح الحديبية، توجه النبي إلى خيبر لفتحها، وكان ذلك في شهر محرم الذي فيه يوم عاشوراء، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن صيامهم؛ فكانت إجابتهم بأن هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من فرعون وقومه.
فقال عليه الصلاة والسلام : نحن أحق بموسى منهم،
فصامه في السنة الثامنة والتاسعة والعاشرة.
ولما كانت أرض خيبر وأموالهم أصبحت للمسلمين، واليهود عاملون عندهم فيها مقابل النصف،
فكان المسلمون يأتون خيبر باستمرار، فرأوا اهتمام اليهود وتعظيمهم ليوم عاشوراء.
فأخبر الصحابة النبي أن هذا اليوم تعظمه اليهود، واستثقل عليهم اشتراكهم مع اليهود في هذا اليوم،
فقال إن بقيت إلى قابل أو سلمت إلى قابل لأصومن التاسع؛
أي يصوم التاسع مع العاشر، حتى يكون صيام المسلمين في يومين أحدهما عاشوراء، مخالفة لليهود.
وليس التاسع بدلا عن العاشر، فللعاشر فضله ولا ينتقل ليوم آخر فضله.
صحيح مسلم (2/ 796)
130 - (1131) وحَدَّثَنَاه أَحْمَدُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعُمَيْسِ، أَخْبَرَنِي قَيْسٌ، فَذَكَرَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ، وَزَادَ: قَالَ أَبُو أُسَامَةَ، فَحَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ أَهْلُ خَيْبَرَ يَصُومُونَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، يَتَّخِذُونَهُ عِيدًا وَيُلْبِسُونَ نِسَاءَهُمْ فِيهِ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَصُومُوهُ أَنْتُمْ»
صحيح مسلم (2/ 797)
133 - (1134) وحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
السنن الكبرى للبيهقي (4/ 475)
8404 - مَا أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بِبَغْدَادَ , أنبأ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: " صُومُوا التَّاسِعَ وَالْعَاشِرَ وَخَالِفُوا الْيَهُودَ " وَرَوَاهُ أَيْضًا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ كَذَلِكَ مَوْقُوفًا
سنن أبي داود ت الأرنؤوط (4/ 107)
2446 - حدَّثنا مُسَدَّد، حدَّثنا يحيي -يعني ابن سعيدٍ، عن معاوية بنِ غَلاَب (ح) وحدَّثنا مُسَدَّدٌ، حدَّثنا إسماعيلُ، أخبرني حاجبُ بنُ عُمَرَ، جميعاً -المعنى- عن الحكم بنِ الأعرجِ، قال:
أتيتُ ابنَ عباسٍ وهو مُتوسِّدٌ رداءه في المسجد الحرام، فسألتُه، عن صومِ يومِ عاشوراء، فقال: إذا رأيتَ هِلالَ المُحرَّمِ فاعدُدْ، فإذا كان يومُ التاسِع فأصبِح صائماً، فقلت: كذا كان محمد -صلَّى الله عليه وسلم- يصوم؟
فقال: كذلك كان محمد -صلَّى الله عليه وسلم- يصوم.
المفضلات