آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 100 من 194

الموضوع: كيف تحصل ولاية الشيطان ؟؟؟

  1. #81
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    إلى خبير الجن و الشياطين يحيى غوردو ...

    إلى خبير الجن و الشياطين يحيى غوردو ...

    ما أريد أن تفهمه شيء بسيط لا يحتاج إلى شروح أو ردود مطولة، الجن والشياطين خلق مستترون لا نعرف حقيقتهم، لأنهم مغيبون عنا، وما جاء في القرآن مِن خبر خلقهم لا ينافي كوننا لا نعرف حقيقتهم, وكذلك إخباره عن جميع عالم الغيب لا يقتضي أننا نعرِف حقيقة ذلك العالم. والعلم بأن الجانّ خلق من مارج من نار لا يعكس حقيقته, مثلما أن خلق الإنسان من طين لا يعكس حقيقته، ولا مميزاته ... والفرق بين النار والجان ... مثل الفرق بين الطين والإنسان ...

    وإذا صحّ حديث ابن مسعود وأبي هريرة في رؤيته إيّاهم ومكالمتهم, فذلك لا يدُلُّ على أنهم صاروا مِن عَالَمِ الشهادة , وأننا صِرْنَا نَعْرِف حقيقتهم، فإن الله قد يطلع رسله على بعض غيبه ، وذلك خصوصيّة لهم كما قال في سورة الجِنّ: عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ [ ( الجن : 26-27 ) إلخ .

    وكذلك حديث صفية عند الشيخين وغيرهما : (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) لا يدلّ على حقيقة الشيطان ولا يجعلها معروفة لنا, والحديث تمثيل لا حقيقة.

    العقل والشرع يمنعان من قياس عالم الشهادة ومنه الإنسان على عالم الغيب كالملائكة والجان.

    أنت لا تركز على أساس الموضوع، وتحاول أن تدخل القارئ في متاهات ومواضيع وأسئلة ثانوية أخرى من أجل التعريض بخصمك، وتشويه صورته أمام القارئ، وأسئلتك بحد ذاتها تؤكد مقدرتك المحدودة على الفهم، مما يعني أن مزيدا من النقاش معك لن يفيد في إفهامك، بل سوف يوسع لك الدائرة لكي تخوض في مواضيع وتفاصيل بعيدة عن لب هذا الموضوع.

    نحن أمام أمرين، فإما أنك لا تفهم ما أكتب، أو أنك تفهم وتريد أن تتلاعب وتحرف كلامي وأن تقولني أشياء لم أقلها ولم أقصدها لكي تخدم فكرتك السقيمة الساذجة الباطلة والمكشوفة للجميع. لكن ماذا نفعل وهذه طريقتك وهذا ديدنك مع كافة النصوص التي تتلاعب بها وتجتزئها وتخرجها عن سياقاتها وتقلب معانيها على عكس ما أراد أصحابها وكاتبوها.

    لست هنا لكي أدافع عن نفسي، ولست هنا لكي أدافع عن أمور كتبتها أنا وقمت أنت بتحريفها، فليس ما أكتبه على هامش دعواك هو المهم هنا، وليس هو الموضوع! الموضوع هو أنت وشياطينك وفكرتك الجهنمية المليئة بالمغالطات والأخطاء والافتراءات البدعية التي لا يشاركك فيها أحد، وأنا هنا لكي أرد عليها تنبيها للقراء، وتذكيرا لك، لعلك تراجع نفسك، وتعود عن هذه المكابرة القبيحة الفارغة.

    لقد تجرأت فقمت دون استحياء بإثارة شبهة التناقض بين القرآن الكريم وأحد الأحاديث الصحيحة (حديث أبي هريرة مع الشيطان)، من خلال أحادية الفهم، فأنت تفترض أن الحادثة تمت خلال شهر رمضان، وتفترض أن الشياطين كلها تصفد في رمضان، وتثير الشبهة بقولك: كيف؟ مع أنك لست أول من أثار هذا التساؤل الذي أجاب عليه السلف بتخريجات عديدة لا أظنك تجهلها لكنك تجاهلتها إمعانا في التجني وفي الافتراء وفي التشويه.

    لقد افترضت فيك حسن النية في البداية، وحاولت تنبيهك إلى أنك تثير شبهة، ولفت نظرك الأحادي إلى عدة جوانب ظننت أنها قد غابت عنك في المسألة، إذ لا يوجد في نص الحديث المذكور ما يؤكد حصول الحادثة في شهر رمضان، وحتى لو أن ذلك هو ما حصل فالمفروض أن لا يكون هناك تناقض أو شبهة، ويلزم تبعا لذلك جزئية التصفيد، وأنه لا يشمل كافة الشياطين بل يقتصر على المردة منهم كما جاء في بعض التفاسير.

    القاعدة الشرعية تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة، أي أن ما لم يرد نص في منعه فهو مباح، ونظرا لأنني لم أسمع عن دليل يفرق بين أنواع الزكاة العادية ويحددها بحسب الأشهر هذه زكاة رمضان، وهذه زكاة شعبان، وهذه زكاة شوال، فالزكاة تخرج وتدفع إلى مستحقيها أو إلى بيت المال، ولم نسمع أيضا عن دليل يحدد كيفية إنفاق الزكاة من بيت المال، فالزكاة تجمع وتنفق بحسب حاجة مستحقيها، لذلك فإن من السخف والسذاجة والبله أو الاستعباط أن تأتي وتطالبني بدليل شرعي أو حديث لأمر لم يرد فيه حديث أو نص شرعي.

    لكن أعتقد أنه يحق لي بالمقابل أن أطالبك أنت بدليل شرعي أو لغوي يثبت أن ما أسماه أبو هريرة بزكاة رمضان يعني زكاة الفطر على وجه التحديد كما ادعيت تحريفا وتضليلا.

    أما بالنسبة إلى قولي في مداخلتي رقم 30 "من أجل إثبات نظريتك التي تخالف أبسط المعلومات الأساسية المتوفرة، متجاهلا القدرات التي منحها الخالق للجن في عالمهم، والتي تمكنهم من النفاذ إلى عالمنا بصور أخرى تدخل في نطاق إدراكنا وحواسنا، أو في نطاق الإدراك من قبل المخلوقات الأخرى، أو حتى في نطاق استشعار بعض الأجهزة الاستشعارية." فمن سوء الطالع أن أضطر إلى إعادة شرح كلامي البسيط هذا الذي استعصى عليك إدراكه وفهمه.

    واضح من العبارة بأعلاه أنني كنت أتحدث عن الجن في حالة التشكل بأشكال تقع في نطاق إدراك الحواس الإنسانية أو الحيوانية، وليس بحالتهم الحقيقية، وما تدركه حواس الإنسان أو حواس الحيوان أيها العبقري تستطيع أجهزة الاستشعار وأجهزة الرادار أن تدركه وتشعر بوجوده، وهذه حقيقة علمية.

    تقول: ذكرتَ، في عدة مناسبات، بأن الجن "يتشكل" في صور شتى، منها البشرية، بل وأكثر منها ذكرتَ بأنه يعرف لغة البشر، نحن نريد أية واحدة دليلا على ما تقول؟ دون أن تهرب لقصة سيدنا سليمان التي فصلنا نحن في تبيان بابها ألإعجازي الخاص بالأنبياء، وبرهنا عليه. القرآن ستون حزبا أعطني آية واحدة تبين أن الشيطان أو الجن يتشكل لعموم الناس؟ هل تشكل جني في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل المسجد مع الناس (أو تجول معهم في سوق أو نحوه... أو في أي مكان آخر) وأخبرهم رسول الله أنه كذلك؟ وهل وقع مثل هذا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم؟ هل رأيت جنيا تشكل يوما في صورة إنسان أو حيوان أو نبات...؟ هات برهانك إن كنت صادقا، ولا تكن "إمعه"...

    للأسف الشديد فإن الرسالة لم تصل لحد الآن إلى عقلك الصغير المتحجر، ما أريد أن أقوله لك ولغيرك منذ البداية الآن واليوم وغدا أن الملائكة خلق غيبي لا نعرف حقيقته, وإنما نؤمن به بإخبار الله تعالى الذي نقف عنده, ولا نَزِيد عليه.

    "آية الكرسي كفيلة بأن تقضي على الشيطان ... وتهلكه ... بل وتحرقه حرقا ... أين رأيت هذا؟ وممن سمعته؟ ومن أعلمك بذلك؟ وما دليلك من القرآن والسنة؟

    هل تعرف الجدار الناري الذي يحمي الحاسوب الذي تعمل عليه من الفيروسات؟ هل تعلم لماذا سمي بالجدار الناري أيها البطل؟ أنا أقول أن آية الكرسي ... جدار ناري ... يحمي ويحفظ من الشياطين ... فأين الخطأ أيها اللغوي ...؟

    لقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلـم انه قال :" من قرأ آية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ. ومن فضائل آية الكرسي أنها تحرز الإنسان وتحفظه من الشيطان الرجيم، الشيطان يسعى إلى الإضرار بالعباد و الله عز و جل هو الرؤوف بالعباد شرع لهم أمور تقيهم من شر الشيطان و تبعده عنه، فمن تلك الأمور التي يتقى بها شر الشيطان قراءة آية الكرسي فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قراءة آية الكرسي تبعد الشيطان عن قارئها وتحفظه من شره، من ذلك ما رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله في حديثه المعروف مع الشيطان.

    فلماذا يبتعد الشيطان عن قارئ آية الكرسي ويخشى الاقتراب منه يا خبير الشياطين ...؟ ما الذي يخشاه الشيطان ويمنعه من الاقتراب أيها الشيطان الصغير ...؟ وهل فكرت ماذا يمكن أن يحصل للشيطان لو أنه فكر في الاقتراب ...؟

    إذن تأمل في الآيات التالية تتوصل إلى الجواب:

    سورة الحجر - سورة 15 - آية 18
    الا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين

    سورة الصافات - سورة 37 - آية 10
    الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب

    سورة الجن - سورة 72 - آية 8
    وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا

    سورة الجن - سورة 72 - آية 9
    وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا

    هذا هو ما يخيف الشياطين أيها الفيلسوف.

    قال نعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ... (فاطر 6)
    فماذا نفعل لكي نحمي أنفسنا من هذا العدو يا صديق الشياطين ؟

    أما اتهامك لي بالإلحاد فمردود عليك، وهو إن دل على شيء، فإنما يدل على مستوى الهبوط والإفلاس والتعسف والإسفاف والتخرص والمروق والرخص والخبث واللؤم والجهل والعناد الشيطاني المفرط الذي وصلت إليه.

    نستعيذ بالله العلي العظيم من الشيطان الرجيم ومن أوليائه، ونستغفر الله، ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والله أكبر.

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #82
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    ليس لعقل متحجر خرف تربى على الأسطورة والخرافة، ونصب نفسه منافحا عنها وسادنا على بابها إلا أن يسكت خير له...

    أراك كثَوْر "الكوريدا" في آخر لحظات احتضاره...

    كنتُ سأشفق على حالك بإطلاق رصاصة الرحمة عليك لو أنك تأدبت في الحوار منذ البداية، كما يتأدب الفرسان...

    أما وأنك قد أعلنت عن صلفك وغرورك وتعاليك واتهامك للناس بالإلحاد، فما عدتَ تستحق الشفقة، أي شفقة... اتهمتني بالإلحاد وقد بؤت بها كما نص على ذلك الحديث الشريف...

    قلتُ لك لا تجادل في اليقين، وهروبك إلى الأمام لن يفيدك قطعا...

    طرحت عليك أسئلة محددة، وبناء على أقوالك وتخريجاتك، فوقفتَ أمامها تلميذا خائبا لا رجاء له ولا أمل...

    أيها التلميذ الخائب:

    لم يحدث نظام الدواوين إلا في عهد سيدنا عمر رضي الله عنه، فأنت جاهل بالتاريخ، وفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخليفته أبي بكر رضي الله عنه،

    لم يكن هناك ديوان لحفظ مال الزكاة أو الصدقة، لأنها كنت أصلا توزع في اباناتها، كل ما كان هناك مكان صغير لحفظ الزكاة أو الصدقات ولأيام...

    فقد كان رسول الله يوزع الغنائم بعد انتهاء المعارك مباشرة، وكذلك كان يفعل بالصدقات والزكاة... وإن كان يفضل منها قليل فلا يتعدى ليبقى لشهور كما تخيل عقلك...

    ... طالبناك إذن أن تأتينا بدليل واحد، من الكتاب والسنة، فلم تزد على اجتهاد باطل منك، تريد أن تلوي به ذراع حديث أبي هريرة على مزاجك، وهو واضح وضوح النهار...

    تريد أن تخرج زكاة رمضان بعد شهر رمضان، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، يثبت عكس ما تقول...

    أتركك تبحث عنه في كتب الحديث الصحيحة... إن كنت تبحث حقا...

    لكنك تجرؤ على الدين جرأتك على النار... وأنت عاجز عن الدفاع عن هذه، فأكيد أنك عن الدفاع عن غيرها أعجز... (هذه واحدة)

    وأما الثانية، فعن أجهزتك الاستشعارية التي زعمت بأنها تكشف الجن، والتي جاء جوابك عنها لبين قصور عقلك أكثر... ويا ليتك سكتّ كان خيرا لك...

    شرحتَ ما تدعيه بأن المقصود أجهزة "الرادار"؟؟؟؟؟؟ وتضيف إلى هذا قولك بأن هذه "حقيقة علمية"...

    أيها التلميذ الخائب، إذا كنت أنت تنكر علي من البداية قولي بأن الكائنات المجهرية يمكن أن تكون نوعا من الجن...

