وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم؛
ظهور مصدر ظهَر، وليس جمع ظهْر
قال تعالى : { وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172} الأعراف.
القول عند جميع المفسرين قول واحد؛ "ظهورهم" جمع "ظهْر"، ولا شيء آخر.
والموافق لسياق الآية، وما عليه حقيقة الإنسان، أن "ظُهُور" في الآية هي مصدر الفعل "ظَهَرَ"،
وليس هو جمع "ظَهْر"، ولا علاقة له بالظهر.
وفي البحث عن سبب تسمية "الظهر" بالظهر، ودراسة سياق الآية؛
كانت النتيجة التي فاجأتني وتتفاجئكم؛
بأن المقصود بـــ"ظهورهم" هو مصدر الفعل؛ ظهر يظهر ظهورًا،
فــ "ظهور" هو المصدر للفعل "ظهَر،
وليس جمع الظهر؛ الجارحة المعلومة؛ (الصلب)، الذي هو عضو من أعضاء الإنسان.
مع أننا نعلم علم اليقين أن الماء الذي يتخلق منه الإنسان وتتكون من الذرية؛
يخرج من عضوين معلومين خاصين بهذا الماء،
أحدهما عند الذكر، وتتولد فيه الحوينات المنوية (الخصيتين)،
والآخر عند الأنثى وتخرج منه البويضة (المبيضين)،
ولا توجد علاقة مباشرة لهما لا للظهر ولا للبطن في تكون هذه الماء وتخلقه.
وأنَّ حرف الجر "مِن" ظهورهم؛ لا معنى له بالقول بالظهر؛ لأن "مِن" حرف يفيد التبعيض،
وكل المعاني التي قيل عنها بأنها من معاني "مِن" مبنية على التبعيض،
وحتى ابتداء الغاية الزمانية أو المكانية، فالذي تبتدئ منه هو بعض الأمكنة، أو هو بعض الأزمنة.
فليس في الظهر جزء يتخلق منه ماء الحياة، ولا مكونات الظهر تصلح لإنتاج الماء.
والماء لا يتخلق في مواضع متعددة، حتى يكون الظهر أحدها وبعضًا منها،
فلا مكان لـــــ "مِن" في جعل الظهور جمع ظهر هو المقصود.
أما "مِن" مع الظهور مصدر ظهر، فإن ابتداء الذرية تكون مع
بلوغ الإنسان القدرة والمنعة والغلبة لصعوبات ومشاكل الحياة حتى يرعى ذريته ويحميها،
وتستمر القدرة عند بعض الذكور إلى الثمانين والتسعين من أعمارهم.
ولا ذرية قبل ذلك في مرحلة الطفولة، فلا وجود لماء تتخلق منه الذرية.
والطفل أضعف من أن يرعى ذرية ويحميها، وهو المحتاج للرعاية والحماية..
المفضلات