هل تعرف مفهوم العلم ؟ قد تكون عارفًا وقد لا تكون !!
العلم من مادة "عَلَمَ" وهي مستعملة لكل ما يكون أساسًا لما يبنى عليه
يمتاز العلم من دلالة حروفه على ثلاثة أمور؛
أنه يدوم لما كان يزداد بالبناء عليه،
وأنه ملتصق بما يبني عليه ويرتبط به،
وأن ما يبنى عليه يحيط به ويغلبه بكثرته والاعتماد عليه،
فإذا اشتريت أرضًا؛ تعلِّم حدودها لتبدأ الانتفاع بها،
وإذا أردت البناء عليها؛ تعلِّم الأساسات لتبدأ رفع البنيان عليها،
وإذا علَّمت الغلام الحروف ونطقها، يبدأ البناء عليها نطقًا وكتابة وتأليفًا للكلمات والجمل منها،
وكل معرفة إذا بني عليها معرفة أخرى، أو جرى العمل بها تصير علمًا،
والأعلام في الحرب (الرايات)؛ يعرف بها مكان القائد وجند الجماعة من مكان العدو وجنده.
والجبال أعلام؛ لأنه يبنى على موقعها معرفة الجهات، وطرق السير، ومناطق الساكنين حولها،
ولم تذكر الجبال أعلامًا في القرآن إلا التي في البحار،
وذلك لأن معظم الجبال في البحار والمحيطات هي جبال بركانية، فكل طفح بركاني جديد يبنى على ما كان قبله، ويرفعه حتى برزت الجبال فوق الماء؛ بارتفاعها المتكرر عبر العصور فصار جزرًا وجبالاً.
ولا زالت البراكين تظهر في كثير منها، وبعضها ينسفها أو ينسف جزءا منها؛
وهي أول من ينسف من الجبال يوم القيامة، وابتداء فناء الجنس البشري على الأرض؛
: { وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ {24} فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ {25} كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ {26} وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ {27} الرحمن.
: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا {105} فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا {106} لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا {107} طه.
المفضلات