    أنا الذي سقت حجج الدين والعلم ولم أتزحزح عن رأيي قيد أنملة... تأتيني أنت بكل "عبقرية" لتقول لي بأن الرادار يمكنه أن يكشف عن الجن والشياطين...

    أنت الذي كنت تنكر قبل ذلك كل إمكانية في هذا المجال... ثم هات برهانك إن كنت صادقا، على أن الرادار فعلا يكشف الجن...

    بالله عليك هل هناك عاقل يمكن أن يصدق زعمك... ورجاء لا تختفي وراء عبارة: "هذه حقيقة علمية" دون استحياء أو خجل...

    وأما الثالثة، فقد قلت لك أن تأتي بالدليل، ومرة أخرى ألح: من القرآن أو السنة، على أن آية الكرسي تحرق الجن...

    وهنا أيضا، ومرة أخرى تهرب إلى الأمام، للحديث عن الجدار الناري والحاسوب... ما علاقة هذا بذاك أيها الخائب؟؟؟

    الأدلة، كل الأدلة، التي سقتها أيها الخائب، تدل على أن القرآن الكريم يحفظ الإنسان، أو يبعد الشيطان... وليس هناك دليل واحد على أنها تحرق الجن...

    ولو كان الأمر كذلك لاحترقت كل الجن من مدة طويلة...

    كل الآيات الكريمة التي سقتها في الأخير، ليست دليلا على قولك... هي جاءت لتخبر بأن الله عز وجل كان يرسل النجوم أو الشهب أو نحوهما... رجوما للشياطين

    التي كانت تسترق السمع... وقد فصل العلماء في تفسير هذه الآيات... وما وجدت في تفسيراتهم واحدا يدعي بأنها تحرق الجن الذي تزعم حضرتك بأنه قد يسكن الإنسان...

    كيف بالله عليك أن يبعث الله نجما أو شهابا من السماء لإحراق جني يسكن أحد الآدميين... هذا سخف ما ينتهي إليه فكرك...

    أعيدها عليك ودون إطالة آتنا بحديث أو آية تدل على أن آية الكرسي تحرق الجن...

    هي تحفظنا، نعم... القرآن كله يحفظنا، وفي مقدمته سورة البقرة التي دلت عليها أحاديث كثيرة، نعم أيضا... أما عن زعمك الحرق فدعوى باطلة...

    إليك الثابت من القرآن والسنة: الجن الكافر يهرب من تلاوة القرآن... كما أن الجن المؤمن يسعد لسماعه، تماما كالإنسان... وفي ذلك سورة كاملة إن كنت لا تعلم...

    أيها التلميذ الخائب: لم تتقدم في حجاجك خطوة واحدة... بل تراجعت خطوات...

    والحمد لله رب العالمين...


  3. #83
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب ...

    إلى عالِم الجن والشياطين ...
    يحيى غوردو

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    إذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب
    لذلك لن أعتب عليك ولن ألومك
    ولا أحلم في ايصالك إلى فهم ما

    فأنت أنت ما زلت تخلط حابلا بنابل
    ويبدو أنك تعاني من مشكلة مستعصية في الفهم
    كان الله في عون أهلك
    إن كان لديك أهل!

    يكفيني أنني كشفتك وفضحتك
    وأظهرت عوراتك وضلالك للناس
    وهذه هي تفاصيل المداخلات تشهد بذلك

    حسبنا الله ونعم الوكيل
    ولا حول ولا قوة إلا بالله
    وإنا لله وإنا إليه راجعون

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  4. #84
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    الآن وقد وضعت ذراعيك وانبطحت أرضا، أيها التلميذ الخائب... ما كنت أرضى لك أن تموت ميتة كهذه... وتقف عاجزا تماما عن الجواب ولو لسؤال واحد، من أسئلتي

    التي طرحت لك، فلا دليل لك على زعمك حول زكاة رمضان، ولا حجة قدمتها عن أجهزتك الاستشعارية، ولا نصا، من الحديث أو السنة، يثبت دعواك عن آية الكرسي...

    ولا... ولا... ولا...

    لك الآن أن تجمع يديك عند صدرك، كما أي تلميذ، خائب إن شئت، وتتواضع للعلم وتطلبه بأسلوب السائل الجاهل الباحث عن الحق، لا المدعي المتغطرس الجاهل...

    سألتني بنبرة المتحدي المتفيقه، فقلت:
    "القاعدة الشرعية تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة، أي أن ما لم يرد نص في منعه فهو مباح، ونظرا لأنني لم أسمع عن دليل يفرق بين أنواع الزكاة العادية ويحددها بحسب الأشهر هذه زكاة رمضان، وهذه زكاة شعبان، وهذه زكاة شوال، فالزكاة تخرج وتدفع إلى مستحقيها أو إلى بيت المال، ولم نسمع أيضا عن دليل يحدد كيفية إنفاق الزكاة من بيت المال، فالزكاة تجمع وتنفق بحسب حاجة مستحقيها، لذلك فإن من السخف والسذاجة والبله أو الاستعباط أن تأتي وتطالبني بدليل شرعي أو حديث لأمر لم يرد فيه حديث أو نص شرعي.
    لكن أعتقد أنه يحق لي بالمقابل أن أطالبك أنت بدليل شرعي أو لغوي يثبت أن ما أسماه أبو هريرة بزكاة رمضان يعني زكاة الفطر على وجه التحديد كما ادعيت تحريفا وتضليلا." (انتهى نص كلامك وتحديك)
    ..................

    هكذا إذن، وفقط لأنك لم تسمع عن دليل من حديث أو لغة، أغلقت باب العلم بكل غطرسة، وهل ما أوصلك إلى ما أنت فيه من حال يرثى لها إلا ادعاؤك وغطرستك؟؟؟

    إليك العلم إذن أيها التلميذ الخائب:

    جاء في فيض القدير، شرح الجامع الصغير، للإمامِ المناوي الجزء الرابع :
    4557

    - (زكاة الفطر) بكسر الفاء لا ضمها ووهم نجم الأئمة قال في المجموع: وهي مولدة لا عربية ولا معربة بل اصطلاحية للفقهاء أي فتكون حقيقة شرعية على المختار

    كالصلاة وتسمى أيضاً زكاة رمضان وزكاة الصوم وصدقة الرؤوس وزكاة الأبدان (فرض) بإجماع الأربعة على ما حكاه ابن المنذر لكن عورض بأن الحنفي يرى وجوبها لا

    فرضيتها على قاعدته أن الواجب ما ثبت بظني وأن أشهب نقل عن مالك أنها سنة وكان فرضها في السنة الثانية من الهجرة في رمضان قبل العيد بيومين

    وجاء في سنن النسائي، للإمام النسائي المجلد الخامس. >> كتاب الزكاة. >> باب فرض زكاة رمضان.

    أخبرنا عمران بن موسى عن عبد المارث قال حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال:

    فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة رمضان على الحر والعبد والذكر والأنثى

    صاعا من تمر أو صاعا من شعير فعدل الناس به نصف صاع من بر.

    [ش (فرض) أي أوجب والحديث من أخبار الآحاد فمؤداه الظن فلذلك قال بوجوبه دون افتراضه من خص الفرض بالقطعي والواجب بالظني. (زكاة رمضان)

    هي صدقة الفطر
    ونصبها على المفعولية وصاعا بدل منها أوحال أو على نزع الخافض أي في زكاة رمضان والمفعول صاعا.

    (على الحر والعبد) على بمعنى عن إذ لا وجوب على العبد والصغير كما في بعض الروايات إذ لا مال للعبد ولا تكليف على الصغير نعم يجب على العبد عند بعض والمولى

    نائب]

    وجاء في الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي - المجلد الثاني

    عن ابن عمر قال "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين".

    وأخرج أبو داود وابن ماجه والدارقطني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصيام من اللغو والرفث وطعمة

    للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة...

    من كل هذا وجب أن تعلم بأن زكاة الفطر هي زكاة رمضان، أيها الخائب... والآن ما عليك إلا أن تسأل أي شخص غيرك، حتى لو كان له باع قليل في الفقه، عن وقت

    خروجها...

    تتهمني بعد كل هذا بأنني انفردت بهذا التفسير، أي التسوية بين زكاة الفطر وزكاة رمضان، ولو كنت عدت حقا للكتب المختصة لكنت قد جنبت نفسك الوقوع في الحرج...

    وإليك المزيد، وبالضبط عن الحديث الذي ساقنا إلى هذا الخلاف، حديث أبي هريرة الذي ورد فيه: وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من

    الطعام، ....".

    يقول ابن حجر، في إبراز فوائد الحديث أنها كثيرة، وذكر منها قوله:... جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر وتوكيل البعض لحفظها وتفرقتها...

    ( ابن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الوكالة، ص.613. 616)

    ولك أن تلاحظ أن ابن حجر سماها زكاة الفطر، رغم أنها ترد في الحديث المذكور باسم زكاة رمضان...

    من كل ما سبق إذن وجب أن تفهم أن ما وقع لأبي هريرة وقع في شهر رمضان لا في غيره...

    فحجتك لإخراج النص عن إطاره واهية، ولا أستغرب ذلك من جاهل دعي...

    قلت لك سابقا، وأعيدها الآن: إن كنت عن التدليل على دعواك في هذا الحديث عاجز... فأنت عن إثبات غيره أعجز...

    قلت لك أيضا بأنك لم تتقدم خطوة في حجاجك بل تراجعت خطوات... وهذا من فضل ربي... " وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"...

    والحمد لله رب العالمين.


  5. #85
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    أستاذ سعد قلت: سؤالي هو من علم من؟ فهناك الملكان،و الشياطين، و بني آدم بطبيعة الحال، وموضوع التعلم الذي هو السحر...

    فهل الملكان هما اللذان علما الشياطين من الإنس و الجن السحر و ما إلى ذلك؟...

    كلمة "شياطين" أخي الكريم، وكلمة "ملكين" يجب علينا فهمهما فهما صحيحا حتى لا نقع في أخطاء سبق أن أشرنا إليها:

    أ- كلمة "شياطين" فيها خلاف:

    سبق وأن أشرنا أنها تحتمل أن يكون الشياطين من "الجن" أو أن يكون الشياطين من "الإنس":

    قوله تعالى: (واتبعوا ما تتلوا الشياطين ...)

    فالشياطين هنا قيل: هم شياطين الجن.

    وقيل: المراد شياطين الإنس المتمردون في الضلال،

    كقول جرير:

    أيام يدعونني الشيطان من غزلي وكن يهوينني إذ كنت شيطانا


    ب- كلمة "ملكين" والقول هل هما ملكان أو غيرهما؟ فيه خلاف أيضا.

    الملَكين بفتح اللام:

    - قال اليهود أنهما: جبريل وميكائيل أنزلا بالسحر

    - قال الزجاج: وروي عن علي رضى الله عنه أنه قال: أي والذي أنزل على الملكين، وأن الملكين يعلمان الناس تعليم إنذار من السحر لا تعليم دعاء إليه. قال الزجاج:

    وهذا القول الذي عليه أكثر أهل اللغة والنظر، ومعناه أنهما يعلمان الناس على النهي فيقولان لهم: لا تفعلوا كذا، ولا تحتالوا بكذا لتفرقوا بين المرء وزوجه...


    "الملكين" بكسر اللام:

    قال ابن عباس : هما ساحران كانا يعلمان السحر

    قال ابن أبزى: هما داود وسليمان.، وضعف هذا القول ابن العربي.

    وقال الحسن: هما علجان كانا ببابل ملكين، فـ "ما" على هذا القول مفعولة غير نافية..

    قيل طالوت وجالوت وهاروت وماروت أسماء ملوك...

    ولك أستاذ سعد أن تفهم من هذه الاحتمالات ما يناسب تصورك ويقنع عقلك ويجيب على سؤالك

    والله أعلم




    قلت أستاذ سعد: "ظهور الملك في صورة البشر واضح و جلي في الآيات و الأحاديث...و هذا لا جدال فيه...لكن فيما يخص الجن هل يبدو و يظهر في صورة من الصور؟
    أما الذي لديه علم من الكتاب فهو ليس نبي...و بالتالي لا يتوفر على قدرات النبي سليمان عليه السلام...و بالتالي كيف عرف بوجود العفريت الذي هو من الجن؟...إلا إذا أخذ الجن صورة من الصور أو ظهر على صورته التي خلقه الله عز و جل عليها...كما أنه كيف عرف أن عفريتا من الجن قد تقدم باقتراح لسليمان عليه السلام ؟ اللهم إلا إذا سمعه..."

    هذه الأمور التي ذكرتها أيضا خلافية:

    أولا العفريت لم ينفذ ما قاله وهذا يعني أن قوله لم يتحقق ولم يأت بعرش ملكة سبأ وبالتالي لا يمكننا أن نقول أن له قوة خارقة وسرعة وقدرات هائلة (معروف أن الجن

    فيهم الكاذب وفيهم الصادق ويمكن أن يكون كلام الجني كذب فهو لا يستطيع أن يحرك حتى كأسا من مكانه فما بالك بعرش يبعد الكيلوميترات (ورد في الحديث الصحيح أن

    الشيطان لا يفتح بابا ولا يحل سقاء ولا يستطيع حتى إزاحة عود خفيف من مكانه)

    فكيف يستطيع هذا الجني (الذي ليس له علم) فعل ذلك؟ لاحظ معي أخي الكريم أن الذي جاء بعرش ملكة سبأ هو ( من له علم) وقوة وقدرة على حمله ...

    قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنْ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ

    كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ(40)

    "الذي عنده علم" فيه أيضا خلاف بين أهل العلم:

    القول الأول إنه رجل :

    قال المفسرون : هو رجل عالم، صالح، عند سليمان يقال له: « آصف بن برخيا » كان يعرف اسم الله الأعظم، الذي إذا دعا الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى .

    وذلك: بأن يدعو الله بذلك الاسم، فيحضر حالا، وأنه دعا الله فحضر. فالله أعلم، هل هذا هو المراد، أم أن عنده علما من الكتاب، يقتدر به على جلب البعيد، وتحصيل

    الشديد؟

    أكثر المفسرين على أن الذي عنده علم من الكتاب آصف بن برخيا وهو من بني إسرائيل، وكان صديقا يحفظ اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب.

    قال السهيلي: الذي عنده علم من الكتاب هو آصف بن برخيا ابن خالة سليمان...

    قال السهيلي: وذكر محمد بن الحسن المقرئ أنه ضبة بن أد...

    إذا صح هذا القول هل يمكن أن نقول إن الإنس أقوى من الجن؟ وإن الإنس أسرع من الجن؟

    وكيف سمع هذا الرجل كلام العفريت؟

    القول الثاني : إنه سليمان عليه السلام

    قيل: هو سليمان نفسه.

    قال ابن عطية وقالت فرقة هو سليمان عليه السلام، والمخاطبة في هذا التأويل للعفريت...

    هذا الاحتمال يجيب على سؤالك ويحل المشكل فسليمان عليه السلام نبي وباستطاعته أن يرى العفريت ...

    القول الثالث : بأنه ملَك

    قال بحر: هو ملك بيده كتاب المقادير، أرسله الله عند قول العفريت.

    وقيل إنه جبريل عليه السلام أمين الوحي...

    والله أعلم


  6. #86
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    إلى الشيطان الصغير نعوذ بالله منه ....

    إلى خبير الجن والشياطين
    يحيى غوردو

    صدقة الفطر سُميّت كذلك لأنّها تدل على صِدق مُخرجها، وزكاة الفطر سميت كذلك نسبة إلى ( الفطر) من باب إضافة الشيء إلى سببه أو إلى وقته، لأن الفطر سببها؛ ولأن الفطر وقتها، ومن المعلوم أن الفطر من رمضان لا يكون إلا في آخر يوم من رمضان، فلا يجوز دفع زكاة الفطر إلا إذا غابت الشمس من آخر يوم من رمضان، أي بعد غروب الشمس من آخر يوم من رمضان؛ لأنه الوقت الذي يتحقق به الفطر من رمضان، ولهذا نقول‏:‏ الأفضل أن تؤدى صباح العيد إلا أنه رخص أن تدفع قبل الفطر بيوم أو يومين.

    وسواء أقيل صدقة الفطر أم زكاة الفطر أم زكاة رمضان نسبة إلى الشهر الذي تخرج عنه (!) فإن هذا كله لا يفيد لحد الآن من أجل حصر إخراج الصدقة وحصر صرفها في شهر رمضان كما تريد لكي تدعم تشكيكك في وجود تناقض بين القرآن الكريم والحديث الصحيح، فلم تكن الزكاة بحدها موضوعنا الرئيسي، بل كان الشبهة الشيطانية التي أثرتها حول الوقت الذي حصلت فيه حادثة أبي هريرة (رضي الله عنه) مع الشيطان، هل حدثت في رمضان وقت تصفيد الشياطين (أو بعض الشياطين كما ورد في بعض التفاسير) أم أنها حدثت بعد رمضان، وقد نبهت في مداخلة لي إلى هذا الأمر مؤكدا على ضرورة عدم وجود تناقض بين القرآن الكريم والحديث الصحيح مهما كان الأمر. لكنك أصررت على شبهتك وكأنك تريد إثباتها بأي شكل كان، ولو من خلال محاولات تشويهي وتسفيه رأيي، الأمر الذي لا يهمني شخصيا بأي شكل من الأشكال، وبأي صورة من الصور.

    أنت تجتهد وتعتقد أن الميكروبات نوع من الجن ...
    وأنا أجتهد وأعتقد أنك من أصغر الشياطين ...

    أعود وأقول لك، إنك تجاوزت كل الحدود، وخلطت كافة الأمور، وإنك تفتري وتكذب وتبتدع في موضوع الجن والشياطين، وهذه حقيقة ثبتت ووضحت هنا، مثلما ثبتت ووضحت في منتديات التوحيد، ولن تستطيع تغيير هذه الحقيقة من خلال فذلكاتك الكلامية السفسطائية، ولا من خلال إغراق الموضوع بأمور ونقول أخرى لا علاقة لها بالموضوع الأساسي ...

    لذلك فقد آن لك أن تصمت وتسكت أيها الشيطان الصغير، وقد آن الأوان لكي يرتاح جمهور واتا من هذه الجعجعة العبثية الفارغة، والطروحات الغريبة المضحكة في موضوع قال فيه العلماء كلمتهم.

    وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ...
    وأستغفر الله العظيم لنفسي إن كنت اجتهدت فأخطأت ...
    والله أكبر ...

    منذر أبو هواش

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  7. #87
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    24

    افتراضي

    بسم الله الرحمان الرحيم...
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
    يا أساتذة...يا كرام...جزاكم الله خيرا على توضيح ما هو غامض و واضح في نفس الوقت في موضوع يصعب فيه تحديد الأشياء إلا بالنسبة لمن لهم العلم الكافي...و أنا لست منهم للأسف الشديد...لذلك سيظل الخلاف بين أهل العلم...فما بالك في من هم ليسوا بعلماء و لا فقهاء...فاللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن...و ليتق الإنسان ربه...و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...


  8. #88
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    إن عادت العقرب عدنا لها *** وكانت النعل لها حاضرة

    أيها التلميذ الخائب:

    ها أنت تتراجع أمام الجميع عن أفكارك الغبية التي أنتجها عقلك الخرف المسطح...

    تحاول أن تتوارى بأن الأصل في الإشكال ليس تسميتها زكاة فطر أو رمضان... لماذا إذن كنت قبل يومين

    تسأل بنبرة الحاقد المتغطرس مدعيا بأنك لم تجد ما يدل على وحدة التسمية؟؟؟ وموجها السؤال إلينا بنبرة

    المتحدي "تشالنجر"... ولعلك تذكر ما الذي حصل لتشالنجر يوما ما...

    لو كانت نيتك سليمة فعلا لكنت أعلنت عنها منذ البداية... ولكنتَ ذكرت بأن التسمية ليست مهمة...

    لكنك فعلت العكس، صور لك عقلك المريض أن طاقة الفرج انفتحت لك... وتصورت أنك سوف تعزنا في

    الخطاب... لكن الله خذلك...

    تأتينا اليوم، وكأنك "اكتشفت العجلة" لتقول لنا بأن زكاة الفطر تخرج قبل صلاة عيد الفطر، ورخص أن

    تدفع قبل العيد بيوم أو يومين... ما شاء الله علم كثير تخبرنا به... هذا الذي يعرفه حتى عوام المسلمين...

    أيها التلميذ الخائب:

    أنا لم أقل لك يوما، ولا للإخوة الذين يتابعون الموضوع، بأن أصل الخلاف بيننا على تسمية زكاة الفطر...

    فهذا لا يقول به إلا مغفل مثلك...

    أنا كنت فقط أحشرك في زاوية جهلك، لأنك كلما تكلمت إلا وبانت أغاليطك وتمزقات ذاكرتك الخرفة...

    وجب إذن، إن كان قد بقي لك ذرة من احترام لنفسك، أن تعتذر عن جهلك... على الأقل في الذي اعترفت

    به، وهو هنا خلافنا حول تسمية زكاة الفطر، وأيضا وجب أن تعتذر أمام الناس عن الذي تهربت من

    الإجابة عنه، وهي أسئلتنا الكثيرة التي طرحناها عليك: حول الأدلة الشرعية على أن آية الكرسي تحرق

    الجن، وحول أجهزتك الاستشعارية التي تمكننا من رصد الجن... وغير ذلك مما تتهرب من الإجابة عنه...

    وهو لا زال قائما يتابعك إلى يوم الدين...

    نعود الآن إلى آخر ما خيل لك عقلك المريض، أنك قد أمسكت به ناصية الخطاب، وهو قولك/اعترافك بأنه

    سواء كانت التسمية زكاة الفطر أو زكاة رمضان فهذا ليس مهما، لأن المهم هو أنك تريد إلصاق التهمة

    بي بأني ملحد أبحث عن التناقض بين كتاب الله وسنة رسوله الكريم... وهي التهمة التي تبوء بها أنت

    أولا وأخيرا، لأنك من كال الاتهام... مصداقا لقول الحبيب المصطفى...

    أيها التلميذ الخائب:

    إذا كنت قد اعترفت بأن زكاة الفطر هي زكاة رمضان، واعتقدت بأن هذه مشكلة جانبية لا تهم موضوع

    نقاشنا، فهذه مشكلة كبيرة بالنسبة لعقلك الخرف... لأنه فعلا الآن يتأكد بأنك لا تبصر أبعد من أنفك...

    إذا كنت قد سلمت بأن الزكاتين واحدة، بل وتنطعت لتنويرنا بالإجابة عن موعد دفعها، وهو قبل صلاة عيد

    الفطر... فأنت بهذا تضع نفسك أنت، أيها التلميذ الخائب، في قفص الاتهام بحيث سوف يطرح تفكيرك

    المريض نصوصنا الدينية موضع تضاد وتعارض بينها...

    إذا كان الشيطان المذكور في حديث أبي هريرة، هو الذي يصوره لك عقلك الذي تأسس على الخرافة

    فتّصوَّرَه ذلك الكائن الأسطوري الذي يتشكل في أي صورة شاء... ويقوم بالأفعال الخارقة التي يهيئها لك

    عقلك المريض... فكيف يمكن أن نجمع بين حديث أبي هريرة، وفق تأويلك الساذج، وبين النصوص التي

    ذكرناها لك منذ مدة:

    ورد في صحيح البخاري: «إذا دخل

    شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين» وفي صحيح مسلم: قال

    رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت

    الشياطين"، أي منعت من الوصول إلى بغيتها...

    السؤال الذي نطرحه هنا: إذا كانت الجن والشياطين مسلسلة في رمضان فكيف أفلت الشيطان الذي ورد

    في حديث أبي هريرة؟
    ......

    من ناحية أخرى تخبرنا الأحاديث الصحيحة أن الشيطان لا حول له ولا قوة، من الناحية البدنية على الأقل،

    وهذا ما يوضحه الحديث الصحيح الذي رواه جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «غطوا

    الإناء وأوكوا السقاء وأغلقوا الباب وأطفئوا السراج فإن الشيطان لا يحل سقاء ولا يفتح بابا ولا يكشف

    إناء، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ويذكر اسم الله فليفعل...» (صحيح مسلم كتاب

    الأشربة) ويؤكد هذا حديث آخر ذكره الإمام علي كرم الله وجهه...

    وهذا يفهم منه أن الشيطان ليس باستطاعته فتح الباب المغلق والدخول إلى بيت الصدقة وحمل الطعام إلى

    عياله.
    ...

    ألا يفتح هذا كله باب التناقض إذا تبنينا تأويلك المزعوم؟

    وعلى العكس من ذلك، طرحتُ أنا احتمال أن يكون الشيطان المذكور في الحديث هو شيطان إنس، لا

    جن... لكنك بغبائك رفضت أن يكون هناك شيء نسميه شيطان إنس... حتى بينت لك خطأ دعواك... فعدت

    إلى ناصية الحق... وإن كنت تكابر كعادتك...

    فإن كان الشيطان شيطان إنس استقامت النصوص كلها أيها الغبي، وما عاد بينها أي تعارض...

    التعارض الذي يبقى في ذهنك وحدك لأنك قيدت فكرك، كما في أسطورة الفيل الشهيرة، فما عدتَ ترى أبعد

    من أنفك...

    صدق علماؤنا الأجلاء: كانوا دائما يخبرونا بأن أخطر أنواع الجهل، هو الجهل المركب...

    الآن أقف على أقوالهم بالعيان...

    مسألة أخيرة أيها الخائب:

    لست أنا بأول من قال بأن الميكروبات نوع من الجن... فقد سبقني إلى ذلك علماء أفاضل

    منهم محمد عبده ورشيد رضا وآخرين... وهذا جهل آخر منك...

    وقد تعاقب على الأمة بعدهم علماء كثيرون لا تبلغ أنت حتى بوعهم وما سمعنا أحدا قال عنهم بأنهم

    ملاحدة، وما كفرهم أحد... حتى أولئك الذين اختلفوا معهم في الرأي...

    ملحوظة: الأسئلة التي قدمناها لك (عن آية الكرسي وأجهزتك الاستشعارية وغيرها) لا تسقط بالتقادم...

    أنت ملزم بالجواب عنها...

    إن عادت العقرب عدنا لها...

    والحمد لله رب العالمين


  9. #89
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    قال تعالى في سورة الأنعام
    وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69)
    صدق الله العظيم

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  10. #90
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ...

    الشيطان شقي يشقي نفسه ...
    أشقاه الله ولعنه ...

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  11. #91
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هل يجوز مخالفة العلماء؟ وهل في مخالفتهم خروج على منهجهم؟

    يقول أبو هواش: "واختلافك مع ابن تيمية (وهو من هو وأنت من أنت) يعتبر اختلافا مع أهل السنة والجماعة، وخروجا على مذهبهم، وإساءة لا تغتفر إلى الإسلام والمسلمين."

