الآلهة :
للهندوس حوالي ثلاثة آلاف إله, وسنتناول بالذكر بعضا منها فقط لأنه في العقيدة الهندوسية هناك آلهة كاملة وأنصاف آلهة وأرباع آلهة... الخ. ولهم ما يسمون بالثلاثة, وهم الذين خرجوا من بيضة الكون التي وضعها الأعلى أو السبب الأول :
الفرق بين براهم وبراهمن وبراهمين :
1- براهم هو الخالق, وهو الإله الأول من بين ثلاثة آلهات يليه "فيشنو" الذي مهمته التغذية والبناء و "شيفا" الذي يهدم ويحطم (أي الشيطان).
2– براهمن : وهو المطلق, والقائم بذاته, و الحقيقة العليا, . و براهمن خال من كل الصفات (نيرجونا براهمان) ولا يمكن الحديث عنه بالكلمات. وفي الأوبانيشاد يستعملون كلمة “هو” عندما يتكلمون عنه... يقولون إنه مثل البحر, حيث نجده مرة هادئ ومرة هائج بأمواجه, لكنه نفس البحر ونفس الماء...البراهمن الذي ليس له حدود وليس له شكل, عندما يأخذ شكل الله وروح الكون ويخلق ويغذي ويهدم, يصير اسمه “ساجونا براهمان” أي براهمن صاحب الخصال والأوصاف ... جسد البراهمن هو الروح, شكله هو النور, أفكاره هي الحقيقة.
يقول الأوبانيشاد إن من يعيش هذا الشعور بالبراهمن الأعلى لن يولد مرة أخرى في عالم جاهل ... ويقولون عندما يكتشف الإنسان أن المكان والزمان وأسباب الحركة الأولى كلها خدع وأنها لا وجود لها, يتحرر من كل المفاهيم الضيقة ومن قيود الجهل, وهذا لا يعني أنه لن يكون موجودا أو أنه لن يشعر بالوجود بل سيصير واحدا مع البراهمن. ويقولون : هنا يستيقظ الإنسان من الحلم الذي كان يعيش فيه ويدخل عالم الحقيقة المطلقة.
3 – براهمين :
المجتمع الهندوسي ينقسم إلى عدة أقسام :
ا – براهمين : رجال الدين ويدعون أنهم أبناء الآلهة وأنهم مقدسون ويفعلون ما يحلو لهم
ب – كشاتريا : رجال الحرب
ج – فايشيا : التجار وملاك الأراضي
د – شودرا : الخدم وأصحاب الحرف كالنجار والبناء…الخ
ه – شاندالا : الذين لا ينتمون إلى “الكاست” أي نظام الطبقات, أي غير الطاهرين
الله الأعلى أبدي, لم يخلق, هو الذي يوزع النور والأشعة وهو منبعهم. والآلهة هناك من خلقها وتخضع لقانون الولادة والموت مثل كل الكائنات الحية لكنهم يعيشون حياة طويلة جدا مقارنة بالبشر.
بعد موت الإنسان الذي لم يفعل الشر, تطير روحه إلى السماء, التي هي مسكن الآلهة, هناك يعيش معهم حياة كلها رفاهية, لكن عندما تفرغ الكارما الطاهرة التي تحصلوا عليها, يموتون ويولدون من جديد كبشر.. فقط كإنسان يمكن للشخص أن يتحرر من الولادة والموت.
فيشنو : الذي يحافظ على المخلوق.
شيفا : المدمر أو الذي يقوم بتحطيم كل شيء (شرير حسب ما فهمت أو الشر نفسه).
هانومان : نصف إنسان برأس قرد ( وهو الذي يساعد راما في إنقاذ سيتا).
أديتيا : مهمته الحكم (فارونا, ميترا).
رودرا : مهمته الحرب (إندرا, أجني).
فاسو : مهمته التغذية (أسفينس).
أوشاس : إلهة الصباح الباكر, والتي جمعت كل الكتب المقدسة ومهمتها إمداد الكائنات الحية بالهواء للتنفس.