    المنهج المبين في اتباع الدليل

    الفرق بين تجريد متابعة المعصوم وإهدار أقوال العلماء وإلغائها أن تجريد المتابعة أن لا تقدم على ما جاء به قول أحد

    ولا رأيه كائنا من كان
    بل تنظر في صحة الحديث أولا فإذا صح لك نظرت في معناه ثانيا فإذا تبين لك لم تعدل عنه ولو

    خالفك من بين المشرق المغرب ومعاذ الله أن تتفق الأمة على مخالفة ما جاء به نبيها بل لا بد أن يكون في الأمة من قال

    به ولو لم تعلمه فلا تجعل جهلك بالقائل به حجة على الله ورسوله بل اذهب إلى النص ولا تضعف واعلم أنه قد قال به قائل

    قطعا ولكن لم يصل إليك هذا مع حفظ مراتب العلماء وموالاتهم واعتقاد حرمتهم وأمانتهم واجتهادهم في حفظ الدين وضبطه

    فهم دائرون بين الأجر والأجرين والمغفرة ولكن لا يوجب هذا إهدار النصوص وتقديم قول الواحد منهم عليها بشبهة انه

    اعلم بها منك فإن كان كذلك فمن ذهب إلى النص أعلم به منك فهلا وافقته إن كنت صادقا فمن عرض أقوال العلماء على

    النصوص ووزنها بها وخالف منها ما خالف النص لم يهدر أقوالهم ولم يهضم جانبهم بل اقتدى بهم فإنهم كلهم أمروا بذلك

    فمتبعهم حقا من امتثل ما أوصوا به لا من خالفهم فخلافهم في القول الذي جاء النص بخلافه أسهل من مخالفتهم في

    القاعدة الكلية التي أمروا ودعوا إليها من تقديم النص على أقوالهم.....

    الروح لابن القيم





    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  12. #92
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي منذر أبو هواش والعلماينة الجديدة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    لكي يستفيد قراء واتا الكرام من هذا النقاش الذي أرجو أن يكون علميا بمعنى الكلمة وليس تعصبا للرأي

    أجيب عن جملة وردت أثناء النقاش: "... خلط الطب واللغة والشرع في بوتقة واحدة ..."يريدنا أبو هواش أن نفصل بين الطب واللغة والشرع وألا نخلط بين هذه العوم في بوتقة واحدة

    دون أن نتكلم فيما توصل إليه العلماء اليوم وما أسموه LA TRANSDISCIPLINARITE وهو إزالة الحدود بين مختلف العلوم نطرح على قراء واتا الكرام جزء

    من تحاور الفقهاء واللغويون والأطباء في موضوع الطاعون الذي نعتبره جزء من نظريتنا حول التقارب بين "الجن" و "الكائنات المجهرية"

    على أننا سنتطرق لاحقا إلى مقارنات أخرى - تفوق العشرين- بين الجن من جهة والكائنات المجهرية من جهة أخرى إنطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة:


    أنبه القارئ الكريم إلى أن الحديث الذي سوف نتطرق إليه يجمع بين الطب والشرع واللغة
    فهو يتكلم عن وباء الطاعون (الجانب الطبي) وعن الشهادة (الجانب الشرعي) بمصطلحات (الجانب اللغوي)

    ورد في الحديث الشريف:
    ( فناء أمتي بالطعن والطاعون قيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون قال وخز أعدائكم من الجن وفي كل شهادة)
    أخرجه أحمد

    وفي حديث آخر عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "هو وخز أعدائكم من الجن وهو لكم شهادة"

    قال أهل اللغة: وخز: هو الطعن إذا كان غير نافذ ووصف طعن الجن بأنه وخز لأنه يقع من الباطن إلى الظاهر فيؤثر بالباطن أولا ثم يؤثر في الظاهر وقد لا ينفذ.

    حديث آخر في الطاعون أخرجه أحمد وصححه الحاكم من رواية عاصم الأحول عن كريب بن الحارث عن أبي بردة بن قيس أخي أبي موسى الأشعري رفعه:

    "اللهم اجعل فناء أمتي قتلا في سبيلك بالطعن والطاعون"

    قال العلماء (هنا نتكلم عن الجانب الفقهي) أراد صلى الله عليه وسلم أن يحصل لأمته أرفع أنواع الشهادة وهو القتل في سبيل الله بأيدي أعدائهم إما من الإنس وإما من الجن.
    هذا الكلام يعني أننا في حرب مع أعدائنا من الكفار إنسا كانوا أم جنا والميت من المسلمين يعتبر شهيدا وهذا رد صريح على من قالوا بأن الجن لا يتعدى تأثيرهم الوسوسة ونفوا العلاقة المتينة بين عالم الجن وعالم الإنس هذه العلاقة التي تصل، انطلاقا من الأحاديث الصحيحة، إلى حد المشاركة في الأموال والأولاد وتصل إلى حد القتل كما هو ظاهر من حديث الطاعون وغيره...

    قال أهل اللغة والفقه:قال الخليل: "الطاعون الوباء"

    قال صاحب النهاية:" الطاعون المرض العام الذي يفسد له الهواء وتفسد به الأمزجة والأبدان"

    قال أبو الوليد الباجي: "هو مرض يعم الكثير من الناس في جهة من الجهات بخلاف المعتاد من أمراض الناس ويكون مرضهم واحدا بخلاف بقية الأوقات فتكون الأمراض مختلفة"

    قال أبو بكر بن العربي: " الطاعون الوجع الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة سمي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله"

    قال الداودي: "الطاعون حبة تخرج من الأرقاع وفي كل طي من الجسد والصحيح أنه الوباء"

    قال عياض: "أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد"

    قال بن عبد البر: "الطاعون غدة تخرج في المراق والآباط وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله"


    قال جماعة من الأطباء منهم أبو علي بن سينا: "الطاعون مادة سمية تحدث ورما قتالا يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن وأغلب ما تكون تحت الإبط أو خلف الإذن أو عند الأرنبة قال وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد يستحيل إلى جوهر سمي يفسد العضو بغير ما يليه ويؤدي إلى القلب كيفية ردئية فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان وهو لرداءته لا يقبل من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع وأردؤه ما يقع في الأعضاء الرئيسية والأسود منه قل من يسلم منه وأسلمه الأحمر ثم الأصفر والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة"


    قال الكلاباذي في "معاني الأخبار" :
    "يحتمل أن يكون الطاعون على قسمين:
    - قسم يحصل من غلبة بعض الأخلاط من دم أو صفراء محترقة أو غير ذلك من غير سبب يكون من الجن
    - وقسم يكون من وخز الجن كما تقع الجراحات من القروح التي تخرج في البدن من غلبة بعض الأخلاط وإن لم يكن هناك طعن وتقع الجراحات أيضا من طعن الإنس..."

    قال الألوسي في معرض تفسيره للأمراض:
    إن الهواء إذا تعفن تعفنا مخصوصا مستعدا للخلط والتكوين، تنفرز منه وتنحاز أجزاء سمية باقية على هوائيتها، أو منقلبة بأجزاء نارية محرقة، فيتعلق بها روح خبيثة تناسبها في الشرارة، وذلك نوع من الجن فإنها على ما عرف في الكلام أجسام حية لا ترى، الغالب عليها الهوائية أو النارية، ولها أنواع عقلاء وغير عقلاء تتوالد وتتكون، فإذا نزل واحد منها طبعا، أو إرادة، على شخص أو نفذ في منافذه أو ضرب وطعن نفسه به، يحصل فيه بحسب ما في ذلك الشر من القوة السمية، وما في الشخص من الاستعداد للتأثر منه كما هو مقتضى الأسباب العادية في المسببات، ألم شديد مهلك غالبا مظهر للدماميل والبثرات في الأكثر بسبب إفساده للمزاج المستعد... (محمود الألوسي أبو الفضل، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني)

    قال رشيد رضا، وهو يفسر الآية (275) من سورة البقرة: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس.
    يجوز أن تكون ميكروبات الأمراض نوعا من الجن،
    والمتكلمون يقولون إن الجن أجسام حية خفية لا تـرى،
    وقد قلنا في "المنار" غير مرة إنه يصح أن يقال إن الأجسام الحية الخفية التي عرفت في هذا العصر بواسطة النظارات المكبرة وتسمى بالمكروبات، يصح أن تكون نوعا من الجن، وقد ثبت أنها علل لأكثر الأمراض.


    نلاحظ هنا كيف ينطلق كل واحد من العلماء الأفاضل من خلفيته الفكرية ليسلط الضوء على هذه المسألة دون أن يعيب عليهم أحد خلطهم هذا كما يتوهم أبو هواش: "خلط الطب واللغة والشرع في بوتقة واحدة"

    وأشير أيضا إلى أن معظم هذا الكلما هو لابن حجر : شرح صحيح البخاري كتاب الطب صحيح البخاري كتاب شرع يتضم كتاب هو كتاب الطب
    كما أفرد علماء أجلاء كتب للطب النبوي أنطلاقا من أحاديث سيد المرسلي بلغة أهل الجنة العربية
    ابن القيم قديما وعبد المجيد الزنداني حديثا

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    -----------------------------------------------------------------------------
    1- La transdisciplinarité concerne, comme le préfixe "trans" l'indique, ce qui est à la fois entre les disciplines, à travers les différentes disciplines et au delà de toute discipline. Sa finalité est la compréhension du monde présent , dont un des impératifs est l'unité de la connaissance.


  13. #93
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    الإسراف في التفسير ... يحيى غوردو مثلا ...

    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

    إلى الشيطان الصغير يحيى غوردو،

    لعلك تعلم أن المسلم يضع دينه قبل نفسه، وقبل ماله، وقبل ولده، وقبل أهله. وقد هالني أنا أراك تتصرف تصرف الدجالين المصابين بجنون الهوس الديني، المعتقدين بما يدعون، والذين يتصدون لتفسير الأحالديث النبوية ولتأويل القرآن الكريم بجرأة وجهل وإسراف في الكلام، لا يفتتن بهم إلا الجاهلون من أمثالهم، إذ إن الذين يفهمون العربية يسخرون من هوس هؤلاء ومن هلوساتهم ووسوساتهم!

    وقد رأيت من كتاباتك أنك لا تتقن العربية اتقانا تاما، وأنك لم تحصل على ملكة الإعراب، ولا على ذوق الآداب، وأنك كثير اللحن والغلط فيما تقول وتكتب، وأنك كثير اللغو الذي لا يفهم له معنى صحيح في اللغة، وأنك كثير الخطأ والشطط فيما تفسر به الكلام، ومع ذلك فأنت تتجرأ على تفسير آيات كتاب إعجازي كالقرآن العزيز، وتتجرأ على نشر ترهاتك التي يظهر فيها ضعف نفسك، واضطراب حدسك، مما يدل على أنك مخذول لا مؤَيَّد من الله تعالى.

    لقد ادعيت وضللت بجهلك وقلة نصيبك من الدين واللغة، وكأن الفهم الذي جئت به قد فات الصحابة والتابعين وتابعيهم من العرب الخُلَّص ومواليهم، وكأن الفهم الذي جئت به قد فات جميع واضعي فنون هذه اللغة لضبط ألفاظها ومعانيها وفلسفتها وآدابها وأسرار بلاغتها، وجميع من فسر القرآن من السلف والخلف.

    لكن ضلالتك لن تتجاوز هذا الحد، ودعواك الكاذبة مائتة في المهد، وكلما ازددت ضلالا وانحرافا سيأتيك منا الرد.

    التفسير العشوائي للقرآن واللغة

    هو الطعن بحجج واهية في علماء الدين وعلماء اللغة الفطاحل، أملا في إسقاط الاستشهاد بهم، وإسقاط حجية كتب الفقه والتفسير والمعاجم، وبالتالي إسقاط كل فهم سوي للقرآن الكريم، بحيث تختلط الأمور ويصبح الحرام حلالاً والحلال حراماً.

    التفسير بالرأي

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب) وهذا الحديث رواه الترمذي بألفاظ مختلفة منها: "فليتبوأ مقعده من النار". والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم. قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/371). والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب، وليس من التفسير بالرأي المجرد ما كان جارياً على قوانين العلوم العربية، والقواعد الأصلية والفرعية. والله أعلم.

    هذا ما يقولونه فيك وعنك:

    والعجيب أن أحد الكتاب المعاصرين أخطأ فهم الحديث النبوي الشريف " هو وخز أعدائكم من الجن " فزعم أن الجراثيم يمكن أن تكون نوعاً من أنواع الجن فقال : لم تكن الجراثيم قد عرفت بعد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهل قصد عليه الصلاة والسلام " هو وخز أعدائكم من الجن " المعنى الشرعي لكلمة الجن ، أي المخلوقات التي خلقها الله تعالى من النار وترى الإنس ولا يرونهم ، أم قصد المعنى اللغوي بمعنى كل ما استتر وخفي ؟ الله تعالى أعلم .

    و لكن لو كان يريد المعنى الأول أما كان الأولى أن يقول : هو وخز الشياطين ، فيكتفي بكلمة واحدة بدلاً من ثلاث كلمات : " أعدائكم من الجن " ؛ لأن الشياطين كلهم أعداء للإنس . وأما كان الأولى بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل على الطاعون في بلاد الشام لكي تهرب الشياطين منه وينقذ المسلمين من ذلك الوباء اللعين ، بدلاً من أن يعود إلى المدينة المنورة وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم : " ما سلك عمر بن الخطاب فجَّاً إلا وسلك الشيطان فجَّاً غيره " [ متفق عليه ] .

    وهو كلام خطير يؤدي إلى تأييد رأي المستغربين الماديين الذين أنكروا المغيبات التي أخبر الله تبارك وتعالى عنها كالملائكة والجن ، والذي اتهم المسلمين بأن فكرهم ليس فكراً علمياً بل هو فكر غيبي يؤمن بالأساطير والخرافات .

    فالفكر الإسلامي فكر علمي يقوم على النظر والتفكير . والإيمان بالغيب أساسه الخبر الصادق في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحقيقة لا تعرف كلها بالإنسان نظراً لمحدوديته ، ثمة مصدر آخر للحقيقة وهو الله سبحانه وتعالى القائل : { أَلاّ يَعلَمُ مَن خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ } [ الملك : 14 ] والذي وسع كل شيء علماً .

    والقول بأن الجراثيم نوع من الجن ترده النصوص القطعية الكثيرة في الكتاب والسنة، فالجن الذين كانوا يسترقون أخبار السماء والذين رموا بالشهب والذين سمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم وانطلقوا إلى قومهم منذرين : لا يصح أبداً ولا يعقل أن تكون الجراثيم نوعاً منهم . قال تعالى في سورة الجن : { قُل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ منَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعنَا قُرءاناً عَجَباً ( 1 ) يَهدِي إِلَى الرُّشدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَن نُشرِكَ بِرَبِّنا أَحَداً ( 2 ) ... } [ الجن : 1 - 2 وما بعدها ] ، وتأمل كلمة رجال في قوله تعالى في هذه السورة : { وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجاَلٍ مِنَ الجِنِّ فَزَادُوهُم رَهَقاً } وقال أيضاً : { وإِذا صَرَفنَا إِليكَ نَفَراً مِنَ الجِنِّ يَستَّمِعُونَ القُرءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوا إِلَى قَومِهِم مُنذَرِينَ ( 29 ) قَالُوا يَا قَومَنَا إِنَّا سَمِعنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعدِ مُوسَى مُصَدِقاً لِمَّا بَينَ يَدَيهِ يَهدي إِلَى الحَقِّ وإِلَى طَرِيقٍ مُستَقِيمٍ } [ الأحقاف : 29 - 30 ] .

    كيف تجرأ هذا الكاتب على مثل هذا القول والله تعالى يقول في الجن الذين سخرهم لنبيه سليمان : { يَعمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَحَّارِيبَ وتَمَاثِيلَ وجِفَانٍ كَالجَوَابِ وقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكراً وقَلِيلٌ مِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ ( 13 ) فَلَمَّا قَضَينَا عَلَيهِ المَوتَ مَا دَلَّهُم عَلَى مَوتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَّو كَانُوا يُعَلَمُونَ الغَيبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ ( 14 ) } .

    الجن عالم مغيب عنا ومسؤول ومكلف يوم القيامة يحشرهم الله سبحانه وتعالى ويسألهم ، فقد أخبر عن ذلك بقوله : { يَا مَعشَرَ الجِنِّ و الإِنسِ إِنِ استَطعتُم أَن تَنفُذُوا مِن أَقطَارِ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ فَانفُذُوا لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلطَانٍ } [ الرحمن : 23 ] ، فكيف يصح أن تكون الجراثيم نوعاً منهم ؟!

    وقوله : لو كان لو كان يريد المعنى الأول أما كان الأولى أن يقول : هو وخز الشياطين ، وغفل الكاتب في هذا عن حقيقة معنى الشيطان ، فهي كلمة تطلق على كل عاتٍ متمرد من الجن والإنس ، قال تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلنَا لِكُلِّ نَبِيٍ عَدُوَّاً شَيَاطِينَ الإِنِس والجِنِّ يُوحِي بَعضُهُم إِلَى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً ولَو شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرهُم ومَا يَفتَرُونَ } [ الأنعام : 112 ] .

    وقوله بعد ذلك بلهجة التهكم : أما كان الأولى بسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدخل على الطاعون في بلاد الشام لكي تهرب الشياطين منه وينقذ المسلمين من ذلك الوباء اللعين ، بدلاً من أن يعود إلى المدينة المنورة . وغفل الكاتب عن أن عمر رضي الله عنه عاد تطبيقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف " وإذا كنتم خارجها فلا تقدموا عليه " وعمر رضي الله عنه لم يرجع لتسلم له نفسه إنما كان معه وجوه الأمة الذين لا بقاء للأمة بهلاكهم كما جاء في مناسبة الحديث ، وإذا كان الشيطان يهرب من عمر فهل يهرب من بقية الناس ، وهل يكلف عمر رضي الله عنه ليحمي الأمة من كيد الشياطين أن يتجول مع كل فرد من أفرادها ويوجد بجانب كل واحد منهم ؟!

    إني لأعجب كيف انحدر الكاتب إلى مثل هذا المستوى من التفكير الساذج وكيف غفل الكاتب عن الحديث النبوي الشريف . فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن عفريتاً من الجن تفلت علي البارحة ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان : { رَبِّ اغفِر لِي وهَب لِي مُلكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِن بَعدِي إِنَّكَ أَنتَ الوَهَّابُ } فرده الله خاسئاً [ صحيح البخاري في التفسير ، 4808 ] .

    وغفل عن الحديث الشريف الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنه قال : انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب ، فرجعت الشياطين فقالوا : ما لكم ؟ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب . قال : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا ما حدث ، فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث ؟ فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء . فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو ويصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن تسمعوا له فقالوا : هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، وهناك رجعوا إلى قومهم فقالوا : يا قومنا إنّا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً . وأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم { قُل أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنَّ } وإنما أوحي إليه قول الجن [ صحيح البخاري في التفسير 4921 ] .

    فالنصوص القطعية صريحة في بيان خطأ من يقول إن الجراثيم من أنواع الجن وهو ردٌّ على قائله كائناً من كان .

    http://www.maknoon.com/e3jaz/new_page_99.htm

    المصدر : " الأربعون العلمية " عبد الحميد محمود طهماز - دار القلم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  14. #94
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    مقارنتنا بين الجن والشياطين والكائنات المجهرية مبنية على علوم متعددة من بينها علم اللغة والشرع والطب والصيدلة والبيولوجيا والجيولوجيا وعلوم الفضاء وطب النساء وعلم الأغذية وعلم المحيطات وغيرها... قد يقول قائل لماذا كل هذه التخصصات؟ ببساطة لأن الشيطان يشاركنا كل صغيرة وكبيرة فهو مرتبط بكل أمورنا مهما صغرت...
    عن جابر قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط

    ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة». (صحيح مسلم)

    وكل النعم التي توجد في هذا الكون الفسيح سخرت للإنس والجن وسورة الرحمان خير دليل على ذلك... "فبأي آلاء ربكما تكذبان"

    وهذا ما سنتبثه بالدليل والحجة إن شاء الله خلال الحلقات القادمة:

    جوهر الإشكال ـ في الواقع ـ في موضوع الجن، لا يرتبط بأدلة وجودها من عدمه، بل يتركز في كيفية أشكالها وأحجامها، وطريقة تمظهراتها وتداخلها معنا في حياة واحدة. كما أن النقاش الخفي ـ الذي يبدو لنا ـ يتعلق بالمصطلحات المستعملة للدلالة على هذه الكائنات الحية... فالكائن موجود بالنص القرآني، وقد ثبت وجوده كما يظهر من قوله تعالىوخلق الجان من مارج من نار (الرحمان / 15) فالجان كائن من مخلوقات الرحمان وهو واحد وإن تعددت الأسماء التي أعطيت له، فهناك من يطلق عليه اسم جن أو شيطان، وهناك من يقول بأنه النفس وطبائعها، وهناك من يلقبه بالسحر أو الأرواح أو الأشباح أو الخيالات أو رجال الغيب... وهناك من يسميه اسما مختلفا قد تكون الكائنات المجهرية كالجراثيم والفيروسات منها ويدعي أنه اسم علمي لكائن مادي مجهري، فيجرده بذلك من محتواه الغيبي ويقطع علاقته بالدين... لكن تظل هناك تقاطعات بين العديد من هذه الأسماء من الناحية الدلالية، ومن حيث الفحوى والمفهوم، سواء كانت تنتمي إلى الحقل الديني أو العلمي أو حتى حقل الشعوذة والسحر، فهي تدل على شيء واحد يتلخص في ظواهر غير عادية تحدث للناس، وكل واحد يفسرها حسب خلفيته الفكرية والمعرفية.
    حينما يأتي مريض، يقوم بأفعال وأقوال غير معتادة، قد يراه الفقيه مصابا بالوسوسة، ويراه عالم النفس مصابا بالهلوسة، ويراه الطبيب مصابا بفيروس ما، وينظر إليه المشعوذ على أنه مسحور أو ممسوس...
    وحينما نترك طعاما بدون غطاء فيفسد، يقول البعض إنه يتحلل طبيعيا، ويقول البعض إن الميكروبات أو الجراثيم تفسده، والبعض الآخر يقول بأن الجن والشياطين قد حضرته...

    حينما نسمي الأشياء بغير أسمائها، أو حينما نطلق عدة أسماء متضاربة على شيء واحد، أو حينما نفهمها بغير مدلولها الصحيح فإننا لا نزيد العلم، والعالم، إلا تعقيدا.

    قلنا إن الجن موجود ويعيش معنا، ولا ينبغي لمؤمن أن ينكر ذلك، لأن إنكاره إنكار لمعطى قرآني صريح، فالله سبحانه وتعالى أفرد لهم سورة كاملة من ثمانية وعشرين آية، وقرن بينهم وبين الإنس في العديد من الآيات نذكر منها على سبيل العد لا الحصر:  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي (الذاريات / 56) و يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمان /33)...

    فالجن والإنس مقترنان ومرتبطان ارتباطا مكينا بحيث لا تستقيم الحياة من دونهما، فهما كالليل والنهار لا يكون الواحد منهما دون الآخر، وكل ما في الكون سخر لهما، كما أنهما سيحشران معا ويتبادلان التهم: وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (الأنعام/128) ،
    وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمْ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ(فصلت /25) ...

    ... لكل شيء ما يقابله ويذكر به، فهو بالنسبة إليه شفع، كالذكر والأنثى، والسماء والأرض، والليل والنهار، والإنس والجن الخ.
    روى الطبري عن مجاهد قال في قوله تعالى: ومن كل شيء خلقنا زوجين (الذاريات/49)، قال: الكفر/الإيمان، الشقاء/السعادة، الهدى/الضلالة، الليل/النهار، السماء/الأرض، ثم زاد الجن/الإنس، فالارتباط بينهما وثيق متين، بحيث لا يكون الواحد منهما دون الآخر: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِي (الذاريات / 56).

    هذا الارتباط المتين بين عالم الجن وعالم الانس هو ما يستدعي منا استعمال جميع التخصصات لفهم هذا الموضوع / اللغز

    تحيتي


  15. #95
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي جن بالحتمية اللغوية

    الكائنات المجهرية نوع من الجن؟



    نعتقد أن معظم الالتباس الذي وقع، ويقع للناس، مرده أنهم اعتبروا الجن نوعا واحدا، وهذا ما ينبغي تجاوزه. فنحن عندما نتحدث عن الحيوانات، مثلا، لا نتصورها، جميعها،

    نوعا واحدا، لأننا نعرف مسبقا أنها أنواع عديدة ومختلفة، وقد ميزت "الزولوجيا" فعلا بين هذه الأنواع وزودتنا بأوصاف وخصائص كل واحد منها، والنتيجة أننا عندما نقول،

    أو نسمع، كلمة "حيوان" يتبادر إلى ذهننا الفأر والقط والفيل والغزال والدب والديناصور... هذا الاختلاف الكبير الموجود بين الحيوانات، هو ما يجب أن نستحضره أيضا عند

    الحديث عن الملائكة، فهي متنوعة بدورها، ولها مهام وأسماء وخصائص مختلفة، منها جبريل وميكال ومالك وحملة العرش والروح والكتبة والحفظة والمعقبات والمدبرات

    ... وأشكالها أيضا مختلفة منها ذات الجناحين والثلاث والأربع والأكثر من ذلك، قال تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي

    أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ  (فاطر / 1):


    فلماذا لا يكون الجن أيضا أنواعا مختلفة، وأصنافا متعددة، ونحن اختزلناها في نوع واحد فالتبس الأمر علينا؟

    سُئل بعض السلف عن الـجنّ ما هم، هل يأكلون ويشربون، ويـموتون، ويتناكحون؟ فجاء الجواب، من وهب بن منبه، مفصلا : «الجن أصناف: فخالصهم ريح لا يأكلون ولا

    يشربون ولا يتوالدون، وجنس منهم يقع منهم ذلك ومنهم السعالى والغول والقطرب...»، كما روى عبد الله بن أبـي الدنـيا فـي «كتاب مكايد الشيطان» من حديث أبـي الدرداء

    أنّ النبـي صلى الله عليه وسلم قال: «خـلق الله الـجن ثلاثة أصناف: صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض، وصنف كالريح فـي الهواء، وصنف علـيه الـحساب والعقاب...»

    ويؤيد قوله ما روى ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، من حديث أبي ثعلبة الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجن على ثلاثة أصناف صنف لهم

    أجنحة يطيرون في الهواء وصنف حيات وعقارب وصنف يحلون ويظعنون»...