شيساناجا : الأفعى الكبيرة النائمة ببحر من حليب وعليها يجلس "فيشنو" لينال راحته (أو نارايانا).
سيتا : هي زوجة "راما" , اختطفها "رافانا" الذي تناسخ روح "فيشنو" , وسيتا تناسخت روح سيري (في بعض الأحيان نجده يحمل إسم لاكشيمى).
امريتا : نوع من الشراب خاص بالآلهة لكي تكون محصنة ضد الموت.
بعض المصطلحات(حسب ما فهمت) :
قانون الكارما :
الكارما حسب ما فهمت تعني سلسلة أعمال كل كائن على هذه البسيطة, والتي لها تأثير كبير على تناسخاته المتتالية. أي أنها حصيلة الأعمال التي يقوم بها الإنسان في حيواته السابقة (يقولون إن الذنب يمكن أن يأتينا من الآلهة التي يمكنها أن تذنب)
لكن هناك جناح آخر من الهندوسية يمكن لي أن ألقبه بيسار الهندوسية أو المعتزلة عندهم, نجدهم لا يعترفون بنتائج الأعمال أو قانون الكارما. فنجد مثلا الشاعر “بهارتريهار” الذي عاش حوالي 600 م يقول :
ننحني إجلالا أمام الآلهة, لكنها هي الأخرى تخضع لقانون وسيطرة هذا القدر اللئيم … إذن هل يجب على الإنسان عبادة القدر؟؟؟ لا, حتى القدر لا يجازي إلا على الأعمال التي هي مقررة .. مادام أجر الأعمال التي نقوم بها هو نتيجة الأعمال المقررة من قبل, فبماذا ستنفعنا الآلهة أو المصير؟؟؟ (المرجع مقطع من قصيدته
ونرى "ماهابهاراتا" يقول : يدعي “يانالفاكاياس” في كتابه (القانون) أن المصير مرتبط بنتيجة أو حصاد الأعمال التي قام بها الإنسان في الحياة التي عاشها قبل الحياة التي يعيشها الآن, يقول مهابهاراتا إن المصير تحول من سلطة غامضة إلى مبدإ قانوني يحكم ويشرع.
اليوجا :
أي الإجتماع بالله أو البراهمن أو الخالق. يقولون إن أسرع الطرق إلى اليوجا هو الولاء الكامل لله. الله هو روح بعيد عن التحول ولا يخضع للتغييرات. عند الله المعرفة ليس لها حدود, لكن ما يصل إليه الإنسان من معرفة لا يزن ذرة. الله ليس له حدود زمنية, إنه أكبر من المكان والزمان حسب فهمنا.
عن أسطورة الخلق يقول البعض :
الكون ليس له بداية ولا نهاية, ولا توجد آلهة خلقت الكون, وكل كلام عن البداية والنهاية وكيفية الخلق الأول للكائنات والأرض والكون لا يعدو أن يكون مجرد حشو وثرثرة.. ويقولون إن ما نسميه نحن خلق وموت ما هو إلا تحويل الطاقة إلى أسماء وأشكال (ناماروبا).
حول الشر يقول نيكهيلالاندا :
منبع الشر هو الإنسان ولا أحد غيره… ويقول: إن ما نسميه الذنب هو فقط الأخطاء التي نرتكبها نتيجة افتقادنا للمعلومات عن الحقيقة وجهلنا بها.
ماهاتمان : أي روح أو نفس العالم . يقولون إن النفوس كلها هي نفس واحدة وليست خاصة بالإنسان فقط , حتى الحيوانات لها نفوس تماما مثل البشر, كما أن هناك إلها يقول إن النفس خاصة بالبشر فقط فهو المجرم وهو الأسوأ والأدهى من الشياطين ..
الخلاص “موكتي” هو التحرر من الجهل. الإنسان يجب عليه أن يخترق الحد أو الجدار الذي بناه حول نفسه كما يجب عليه أن يكتشف طبيعته الأصلية الكونية التي ليس لها حدود. ويقال إنه عندما يكتشف الإنسان توحده مع الحياة يتغلب على الحزن وعلى الموت.