    يهمنا في هذا المستوى من التحليل، وانطلاقا من هذه الأحاديث وغيرها، أن الجن أصناف عدة: صنف يعيش في الأرض (التراب والماء)، وصنف موجود في السماء

    والهواء، وصنف يحل ويرتحل، على أن ذلك لا ينبغي أن يجرفنا بعيدا، فيعيدنا إلى فتح باب الخرافة والأسطورة، من باب الغول والسعلاة وما شاكلهما، لذا وجب التنبيه إلى أن

    هذه الأحاديث يجب أن تفهم في سياقها العام الذي وردت فيه، والذي طالما أكدنا عليه عند عرضنا لمفهوم الجن بالتفصيل، والذي بنينا عليه تحليلنا لاحقا، فنحن نعتقد، انطلاقا

    من المعنى اللغوي لكلمة "جن" (انظر تعريف الجن في موضع آخر من هذا المنتدى)، وكذا من خلال مقارنتنا للجن والكائنات الدقيقة (التي ستأتي لاحقا)، أن هذه الكائنات

    (المجهرية) ما هي إلا صنف من الجن، وهو ما يستدعي منا تفصيله وبناء جهاز حجاجي للتدليل عليه، بعد كل ما سبق - وهو ما سنعمل على تبسيطه في الصفحات الموالية -

    لكن قبل ذلك سنحاول أن نضع تحت المجهر هذه الكائنات المجهرية التي وجدت قبل الإنسان بملايين السنين، والتي ظلت طوال حقبة سحيقة تنتمي إلى عالم الغيب، أي غائبة

    عن أعيننا وعقولنا، ولم نعلم بوجودها إلا في القرون الثلاثة الأخيرة، بل لم تتوطد معرفتنا بها إلا في السنوات القليلة الماضية بعد اختراع المجهر الإلكتروني، فهي

    إذن "جن" بالحتمية اللغوية، ثم سنحاول بعد ذلك أن نقارن بينها وبين الجن، من خلال ما ورد في القرآن الكريم وأحاديث سيد المرسلين، علنا نتلمس من خلال المقارنة

    بعض جوانب الشبه بينها وبين ما يعرف بالجن بإطلاق.

    (يتبع)

    تحيتي لكل من يتابع الموضوع

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  16. #96
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    الميكروبات : جن بالحتمية اللغوية.


    ما هي الميكروبات ؟

    منذ القديم قسم العلماء الكائنات الحية إلى عالمين: عالم الحيوان وعالم النبات، وهي الكائنات الحية التي ترى بالعين المجردة، لكن بعد اختراع المجهر اكتشفت كائنات

    أخرى لم تكن رؤيتها ممكنة من قبل، ولم يكن من السهل إدراجها في أي نوع من الأنواع السابقة لأنها مجهرية، مختلفة، وأحادية الخلية.

    مجهرية microscopique يعني أنها لا ترى بالعين المجردة، فهي كائنات مستورة عنا، ولأنها كذلك فهي إذن "جن عين"، بالمعنى اللغوي للكلمة، يقول

    ابن منظور في "لسان العرب": جِن عين: أي ما جُن عن العين فلم تره، ستر عنها.

    في أواخر القرن 17م، وبفضل اختراع المجهر، تم اكتشاف هذه الكائنات الجديدة/القديمة التي أصبحت منذئذ موضوعا أثار فضول العلماء لمدة تزيد عن نصف قرن، لكن

    لم تتم دراستها فعليا إلا في أواسط القرن 19م مع باستور Pasteur وكوخ Koch ثم تلامذتهم من بعد. ولأن عالمها كان جديدا فعلا فقد احتار العلماء في تسميتها.

    فباستور، مثلا، كان ينعتها تارة بالبكتيريا وتارة أخرى بالفطريات وثالثة بالخمريات... كما أن تصنيفها، بين الكائنات الأخرى، أثار جدلا واسعا بين العلماء: أهي حيوانات

    أم نباتات أم نباتحيوان؟

    لكن شيئا فشيئا بدأت الأفكار تنضج في الأذهان، خاصة بعد أن اكتشف البيولوجي الألماني هيكل Haeckel سنة 1866 عالما آخر، بالإضافة لعالم

    الحيوان وعالم النبات، أطلق عليه عالم "البروتستات" التي تميزها أساسا بساطة بنيتها، وبعد ذلك بسنوات قليلة، أي سنة 1878، اقترح الجراح الفرنسي سيدلو

    Sédillot كلمة "ميكروب" للدلالة على الكائنات الحية المجهرية الأحادية الخلية، وقد اعترف بهذا الاسم الميكروبيولوجيين وعلماء الطبيعة، لكن مع ذلك بقي المعنى

    يثير إشكالا كبيرا: لأن كل الميكروبات هي في الأصل بروتستات، لكن البروتستات تضم كائنات أخرى غير الميكروبات (كالفطريات مثلا)، ومما زاد الأمر تعقيدا اكتشاف

    نوع جديد من الميكروبات، أصغر من الأولى ولا ترى بالمجهر العادي، قادرة على نقل الأمراض أطلق عليها اسم الفيروسات، وهي تمثل اليوم فئة قائمة بذاتها من

    عوامل التعفنات، كما أنها مختلفة عن باقي الكائنات المجهرية.

    فمَنْ، من بين هذه الكائنات المجهرية، هي الميكروبات فعلا؟ من الصعب القطع بإجابة دقيقة، لأن البيولوجيين لا يستعملون هذه الكلمة بنفس المعنى. ففي

    التعاملات العادية يطلق اسم مكروب كمرادف لاسم بكتيريا، وفي بعض الأحيان يعني البكتيريا + الفيروسات، لكن نجد ضمن المفاهيم الحالية للووف Lwoff أن كلمة

    ميكروب يجب أن تضم كل البروتستات (باستثناء بعض الفطريات الكبيرة الحجم) فضلا عن الفيروسات، وهذا المفهوم يساير تعريف سيدلو Sédillot أيضا. ( موسوعة إينيفرساليس )

    الفيروسات، أصغر الكائنات المجهرية، لها محيط يتراوح ما بين 0.02 ميكرون (microns) (ميكرون = وحدة قياسية تساوي جزءا من ألف من الميليمتر)(بوليوفيروس poliovirus) و0.03 ميكرون (فاكسين

    vaccine)، هذا ويحتوي البوليوفيروس على 8 جينات، أما الفاكسين كووْـ بوكس (cow-pox ) فيضم 400 جينا.

    ونعرف حاليا أن بعض هذه الفيروسات كفيروس السيدا، مثلا، لها بنية على شكل كلاب تثير انصهار غشاء الخلية المضيفة مع حُقته أو كبسيدته capside

    . والفيروس عبارة عن حمض أ.د.ن ADN أو أ.ر.ن ARN، يحيط به، ويحميه من المؤثرات الخارجية، غلاف بروتيني يدعى "الصدفة" يحدد، في الوقت نفسه، شكله

    الخارجي وحجمه ويساعده على الالتصاق بالخلية المضيفة. والفيروسات كائنات طفيلية لا تعيش إلا داخل خلية حية، أي أنها إجبارية التطفل، ولا تركيب خلوي لها، لأنها

    ليست خلوية التكوين، كما أنها عاجزة عن التكاثر بمفردها، لعدم احتوائها على أنزيم، وهي متخصصة في التطفل حيث لكل فيروس نسيج خاص يتطفل عليه، إذ توجد

    مستقبلات خاصة على أسطح الخلايا الحية تمكن الفيروس من حقن حمضه النووي داخل الخلية الحية، حيث يعمل بروتين الغشاء الخلوي وبروتين الفيروس كالقفل

    والمفتاح، أي أن كل قفل لا يستطيع فتحه إلا المفتاح الخاص به، ثم يبدأ الحمض النووي للفيروس باستغلال عمل الخلية لصالحه، فتقوم هذه بإنتاج بروتين الفيروس،

    وبهذا يتضاعف الفيروس فيدمر الخلية، ثم يهاجم خلايا أخرى وهكذا...

    بناء على ما تقدم نستطيع أن نفهم كيف يهاجم الفيروس الخلايا وينتهي بها إلى الدمار: فالفيروس الأب، أو الجد، هو بمثابة فيروس بادئ STARTER،

    أو هو "آر.أن.أي." يعمل على إنتاج وحوش بيولوجية مجهرية تقضي ليس فقط على الخلية بل على جسم الإنسان بأكمله، "فالآر.أن.أي."، أو جينات الفيروس، تعمل

    على تحول الجينات البشرية، وهذا التحول يؤدي إلى تكوين وحش آدمي قد يرعب الآدميين الآخرين كما هو الشأن بالنسبة لحامل الايدز.

    والفيروسات تتكاثر بسرعة هائلة، وحجمها صغير جدا لدرجة أنه بالإمكان وضع ما يقارب عشرة آلاف فيروس في بكتيريا واحدة، مما يفتح أمامنا إمكانية

    الجواب عن السؤال: هل للجن شياطين توسوس لها وتهلكها؟ وذلك من خلال الفرضية: (إذا كانت البكتيريا هي نوع من الجن فإن الفيروسات هي نوع من الشياطين

    التي تجري منها مجرى الدم): فتبارك الرحمن عز وجل!

    بين حجم الفيروس وحجم البكتيريا نجد الكلاميديا chlamydiae التي لها نفس حجم فيروس الفاكسين، أما بكتيريا إشيريشيا كولي Escherichia

    Coli فحجمها لا يتجاوز 3 ميكرون وتحمل 6000 جينا، بينما يصل حجم عصية باسيل الأونتراكس bacille l’anthrax 10 ميكرون، ويرتفع العدد إلى 40 ميكرون

    عند الأونتاميبا إيستوليتيكا entamoeba histolytica مما يقاربها من حجم خلية الإنسان التي يتراوح حجمها بين 8 و50 ميكرون لكنها تحمل ثلاثة ملايين جينا.

    ولخلايا البكتيريا، كالنبات تماما، غشاء صلب، ولا يتجاوز وزن ألف مليار من البكتيريا، المتوسطة الحجم، غراما واحدا، لكن هذا لا يمنعها من أن تستعمر

    أماكن مثيرة للغاية كالمياه المعدنية الحارة، والصخور العميقة، والأماكن المتجمدة، وأعماق المحيطات... وهي (البكتيريا) تتكاثر عادة عن طريق الانقسام الانشطاري

    scissiparité ، حيث تموت الخلية الأم بعد أن تنقسم لعدة خلايا مشابهة لها. بعض بوغ أو غبيرات spores البكتيريا لا تموت إلا في درجة غليان متواصل وتحت

    الضغط، وبعض البكتيريا يمكنها تبادل المواد الجينية جنسيا، كما أن البكتيريا الصغيرة جدا كالكلاميديا chlamydiaeوالركيتسي rickettsieلا يمكنها العيش والنمو

    إلا داخل خلايا أخرى، ولكن البعض الآخر كالميكوبلازمmycoplasmes يمكنها العيش خارج الخلايا.

    فالبكتيريا إذن كائنات حية مجهرية لا ترى بالعين المجردة، أحادية الخلية تتكاثر بالانقسام الداخلي ولها نواة غير محدودة بغشاء membrane: كائنات ما

    قبل النواة procaryotes.

    ورغم أن كلمة بكتيريا مأخوذة من الإغريقية وتعني "عمود"، إلا أن أشكالها، في الواقع، متعددة، منها العمودية والكروية واللولبية... وبإمكانها العيش في

    بيئات متنوعة كالهواء والماء والجليد، بل وفي المياه الساخنة وأعماق البحار حيث تساهم في إنتاج الطاقة الحرارية للكبريت (- يذكرنا الإشعاع الضوئي وإنتاج الطاقة الحرارية للكبريت الذي تقوم به البكتيريا بالأصل الناري للجان: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (الرحمان/15).)، وقد نما موضوع كامل يسمى

    الجيوميكروبيولوجيا géo-microbiologie (..." الميكروبات"، جون بوستجيت، ترجمة عزت شعلان عالم المعرفة عدد 88، ص 133.) يتناول دراسة دور الميكروبات في تكوين موارد الوقود والمعادن. وتمثل البكتيريا، بفعل تكاثرها السريع وتنوع نشاطها

    الكيميائي، مجموعة بالغة الأهمية بالنسبة لتوازن عالم الأحياء، حيث تساهم في العديد من العمليات البيولوجية، كالإشعاع الضوئي لبعض الأسماك والحشرات المضيئة،

    كالكلمار واليراع، وكذا إنتاج الحرارة في الكلأ، كما أن بعضها يقوم بتحليل المواد العضوية في الأماكن التي لا يوجد فيها هواء لتنتج غاز "الميتان" méthane، هذا

    وتجدر الإشارة إلى أن أغلب البكتيريا غير قادر على التحرك تلقائيا، وإن كان البعض منها يتوفر على جهاز دفع يمكنه من التنقل، وهي -البكتيريا- تختلف عن الفيروسات

    بحجمها الأكبر وبطرق توالدها الذاتي.

    لحد الآن تم إحصاء أكثر من 1600 نوع من البكتيريا، بعضها يحتاج للأوكسجين والبعض الآخر يستغني عنه، ومنها الذكرية والأنثوية، ويتم التزاوج بينها

    بعملية التصاق الذكر بالأنثى، حيث يتم إرسال مادة تسمى بلاسميد plasmide من الذكر إلى الأنثى، ولها (البكتيريا) قدرة على تخمير المواد لإنتاج الكحول والخمور.

    تستمد بعض البكتيريا غذاءها، ومن ثم طاقتها، من المواد العضوية الميتة، كبقايا النبات أو جثث الحيوان (يذكرنا هذا بحديث طعام الجن: العظم والروث)،

    في حين يعيش بعضها الآخر على، أو داخل، الكائنات الحية. والبكتيريا نوعان: نافعة وضارة، وهي تلعب دورا هاما في دورة المادة (تكوين التربة وتحلل المواد العضوية

    الميتة)، وكذا نقل الأمراض.

    تعيش العديد من الجراثيم والبكتيريا في الجهاز الهضمي للإنسان، حيث يفوق عددها في القولون وحده 100 ألف مليار( البكتيريا تقاوم المضادات الحيوية، أونطوان آندريمون، مجلة "لأجل العلم" عدد 232 فبراير 1997 )، أي ست مرات عدد خلايا جسم

    الإنسان، ويتكون نسيج الأمعاء من مئات الأنواع من البكتيريا التي قد تسبب له الأمراض والأوبئة، وخنصر طفل صغير هو بمثابة حقل شاسع بالنسبة للجرثومة، أما

    الجبين فهو مستنقع زيتي للجراثيم التي تخاف من الأوكسجين، وفي كل بوصة جافة من جلدنا يعيش أكثر من 40 ألف جرثومة، وحتى الحمام لا يمكننا من التخلص منها،

    لأنها تجد في المجاري المائية مستنقعا ملائما للعيش والتكاثر، قبل أن تعود إلينا بطريقة أو بأخرى، وأخيرا، وليس آخرا، هناك من الجراثيم ما قصد القمر ثم عاد إلى

    الأرض سالما غانما...

    " "

    " "

    (يتبع)


  17. #97
    عـضــو الصورة الرمزية فاتن نبعه
    تاريخ التسجيل
    01/04/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    52
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اخي الكريم اقدم لك الشكر على جهودك ولاول مرة اعرف معنى جن اي ستر وبالعامية يقولون جن الليل ولكني اريد ان اخالفك نظريتك بان الفيروسات جن لان ذلك يتعارض مع ماذكر بالقرآن وهو ان الجن خلقو من النار والنار هي المبيد والمطهر للجراثيم والبكتريا ببديهية بسيطة فانا عندما افكر باي امر ارده الى القرآن الكريم لااتيقن منه ولان القران الكريم حفظ من الله تعالى بنفسه ولا ياتيه الباطل باي حال فارجو منك اعادة الفكير بالامر وشكرا على المعلومات القيمة


  18. #98
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختي الكريمة فاتن أشكر مرورك الكريم

    وأجيبك على استفسارك: الجن خلق من نار والجن الكافر سوف يعذب بنار الجحيم، التي وقودها الناس والحجارة، ليس هنالك أي تعارض، النار الأقوى تدمر النار الأقل قوة.

    كما أن الانس خلق من طين والطين (إذا تصلب أو أصبح سائلا ) قد يقتل الانسان الذي أصله طين والذي لم يعد طينا بل فيه مكونات من الطين.

    الجن/الكائنات المجهرية ليست نارا خالصا بل فيها مكونات من النار.

    أرجو، أختي فاتن، أن تتابعي الموضوع حتى النهاية وخاصة المقارنة بين الجن، كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والكائنات المجهرية، كما ورد عن الميكروبيولوجيون.
    تحيتي


  19. #99
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أشكال التعاون والاتصال.


    هل البكتيريا تتعاون فيما بينها؟

    وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ
    يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
    وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ(الأنعام 112)

    حينما تنجح بكتيريا ما في فك شيفرة المضاد الحيوي، فإنها تبدأ دورة جديدة في النمو والانقسام. فبسرعة فائقة، وبمعدل انقسام واحد كل 20 دقيقة، يصبح العدد، خلال نصف يوم فقط، 69 مليارا.

    (تتكاثر الميكروبات بسرعة كبيرة عندما يتاح لها الغذاء والدفء, هناك بكتيريا تنقسم خلاياها مرة كل 11 دقيقة، والكثير منها تتضاعف أعداده مرة كل 20-30 دقيقة وأبطؤها تتضاعف أعداده مرة كل ساعتين أو ثلاث ساعات. وهذا بالطبع معدل مذهل للتكاثر إذا قيس بأغلب الكائنات الحية. والخلية الواحدة من بكتيريا إيشيرشيا كولي Escherichia تنتج كتلة من البكتيريا تزيد عن كتلة الأرض في ثلاثة أيام وذلك إذا توفر لها الغذاء. )

    بهذا تتكاثر وتنمو أجيال جديدة من الجيوش المقاومة، وحتى في حال تغيير السلاح/المضاد فإن العملية تتكرر بنفس السيناريو: مجزرة في البداية، ثم انتقاء بكتيريا واحدة تكون أُسّا لجيل جديد، وفي النهاية نجد أنفسنا أمام سلالة جديدة لا يؤثر فيها مضاد حيوي واحد بل وحتى اثنين أو ثلاث.
    لو أن هاته الشيطانات (1) كانت تكتفي بإنتاج الترياق فقط لهانت المشكلة، لكن الأمر أعقد من ذلك بكثير، إنها قادرة على إيجاد الطريقة لنقل الوصفة بينها أيضا، وهي في ذلك لا تحتاج لتكون من نفس الفصيلة حتى يتحقق التعاون: فنوعين من الميكروبات باستطاعتهما تبادل المعلومات فيما بينهما، حتى لو كانا من فصيلتين متباينتين. هكذا تمكن الأطباء من اكتشاف أن ميكروب الكليبسييل (klebsielle) نجح في إيصال مقاومته، ضد السيفالوسبورين (céphalosporine)، إلى ثلاثة أنواع من الميكروبات منها الكوليباسيل (colibacille ) الذي يصيب عادة الجهاز البولي...
    ظهور أنواع من البكتيريا، متعددة المقاومة، يغير مسار اللعبة باستمرار، فشراستها تتضاعف يوما بعد يوم، والصراع يبدو غير مضمون، والمحصلة أن الرعب والفزع سيكونان حتما في الموعد...


    كيف تتواصل البكتيريا فيما بينها؟ (2)

    إشارات ضوئية: منذ وقت ليس ببعيد اكتشف البيولوجيون أن البكتيريا تعيش في مجموعات تعرف "بالمجتمعات الجرثومية" أو "الأمم"، واعتقدوا أن كل أمة منها تشتغل لوحدها دون اكتراث بالأخريات. لكننا نعلم حاليا أن معظم البكتيريا، إن لم نقل كلها، تتواصل فيما بينها عن طريق إفرازات كيميائية أو إشارات ضوئية.

    تعرف البكتيريا المضيئة باسم فيبريو فيشري vibrio fischeri وهي ترسل إشارات ضوئية من داخل العضو المضيء للكلمار، وبعض الكائنات الأخرى. وقد تمكنت مجموعة "سايلر" مؤخرا من «هندسة» ميكروبات جديدة تومض باللونين الأزرق والأخضر، عند التعرض للتلوث، ثم ربطت هذه البكتيريا مع شرائح مصممة لقياس الضوء لتكوين مجسات فضائية.

    حوارات كيميائية بين البكتيريا وبعض الكائنات الأكثر تطورا: منذ أزيد من عشر سنوات والبيولوجيون يدرسون بإعجاب طرق التواصل بين الكائنات المجهرية، وخاصة بعض الإشارات الكيميائية لدى بكتيريا مثيرة للدهشة تدعى ميكسوكوكيس كزانتيس Myxococcus xanthus تساعد الكائنات المضيفة على قضاء بعض حاجاتها، بينما تستفيد هي منها عبر الغذاء والحماية، لكن ذلك لا يشكل قاعدة عامة، حيث إن تبادل الإشارات بين البكتيريا والأعضاء المتطورة لا يؤدي دوما إلى منفعة متبادلة.

    ترسل البكتيريا الموبوءة إشارات تتحكم بواسطتها في الخلايا المضيفة وتأمرها بتغيير تصرفاتها. هذه الإشارات تستدعي تفاعلات تؤثر على العضو المصاب فتضعف مقاومته وتسمح بظهور الأعراض المرضية، (بهذه الطريقة، الذكية، تمكنت بكتيريا الطاعون مثلا، من أن تقضي على ملايين البشر خلال القرنين 14م و15م). تستطيع هذه المخلوقات الصغيرة المخاتلة أن تؤثر في نشاط الخلايا المقاومة اللمفاوية، فتبدأ بهزم النسق المناعي للعضو، وتخدع الخلايا بعد أن تصنع بروتينات تخترق الخلايا الدفاعية وتجردها من أسلحتها. بعض البروتينات تؤثر مباشرة في الخلايا الدفاعية والبعض الآخر يعلن الهجوم بعد أن يدخل في شبكة اتصال مع الخلايا المقاومة ويشوش عليها.

    وفيما يلي نعرض لمثال يلخص ذكاء، ومكر ودهاء، هذه الكائنات المجهرية الشريرة من خلال نموذج فيروس الايدز:
    يبدأ الفيروس نزوله على الخلايا المساعدة فيشل حركتها ويتكاثر فيها، بعد فك رموز شيفرتها الجينية، ثم يدمرها ويفقس داخلها أعدادا كبيرة من الفيروسات التي تهاجم بدورها خلايا جديدة، بينما تنتحر أعداد هائلة من الخلايا المساعدة السليمة فقط لمجرد سماعها نبأ اختراق الفيروس لواحدة منها، ثم يتوالى تثبيط آليات الدفاع في جهاز المناعة، حتى تنهار وسائله تماما (3)، عندئذ تشن الميكروبات المختلفة المتطفلة، هجوما كاسحا على الجسم فتقضي عليه بعد أن يصاب بالتهابات رئوية طفيلية وفطرية حادة، مع إسهال شديد، شبيه بالكوليرا، وفقدان للوزن، فتحوله إلى هيكل عظمي، مع تضخم كبير في الطحال والغدد اللمفاوية والإصابة بأورام سرطانية وأمراض جلدية عديدة، بحيث لا يترك الفيروس مكانا في الجسد إلا ويصيبه، بما في ذلك الجهاز العصبي والمخ، فيصاب المريض بالتشتت العقلي والإحباط والكآبة، ثم الاختلال العقلي والجنون في المراحل المتأخرة، بالإضافة إلى التهاب في الدماغ والنخاع الشوكي والسحايا، مما يؤدي إلى الشلل وأحيانا العمى، ثم ينتهي المطاف بالمريض إلى الموت... هذا ما يفعله الفيروس الشيطاني اللعين بكل من فتح له الباب واتبع خطواته عبر ممارسة الفواحش والمنكرات، وإن انتشر لاحقا عبر طرق أخرى لم يسلم منها الأبرياء أيضا...

    --

    --

    (يتبع)


    ------------------------------------------
    1- احتفظنا هنا بكلمة شيطانات كما وردت في النص الأصلي ضمن مقال: البكتيريا المقاومة، ضمن موسوعة "العلم والحياة" Science &Vie" 1996 :
    "Si encore ces diablesses se contentaient d'inventer des antidotes ! Mais non. Elles trouvent aussi le moyen de se repasser de l'une à l'autre les recettes - en réalité des gènes - pour les fabriquer."

    2- التواصل البكتيريLa communication des bactéries , ريشار لوزيك، Richard losick و دال كايزر، Dale kaiser
    Pour la Sience n° 234 avril 1997

    3- عبد الحميد القضاة، الإيدز حصاد الشذوذ، ط2 دار النشر الطبية لندن.

    (يحتوي كل جرام من التربة الخصبة على نحو مائة مليون من الخلايا البكتيرية الحية يتراوح حجم الواحدة منها بين ميكرون وثلاثة ميكرونات مكعبة وإذا شئنا استخدام صورة مألوفة فإن ألفا من البكتيريا جنبا إلى جنب تماثل رأس دبوس...)


  20. #100
    عـضــو الصورة الرمزية يحي غوردو
    تاريخ التسجيل
    19/03/2007
    العمر
    57
    المشاركات
    647
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    باسم الله الرحمان الرحيم

    صراع الانسان والكائنات الدقيقة

    الكائنات المجهرية وعلاقتها بالأمراض والأوبئة:


    تتفاوت قدرة البكتيريا والفيروسات على إحداث الأمراض تبعا للنوعية والوظيفة، وهي ترتبط بخطورة سُمّيتها وحالة الجسم المستقبل (قوته ومناعته)، وقد أحصى المختصون لحد الآن عدة مئات من أنواع البكتيريا، وعدد مشابه تقريبا من الفيروسات، التي تسبب أمراضا متنوعة للإنسان، من أهمها: الطاعون، الذي ورد فيه: (الطاعون وخز أعدائكم من الجن، وهو لكم شهادة) -1-، ثم الكوليرا والتيتانوس والغنغرينة الغازية والبرص والسل والزهري -2- والسيلان -3- والدفتيريا والرمد -4-والجذام -5- والجذري والكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال والحصبة، ومنها الألمانية، والتهاب السحايا والربو النكاف والتهاب الكبد "ب" ومعظم الأمراض الجنسية-6- والعديد من أنواع الحمى والزكام... هذا فضلا عن أنها سبب لجل الأمراض والأوبئة التي تصيب الحيوانات والطيور وبالتالي الإنسان.
    محصلة القول إذن أن هذه الكائنات المجهرية التي حجبها الله عنا رحمة بنا، نظرا لأعدادها الهائلة وأشكالها البشعة المرعبة المقرفة، لا تعيش فقط في التربة والماء والهواء، بل تعيش أيضا على جلودنا وملابسنا، في أمعائنا وأنوفنا، في أفواهنا وبين أسناننا، في حلوقنا وبين أصابعنا، تحت آباطنا وأظافرنا، على أطعمتنا وأشربتنا وأفرشتنا... إنها تحيط بنا من كل النواحي، عن أيماننا وعن أيسارنا، من أمامنا ومن خلفنا، من فوقنا ومن تحتنا، بل وداخلنا أيضا... متربصة بنا ومتحفزة لإيذائنا، ولنذكِّر بعد كل هذا بقوله تعالى في محكم تنزيله: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ  ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (الأعراف/16-17)، أي أن إبليس وجنوده، من كائنات بشعة مرعبة مقرفة سترها الله عن أعيننا فغدت جنا، تأتينا من جميع الجهات والجوانب، ومن كل طريق يمكنها من إدراك مقصودها منا: فكيف نستطيع، بعد كل هذا، أن نمنع الفكر من أن يقيم مقارنة/علاقة بين هذه "الكائنات الدقيقة" و"الجن"؟

    هل هناك صراع/عداوة بين الإنس والكائنات المجهرية؟

    إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّاِ (فاطر/6)
    - قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ
    مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (طه/123)