ونرى مثلا أن "فيفيكاناندا" يقول: روح حرة وكاملة لا يمكن أن تكون لها أمنيات. الله ليس له أي أمنية .. عندما يتمنى الله شيئا فهو ليس بإله .. إن كانت له أماني, فهو ليس بكامل, وهذا سبب قولهم إن الادعاء بأن الله يغضب أو يتمنى أو يريد هذا أو ذاك عندما يرى التحول, ما هو إلا كلام صبيان لا معنى له.
ليس لله شخصية, ولو كان الله شخصا له أوصاف, فذلك معناه أن هناك شيطانا. ويقولون إن العالم ما هو إلا خليط من الخير والشر والأفراح والأحزان والحياة والموت, أي أن العالم لا يحقق وجوده بغير توفر كل ما هو متقابل فيه…الخ, ويقولون إن الذين يؤمنون بالله معتبرين إياه شخصا هم الذين ينتمون إلى ديانات بدائية مازالت في بداية تطورها.
المتضادات :
يقولون إن المتضادات لم يكن لها وجود. هناك شيء واحد وكائن واحد (إكا) تنفس لكن لم يكن له نفس في نفسه .. المادة الأولى هي الماء, وكل شيء كان ماء.
أناندا : السعادة الروحانية
أريان : الذي يعيش حسب تعاليم كتب الفيدا
أسورا : الذي يقف ضد تعاليم الرب
أفيديا : الجهل
بهاكتا : مخلص لله
بهاكتي : الخدمة بكل إخلاص للمعبود الأعلى
بهافا : النشوة أو الحالة التي يصلها الإنسان بحبه الخالص للرب
ديفا : نصف إلهة أو إنسان تقي جدا
ديانا : تأمل
جاندارفاس : الموسيقى والأغاني السماوية لنصف الآلهات
جسفاني : الإنسان الذي يسيطر السيطرة الكاملة على حواسه
جوناس : الخصال الثلاثة للعالم المادي – 1 الخير - 2 التألم - 3 الجهل
جيفا : الذات الشخصية الأبدية
كالي يوجا : زمن النفاق والإضطرابات الذي بدأ منذ حوالي 5000 سنة وسيتواصل 432000 سنة قادمة
ماهاتما : النفس الكبرى, أي الإنسان المتحرر والمدرك بكريشنا
موني : حكيم
نيرفانا : التحرر من الوجود المادي
بريما : طاهر, عفوي, مخلص للحب الإلهي
دارما : الحقيقة, الأخلاق, الواجب, النظرية, أسس الدين, القانون
جونا : الخيط , حسب الثنائية عند فلسفة “سامخيا” نجد أن “براكريتي” أي الطبيعة أو المادة بها ثلاث خصال أولية:
1– ساتفا : التوازن, الخير, التواضع
2 – راجاس : الرغبة والتألم
3 – تاماس : البخل والتهور والتشدد واللؤم
هذه الخيوط الثلاثة هي التي تربط الإنسان بالعالم النسبي
جورو : المعلم الروحي أي مدرس الدين, ويلقبونه بـ “جوروديفا” أي المدرس المقدس. والعلاقة بين المدرس او المعلم وتلميذه “سيشيا” علاقة وطيدة جدا, وكتبوا عنها الكثير, المعلم هو همزة الوصل بين المعلم الذي علمه وبين تلميذه, والتلميذ يرى أن معلمه هو الإبراهمن بعينه. ومن عادة المعلم ألا يحاول الضغط على التلميذ لأن يتخلى عما في حوزته من مفاهيم, بل يبني على تلك المفاهيم كل ما هو روحاني لكي لا يشعر التلميذ بأنه تخلى عن شيء واحد من قناعاته, ويبقى التلميذ وفيا لمعلمه إلى أن يصل درجة التوحّد مع البراهمن.
أتمان : الشاهد الساكن الأبدي داخل كل الكائنات, في قلب كل شيء مهما كان, وهو الوعي الفردي الذي هو واحد مع البراهمن - الوعي الأعلى والمطلق. مثل الشرارة تصير هي النار.
بريهاسباتي : معلم الألهة , معلم الحكمة , الطهارة الكاملة , والخطابة
موكاشا : التحرر الروحي الاخير, ويحيا الإنسان هذه اللحظة عندما يعي أن "أتمان" والبراهمن هما واحد. هذا يعني أن الأنا الفردية هي واحد مع الأنا الكبرى, هذه المعلومة لايصلها الإنسان عن طريق المعرفة والكتب, لكن عن طريق حياة طاهرة والتأمل. وموكاشا هي تجربة مباشرة, في هذه التجربة تذوب كل الشكوك والتوترات, كل من يصل الى التحرر لن يُقيّد مرة أخرى, وفي هذه الحالة يتحرر الإنسان من النقص ومن محدوديته, ويتحرر من الولادة والموت. ويصل الإنسان الى موكاشا, إما في الحياة أو في لحظة الموت, إن جعل موكاشا هدفا له في نضاله. وعندما يصل الإنسان الى موكاشا تصير ذاته واحدا مع ذات البراهمن.
كل الكائنات تصل أخيرا الى موكاشا والعذاب الأبدي ينتهي.
رِجل البراهمن (أو قدم) البراهمن : برواية ساتياكاما نجد أن الكون يتكون من ستة عشر جزء, و نجد أن ساتياكاما يجب عليه أن يتأمل في الجزء الأول من أربعة 1\ 4 وهو :
البراهمن يسكن بالشمال والجنوب والشرق والغرب
ونجد أن ساتياكاما يجب عليه أن يتأمل في المليء بالنور وهذا الجزء الثاني من أربعة :
البراهمن يسكن بالأرض والسماوات والبحار والكون
الربع الثالث من قدم البراهمن التي يجب على ساتياكاما التأمل فيه هو الذي بلا حدود :
البراهمن يسكن بالنار والشمس والقمر والبرق
الربع الرابع من قدم البراهمن الذي يجب على ساتياكاما التأمل فيه هو المشع :
البراهمن يسكن بالتنفس وبالعين وبالأذن وبالحاسة
الهندوسية قسّمت الحياة إلى أربعة اقسام :
1 –براهماشاريا : تعني أن الولد يعيش حياة تقشف أو تصوف مع معلمه, واجبه هو دراسة الكتب المقدسة وتعلم كيفية تقديم القرابين والمحافظة على النار مشتعلة دائما. وعندما ينهي دراسته, يجب عليه أن يعمل ويتصرف حسب ما درسه وحسب معلمه. (في العهد القديم كانت البنت كذلك يمكن لها دراسة الكتب المقدسة مثل الولد).
2 – جارهاستيا : تعني تكوين العائلة وهنا يجب على الشاب وزوجته تقديم القرابين معا ودراسة الكتب المقدسة وترتيل الأغاني الدينية والمشاركة في العمل الديني والسياسي.
3 –فانابراتها : عندما يكبر الإنسان ويظهر الشيب برأسه وتظهر التجاعيد بوجهه, يجب عليه أن ينسحب مع زوجته إلى الغابة ويترك مسؤولية العائلة لأحفاده.
4 – سانياسا : المرحلة الأخيرة وأهم مرحلة في حياة الهندوسي, هي عندما يتخلص ويتحرر الإنسان من كل شيء يربطه بالحياة فيتحول الهندوسي إلى سانياسين:
أي أن الإنسان لم يعد في حاجة لعبادة الرب برموز باطنية أو ظاهرية. إنه يعايش مباشرة كل شيء حي ويصير جزءا من كل الكائنات, ويعيش متسولا على ما يقدمه له الآخرون. في الحقيقة فلسفة الأوبانيشاد موجهة لهذه المجموعة التي تحررت من كل شيء.
الأوبانيشاد تكلموا عن المعايشة المباشرة للرب التى تحرر الإنسان من روابطه بهذا العالم النسبي. كل فترة في الحياة لها واجباتها والتزاماتها, وبكتب الفيدا نجد أن الإنسان ليس في حاجة لأن يتبع فترات الحياة, ويمكن له في مراحل حياته الأولى أن يتخلص من كل شيء ويعايش الرب ويصير جزءا من كل الكائنات
المفضلات