    عندما هبط آدم وإبليس إلى الأرض، ساحة المعركة، كانت الحرب قد أعلنت بينهما منذ مدة، منذئذ احتدم الصراع بين الشيطان والإنسان وامتد بمد العصور، وسيمتد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذا ما تؤكده النصوص الدينية السماوية جميعا. لكن مع ذلك يبقى السؤال عالقا: إذا كانت العلاقة: الإنسان/الشيطان علاقة عداوة منذ البداية، فهل هناك ما يدل على العداوة بين البشر والكائنات المجهرية التي لا ترى، والتي لم نكن نعلم بوجودها قبل أن يكشف عنها العلم الحديث؟

    الكائنات المجهرية تعلن المقاومة:

    اعتقد الأطباء، بعد ظهور المضادات الحيوية، أن الأمراض التعفنية رحلت إلى غير ما رجعة، لكنهم أخطأوا التقدير في الواقع، لأن الميكروبات كانت تعود كل مرة بقوة، ومع كل عودة كانت الأدوية تفقد فاعليتها أمام بكتيريا تتغير بشكل مذهل، فمن يا ترى سيربح الحرب في النهاية؟
    في مستشفى هنري موندور -7- لاحظ الأطباء أن الميكروبات التي كانت تكفي جرعات معينة من المضادات الحيوية للقضاء عليها، بدأت تقاوم أنواعا متعددة (من المضادات الحيوية) حتى بعد مضاعفة الجرعات إلى خمسين ضعفا عن المعتاد.
    وواقع الحال، أن السيناريو نفسه يتكرر في معظم مستشفيات العالم، إذ شهرا بعد آخر تظهر ميكروبات جديدة لا تؤثر فيها العديد من المضادات، وعلى رأس هذه الميكروبات نجد الستافيلوكوك المذهب (staphylocoque doré ) الذي يعتبر بحق "بطل المقاومة" بدون نزاع، لأنه استطاع الانتصار على أكثر من 160 مضادا حيويا حاليا بالأسواق، ولم يبق له إلا مضاد واحد استطاع أن يهزمه بصعوبة، لكن إلى متى؟

    السباق نحو التسلح:
    منذ عقود عدة، والأطباء ينظرون بقلق متزايد إلى الجبال المتراكمة من أدويتهم وهي تذوب كما يذوب الملح في الماء، ففي الماضي كان كل شيء بسيطا، إذ كان يكفي تطوير المضاد الحيوي، عندما يفقد مفعوله، ليستعيد نجاعته. نجحت هذه الاستراتيجية لفترة تقارب الأربعين سنة، لكن منذ حوالي نصف قرن بدأت البكتيريا تقاوم بشدة: جرب أول مضاد حيوي – البينيسلين – على المرضى سنة 1941 وبعد ثلاث سنوات، استطاع الستافيلوكوك أن يجد الوسيلة لحماية نفسه... منذئذ، بدأ السباق نحو التسلح بين البشر والكائنات المجهرية. سنة بعد أخرى، كانت المختبرات الصيدلية المنتشرة شذر مذر تبتكر العديد من المضادات الحيوية لتقضي على جيوش جرارة من البكتيريا عبر أنحاء العالم... لكن بعد كل هجوم/ دفاع من البشر، كانت البكتيريا تنجح في إيجاد وسائلها الخاصة للبقاء على قيد الحياة، الأمر الذي حير العلماء: إذ كيف تستطيع البكتريا فعل ذلك؟ وكيف تنجح، كل مرة، في اختراق الأجهزة الدفاعية/الهجومية البشرية؟ وهل لها مختبرات وعلوم وأبحاث وميزانيات ضخمة كما لجيوش أطباء البشر؟
    تتعدد وسائل المقاومة التي استعملتها هذه الكائنات المجهرية، وإن كانت تعتمد أساسا على إنتاج بروتيين يقوم بشل المضاد الحيوي، إما بمنعه من الدخول إلى البكتيريا أصلا، وإما عبر إبطال مفعوله كلية إذا ما تمكن من الدخول. مرة في المليون، أو حتى في المليار، تنجح إحدى البكتيريا في إنتاج البروتيين المنقذ لتتخلص من الدواء. يبدو هذا الاحتمال ضعيفا ومثيرا للدهشة، وبالفعل هو كذلك، لكن سرعان ما تتبدد هذه الدهشة إذا علمنا عدد الكائنات الحية التي تحيط بنا: هناك، يقول المختصون، مليارات المليارات منها، في أمعائنا فقط، (بينما يصل الحجم الإجمالي لها في جسم الإنسان إلى 10 أضعاف الخلايا المكونة له)، ظهور ميكروبات مقاومة إذن يبقى مسألة وقت لا غير...
    حدثت تطورات هائلة، في مجال التكنولوجيا والميكروبيولوجيا، وتم تكوين جيش كبير من الأطباء والمختصين في المضادات الحيوية، يتوصلون كل مرة، وبعد جهد جهيد وعمل متواصل دؤوب، إلى إيجاد مضاد حيوي يقضي على ملايين البكتيريا ويربح المعركة، وبالمقابل تعمل البكتيريا جاهدة لتتصدى لهذا الهجوم/الدفاع البشري الكاسح، عبر هجوم/دفاع مضاد لتربح معركة أخرى، فهل تقوم بذلك بمفردها ودون مساعدة؟


    كيف انتقلت الأمراض المعدية إلى الإنسان؟

    يقول ريتشار ماسا Richard Massa: -8 في زمن الجليد الذي غطى معظم الأراضي الأوربية وعزلها عن بقية العالم، وحينما تعبت الفئة الناجية من متراس اختتالها المقتطع من حيوانات الرنة المهاجرة، وقررت أن تنتج غذاءها الحيواني والنباتي بنفسها، وجدت نفسها مباشرة في مواجهة الانقراض مرة أخرى، بسبب مخاتلين وقناصين آخرين صنعهم الإنسان بيده دون شعور منه.
    فقد ولد الرُشَيم الأول من التلاعبات الجينية البدائية، مع تدجين الحيوانات والنباتات الأولى، التي اختارت بدورها مستضيفيها بعد تحويلهم. فالأمراض المعدية للإنسان هي أصلا زونوزات -9- zoonoses، أو أمراض مرتبطة بالحيوانات أصلا، كالسل la tuberculose والجذريla variole اللذان انتقلا إلينا من البقريات (سلالات البقر)، والزكام la grippe الذي وصلنا عبر البط والخنازير، والسعال الديكي coqueluche وداء البُرَيْميات leptospirose (حمى المستنقعات) المنتقل من الكلاب... دون أن ننسى القاتل العالمي الأول: حمى الملاريا، (التي تقتل كل سنة نصف مليون طفل في أفريقيا السوداء وحدها)، والتي وصلتنا عن طريق البط وطيور أخرى...

    الخطر الخفي:

    تتعاون الكائنات المجهرية للقضاء على أعدائها من الإنس والحيوان، وهي تستعمل في ذلك كل الوسائل المتاحة لها. فالإصابات التي تأتينا من نزيف الأمعاء، مثلا، تجمع غالبا ما بين 5 إلى 13 نوعا من البكتيريا وهذا ما يعقد عمل المضادات الحيوية.
    في العادة يجب توفر 10 ملايين من بكتيريا السالمونيلا -salmonella -10 أو200 شيجلا -11- shigella حتى نصاب بمرض يطرحنا في الفراش، لكن عصية واحدة فقط من باسيل كوخ -12- de Koch bacilli كافية لأن تصيبنا بالسل، وبنفس الشراسة أيضا يهاجم طاعون يارسينياس peste Pestis Yersinias la، اعتمادا على الكبسولات capsules التي تعتبر سلاحه المفضل في الدفاع والهجوم...
    يخبرنا الميكروبيولوجيون أن معظم الناس يجهلون تماما خطورة البكتيريا وفاعلية هجومها: فلقتل رجل بالغ ينبغي توفر 100 ملغرام من مادة الستريكنين -12-strychnine أو مادة الزرنيخ -13- Arsenic أو 20 ملغرام من سم الكوبرا -14- ، لكن فقط 0.0009 ملغرام من سم بكتيريا البوتوليك -15- أو 0.00006 ملغرام من نوروطوكسين بكتيريا الشيجلا shigella كاف لقتل نفس الإنسان، لكل هذا فالبكتيريا، وحتى تلك التي تعيش معنا في تفاهم ووئام، تتوفر على قدرات هجومية هائلة وخطيرة.

    ---------------------------------------------
    1 - مسند الإمام أحمد، صحيح الجامع.
    2- السل Tuberculosisهو مرض مزمن ينتج عن العدوى بجراثيم السل وقد يصيب هذا المرض مختلف أجزاء الجسم وهو يصيب بصورة رئيسية الرئتين. ويقتل مرض السل شخصا واحدا في كل 10 ثواني. هذا الوباء الغير مشهور يهم ثلثي سكان العالم. اكتشف كوخ سنة 1882 جرثومة ميكروباكتريوم تيبركيلوزيس mycobacterium tuberculosis التي تنتقل عن طريق التنفس.
    3 - الزهري: Syphilis يسببه ميكروب الاسبيروكيت Treponema pallidum وينقسم هذا المرض لعدة أقسام أخطرها الزهري العصبي Neurosyphilis الذي يحدث التهابات في الأغشية السحائية المغطية للمخ مما يؤدي إلى شلل لبعض الأعصاب المخية... وتظهر أعراض هذا الالتهاب في شكل تشنجات وقيء شديد وتصلب في عضلات الرقبة وزغللة في العينين، وقد ينتهي الأمر بحدوث غيبوبة قبل الوفاة. ومنه مرض الشلل العام للمجانين الذي يكون مصحوبا بضمور وموت في الخلايا العصبية ومن أعراضه خلط في الأفكار وميل إلى العظمة... وتصاحبه بعض أعراض الشلل كصعوبة تحريك العينين أو شلل خفيف في عصب الوجه أو تمتمة في الكلام. ويعقب هذا الدور خمول عام فيفقد المريض التقة والاعتناء بنفسه، كما ينغمس في الرذائل والإفراط في شرب الخمور وبفقد القدرة على التركيز، وتخونه ذاكرته دائما، ويلازمه الصداع المصحوب بالأرق... كما يصاب بتشنجات وشلل في عصب اللسان وعضلات الفكين والحلق والبلعوم فتتعذر وظيفة البلع، وتنتهي حياة المريض بالوفاة عقب تشنجات أو نزيف كبير في المخ، ويعيش المريض عادة بهذا المرض نحو خمس سنوات... (أنظر الأمراض السرية والهاوية الجنسية، محمد كمال عبد العزيز ص 59- 60
    4 - السيلان Blennorragie أو Gonorrhée يسببه ميكروب الجونوكوكيس gonococcus وينتقل أساسا عن طريق الاتصال الجنسي، كما تنتقل العدوى للأطفال عن طريق فوط الحمام أو الأدوات الملوثة بالميكروب. (المرجع السابق ص 13)
    - الرمد الصديدي (سببه بكتيري) ويؤدي إلى تكوين قروح، - الرمد الحبيبي (سببه فيروسي). أنظر: الرمد، مناحي القحطاني

    5- الجذام مرض تسببه جرثومة صغيرة جدا تمسى (المتفطرة المخاطية الجذامية) وهي ابنة عم للمتفطرة المخاطية الدرنية التي تسبب مرض السل (الدرن). أنظر: الجـــــــــــذام، بين الأسباب والمظاهر والعلاج، عبد الكريم محمود الكيال.
    6 - هناك العديد من الأمراض الجنسية الأخرى نذكر منها:- مرض القرحة اللينة chancroid الميكروب المسبب: Haemophilus ducreyi - مرض ريتر Reiter، سببه ميكروب كلاميديا تراكوماتس Chlamydia trachomatis- السنط التناسلي مرض يسببه فيروس Papillomavirus، - مرض الورم اللمفاوي التناسلي سببه ميكروب ينتمي إلى مجموعة الكلاميديا والتي تسبب أيضا أمراض الرمد الحبيبي للعين التراكوم والتهابات الملتحمة، - مرض الهربس التناسلي Herpes simplex يسببه فيروس هربس هومينس وهو نفس الفيروس الذي يصيب الفم والوجه والقرنية...

    7 - موسوعة "العلم والحياة" Science &Vie" 1996 البكتيريا المقاومة
    8- مقال تحت عنوان: آخر رأس للهدرة (التهديدات البيولوجية الجديدة وثقافة السلم.) ريشار ماسا Richard Massa (مركز العناية، والتكوين والتقويم المتقدم). الهدرة: أفعوان خرافي ذو سبعة رؤوس.
    9- - زونوز (zoonose)= مرض يظهر في الحيوان وينتقل بالعدوى إلى الإنسان.

    10- سالمونلا: نوع من البكتيريا معدية اكتشفت سنة 1885 تنتقل عن طريق الدواجن المصابة ، البيض ومواد غذائية أخرى.
    11 - شيجلا shigella نوع من البكتيريا تتكاثر في المصران الغليظ وتؤدي إلى مرض الديزنتاريا dysenterie وتنتقل عن طريق المياه والحليب والبراز.
    12 - عصية كوخ Mycobacterium tuberculosis, ou bacille de Koch إحدى البكتيريا التي تؤدي إلى مرض السل المعدي.
    13 - مادة كحولية سامة.
    14 - مادة نصف معدنية سامة.
    15 - أفعى سامة من أخطر الحيات على الأرض الكوبرا النفاثة باستطاعتها أن تنفث سمها على بعد 2،5 من فريستها وتصيبها بالعمى المؤقت.


    16- سم تعفني يصدر عن بكتيريا سامة Clostridium botulinum توجد في الأرض ويمكنها أن تصيب الحيوانات والنباتات والأغدية المعلبة.


+ الرد على الموضوع
صفحة 5 من 10 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 9 ... الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •