آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 42

الموضوع: إنحياز - قصة - نزار ب. الزين

  1. #1
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي إنحياز - قصة - نزار ب. الزين


    إنحياز
    أقصوصة
    نزار ب. الزين*

    *****


    [B]إذا كنت تظن يا صديقي أن الصغار لا يحبون فأنت مخطئ ...
    إنهم يحبون ، و يتعلقون بحبال الهوى ، و يجربون لواعج العشق و أوجاعه ، يبهجهم اللقاء ، و يعذبهم الفراق ؛ تماما كما يعاني العشاق الراشدون .
    كنت في الرابعة ، عندما دعيت ربيعة لتلعب معي فاستجابت ، كنت يومئذ فوق سطح منزلي ، و كانت فوق سطح منزلها ، و لا يفصل بين السطحين سوى حاجز خشبي بارتفاع يتجاوز المتر الواحد بقليل ؛ سمعت والدتها تحذرها من الاقتراب من السور المطل على الشارع ، فاستبد بي الفضول ، جررت كرسيا و بمشقة كبرى تمكنت من إلصاقه بالحاجز ، صعدت على الكرسي ، أطليت برأسي ، فشاهدتها تفترش الأرض و بين يديها الصغيرتين لعبتها المصنوعة يدويا .
    * ما اسمك ؟
    ** اسمي ربيعة ، و أنت ؟
    • أنا نصوح ، تعالي لنلعب معا !
    ** سأسأل أمي ..
    و منذ ذك اليوم لم نعد لنفترق ، و كنا سببا لتعارف والدتينا اللتين لم تعودا تفترقان كذلك ..
    و ذات يوم وقفت على الشرفة ، ناديتها – كعادتي - فلم تجب ...
    رفعت صوتي أكثر ..صرخت .. و لم تجب ..
    مددت رأسي إلى أقصى ما أستطيع ، فكان باب شرفة بيتها مغلقا و كذلك جميع نوافذ بيتها ..
    ربيعة .!..!.. صرخت مجددا ، سمعتني أمي ، فجاءني صوتها بعيدا ، فقد كانت لاهية بالعناية بذلك الشيء الذي أسموه شقيقتي ، و التي أنجبتها لتسليني كما ادعت ؛ صرخت بشيء من الغضب : " سد حلقك يا ولد .. صوتك مثل الجرس رن في الحارة ، مؤكد سمعه كل من فيها ، ربيعة و أهلها مسافرون ، يا ولد ! "
    صدقني أنني شعرت – أنا ابن الرابعة - أن الأرض مادت بي ،
    صدقني أنني دخلت إلى فراشي و رفعت الغطاء فوق رأسي و أجهشت بالبكاء ..
    بربك أليس هذا عشقا ؟
    كان غيابها طويلا ، ربما أكثر من شهر ، كابدت خلاله الأمرين ، شعرت بنفسي كالتائه ، صدقني ، لم أعد أشتهي الطعام ، لم أعد أهنأ بالنوم ، أخذت الكوابيس تنتابني و ترعبني ...
    و ذات ليلة ، صحوت و أنا اصرخ رعبا ، فنهض والديَّ مذعورين و هرعا نحوي ، فأجبتهما : " ربيعة أكلها الضبع " و كم كانت مفاجأتي كبيرة ، عندما انفجرا معا ضاحكين ..
    *****

    كبرنا معا ، و دخلنا المدرسة الإبتدائية معا ، و لكن هي في مدرسة الإناث و أنا في مدرسة الذكور " ترى لماذا لسنا في مدرسة واحدة " كنت أتساءل دون أن أجد من يجيبني ؛ و لكن الأمر لم يختلف كثيرا ، فكانت غالبا ما تجمعنا الأمسيات ، فنكتب وظائفنا معا ، و نذاكر بعض الوقت ، ثم نبدأ باللعب ..تارة في بيتها و مرة في بيتي .
    كانت متعتنا الكبرى عندما نصنع خيمة من الملاءات و الأغطية ، و نملؤها بالعابنا و بما تواجد في الدار من حليوات أو مكسرات ، ثم نندس داخل الخيمة فرحين ، و كأننا قد بنينا بيتنا أو عشنا المشترك .
    و لم يكن ينغص متعتنا عندما نكون في بيت ربيعة ، سوى شقيقها الكبير فاروق ، كان كبيرا جدا أو هكذا كنت أراه ، كان فارع الطول مع سِمنة واضحة ؛ كان فاروق يقضي معظم وقت ما بعد المدرسة في الحارة ، و لكنه عندما يعود إلى البيت ، يبدأ بمعاكستنا ، و كثيرا ما كان يخرب خيمتنا ، أو يسرق سفرتنا من الحلويات أو المكسرات ، و إذا ما احتجت ربيعة كان يوسعها ضربا و بلا رحمة ، فستنجد بأمها ، إلا أن أمها كانت تتجاهل استغاثاتها ، و إن تشددت قليلا كانت تعاتبه بميوعة واضحة : " حرام عليك يا فاروق ، اختك أصغر منك ترفق بها " ، و كم كنت أشعر بأن ما أشاهده ظلم مبين واقع على المسكينة ربيعة ، سواء من قبله أو من قبل أمه .
    و ذات يوم صفع فاروق ربيعة فأدمى فمها ، و فجأة وجدت نفسي أندفع نحوه و أضربه بيدي الصغيرتين ، و كانت النتيجة ( قتلة مرتبة )* تعرضت لها ، وضع فيها كل قوته ، و خلفت في راسي نتوأين و في وجهي و يديَّ بقعا زرقاء و بنفسجية .
    عندما شاهدتني أمي على هذه الحال ، اندفعت إلى بيت ربيعة ، و لم أعلم ما جرى هناك ، لولا أني سمعت أمي و هي تحدث أبي عن الواقعة ، و أنها كادت تتشاجر مع أم فاروق ، التي كانت منحازة تماما لابنها ، و أنها متعجبة من هذا الأسلوب التربوي الفاشل .
    و منذ ذلك اليوم لم أعد أذهب إلى منزل ربيعة إلا عندما أتيقن من عدم وجود فاروق لفترة طويلة ، و لكنها لم تنقطع أبدا عن قدومها إلى منزلي ...
    *****

    و لكن .....
    عندما بلغنا الصف الرابع الإبتدائي ، و بدون سابق إنذار أو أية مقدمات ، منعونا من اللعب معا : " ربيعة كبرت يا نصوح ، و قد منعها أبوها من اللعب مع الصبيان !!! " قالت لي أمي ، فأجبتها بسذاجة : " و لكنها لا تلعب مع الصبيان ؟ لا تلعب إلا معي !! " فضحكت أمي و هي تجيبني بنبرة ساخرة : " ألستَ صبيا يا نصوح ؟ "
    صدقني أنني تعذبت ،
    صدقني شعرت بنفسي كالتائه ،
    صدقني ، لم أعد أشتهي الطعام ،
    لم أعد أهنأ بالنوم ، عادت الكوابيس تنتابني و ترعبني تماما كما أرعبتني عندما سافرت و أهلها ذلك الشهر المشؤوم...
    صدقني كانت صدمة ، جعلتني أتساءل : " و ما معنى أنها كبرت ؟ و ماذا لو كبرت ؟ فأنا ايضا كبرت ، و لم تقل لي أمي أن اللعب مع البنات ممنوع ، و هل ستقول لي أمي ذات يوم لا تلعب مع أختك لأنها بنت ؟ "
    أحجية خلطت الأوراق في دماغي الصغير ....
    و كان السؤال الملح يتضخم .." و ما الفرق بين الصبي و البنت ؟ "
    *****

    بيوتنا العتيقة كانوا يبنونها من هياكل خشبية ملبسة بالطين ، فكان من السهل عليّ أن أسمع كل لكمة من محاورات جيراننا عندما يكونون في الغرفة المجاورة لغرفتي ، و كنت أميز بوضوح صوت ربيعة ؛ فأفرح و أحاول التقاط كل كلمة تتفوه بها ، حتى أصبح التنصت عليها عادة متأصلة .
    و لكنني كثيرا ما كنت أسمعها أيضا تتشاجر مع شقيقها فاروق ، لينتهي الشجار ببكائها الذي كان يقطع نياط قلبي ...
    كم تمنيت أن أندفع إلى نجدتها ، و كم تخيلت أن لدي من القوة ما يجعلني أهدم هذا الجدار لأقفز فوق ذلك العملاق الفظ ، فآخذ بثأري و ثأر ربيعة منه ..
    و ذات يوم ارتفعت أصوات استغاثات ربيعه فوق المعتاد ، فهرعت إلى والدتي ، و جررتها إلى غرفتي و أسمعتها استغاثات ربيعة و صراخها و ولولتها : " إفعلي شيئا يا أمي " رجوتها بعين دامعة ، فأجابتني مؤنبة : " و ما دخلنا نحن ؟ من تدخل في ما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه يا نصوح !.." و لكن فجأة تطور الأمر إلى منحى آخر : أم ربيعة تصرخ : " من عملها فيك يا كلبة ، اعترفي و إلا ذبحتك بيدي هاتين ذبح النعاج .. من يا كلبة .. قولي .. انطقي " ؛ و يبدو أنها أخذت تضربها بشراسة ، فقد ارتفعت وتيرة استغاثاتها حتى بلغت عنان السماء .
    لم أفهم معنى العبارة ، و أخذ السؤال يطن في أذني " من عملها فيك يا كلبة ؟؟ " من عمل ؟ و ماذا عمل ؟
    والدتي التي كانت تؤنبني قبل قليل و تتهمني باستراق السمع و التجسس و التدخل بما لا يعنيني ، أخذت تصيخ السمع و قد بدا عليها التوتر الشديد ..
    " من يا كلبة ، احكي ..انطقي .. قولي ، هل هو نصوح ؟ "
    هنا ، التفتت أمي نحوي و حدجتني بنظرة حائرة لم أدرك مغزاها ، و نظرت إليها نظرة بلهاء و قبل أن أقسم لها أنني لم أفهم ما تعنيه ، قاطعتني مشيرة إليَّ أن أصمت ، كانت ربيعة في تلك اللحظة تعترف ، قالت بصوت مرتعش يقطعه النحيب : " حرام عليك ، نصوح لم أقابله أو أكلمه منذ أكثر من عام ، سأعترف و ليكن ما يكون ، إنه فاروق !!!! " .
    و ما أن سمعت أم فاروق اسم أثيرها ، حتى جن جنونها فانهالت على ربيعة ضربا من جديد و هي تصيح : " تتهمين أخاك يا كلبة ؟ تورطين أخاك الكبير يا مجرمة ؟ تريدين فضيحتنا يا بنت الحرام ؟ تبغين القضاء على مستقبل أخيك يا حقيرة ؟ و الله و بالله إن سمعتك ثانية تتهمين أخاك لما أبقيتك حية ساعة واحدة ! "
    و يبدو أنها انهالت عليها ضربا من جديد ..
    ثم ...
    سمعناها تصيح : " إلى أين أنت ذاهبة يا كلبة ؟ إرجعي في الحال .."
    ثم ....
    سمعناها و قد ابتعد صوتها ، و هي لا تزال تهدد و تتوعد ربيعة ..
    ثم .....
    سمعناها ، تولول ، و صوتها آتٍ من ناحية الشرفة ..
    ثم ......
    هرعنا نحو الشرفة ، و يا لهول ما رأينا :
    جسد ربيعة مسجى جثة هامدة على رصيف الطريق .
    --------------------------------------------
    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
    الموقع : www.FreeArabi.com
    البريد : nizar_zain@yahoo.com
    [/B
    ]


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية بديعة بنمراح
    تاريخ التسجيل
    24/12/2006
    المشاركات
    859
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    تابعت قصتك بكل جوارحي، و كنت أعتقد أنها قصة حب جمعت طفلين بريئين
    سرعان ما حكم عليهما بفراق.
    لكن، مع كل الأسف، جاءت النهاية مأساوية. و هذه امور أصبحت تتكرر في
    مجتمعاتنا كثيرا. نخفي الفتاة عن الأعين، ظانين اننا بذلك نحميها.متناسين
    ان حماية أبنائنا في تربية قويمة، و علم ينير العقول و القلوب معا.
    كل التقدير للمتألق نزار الزبن

    المرأة كيان وكرامة وفكر

  3. #3
    كاتب الصورة الرمزية علاء الدين حسو
    تاريخ التسجيل
    06/12/2006
    العمر
    55
    المشاركات
    270
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الكوميديا السوداء رائعة، عندما تختارها موضوعا لنصوصك استاذ نزار الزين المحترم ،
    الضحكة لم تفارقني في البداية ، بسمتي كانت كالفراشة تحلق في أجواء القصة الرائعة، متذكر عبق الماضي ومراحل الطفولة، اتصور نفسي نصوح، واتخيل ربيعة واستمتع ايما استمتاع وانا اتابع ، حتى لحظة الاستراق،و الحقيقة المؤلمة، فتخفت البسمة ،وتنطفي من وجهي، ويحل العبوس ، والالم لهذه النهاية ،
    وكان نصك كمن خرج الى نزهة في فصل الربيع يستمتع ، لتاتي غيمة سوداء تمطر، تمطر غبارا لا مطرا ،فتعكر الجو، وتذكر المأسي ..
    تحية ومودة


  4. #4
    أديب الصورة الرمزية الدكتور أسعد الدندشلي
    تاريخ التسجيل
    16/12/2007
    العمر
    73
    المشاركات
    714
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أستاذي الغالي نزار ب. الزين المحترم
    تحية تحية على هذا النص المؤثر وعلى هذا القص الرائع، وعلى السرد الذي انساب بهدوء وحلاوة ليضعنا في مواجهة ذواتنا وجها لوجه، ما بين خفقة الطفولة وبراءتها وما بين نموها على عاداتنا وما بين استباحتها في أحايين كثيرة نعرضها لعقد وكوارث وهنا ألتقي مع الزميلة بديعة بنمراح في تعليقها أن المسألة تكمن في التربية القويمة التي لا نؤمنها لأطفالنا
    دمت متألقا أستاذي ومع وافر محبتي واحترامي وتقديري

    [align=center][frame="3 50"]يا للذكريات الموجعة وأيامها! كلّما أوغلنا في الإبتعاد عنها ، كلما تعمقت جذورها في نفوسنا ترسخا، فيشتد وخزها حينها، وتعظم قيمتها. . د.أسعد الدندشلي[/frame] [/align]

  5. #5
    أديب الصورة الرمزية ابراهيم عبد المعطى داود
    تاريخ التسجيل
    15/05/2007
    العمر
    70
    المشاركات
    994
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    الكاتب المبجل / نزار الزين
    تحية عاطرة
    دراما رائعة بدأت بداية طيبة .. ثم بدأ الإيقاع يعلو شيئا فشيئا حتى وصلنا الى قمة المأساة أو الملهاة .
    لتكون فى النهاية تراجيديا رائعة للفقر والجهل والبعد عن الوازع الدينى الحنيف ...
    ومع ذلك فقد عشقنا مع الصغير وتقلبنا فى الوجد والصبابة مثله تماما ..
    ولكن الرياح لاتأتى بما تشتهى السفن ..
    سلمت أناملك ..
    خالص ودى وتقديرى
    ابراهيم عبد المعطى داود

    بالإيمان والعلم تتقدًس الحياة



    مرحبا بكم فى مدونتى:
    http://ibrahimabdelmoaty.maktoobblog.com

  6. #6
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بديعة بنمراح مشاهدة المشاركة
    تابعت قصتك بكل جوارحي، و كنت أعتقد أنها قصة حب جمعت طفلين بريئين
    سرعان ما حكم عليهما بفراق.
    لكن، مع كل الأسف، جاءت النهاية مأساوية. و هذه امور أصبحت تتكرر في
    مجتمعاتنا كثيرا. نخفي الفتاة عن الأعين، ظانين اننا بذلك نحميها.متناسين
    ان حماية أبنائنا في تربية قويمة، و علم ينير العقول و القلوب معا.
    كل التقدير للمتألق نزار الزبن
    ====================================
    صدقت يا أختي المبدعة بديعة ، فمثل هذه الأمور تتكرر ، فقد سمعنا عن والد يغتصب ابنته و جد يغتصب حفيدته و أخ يغتصب أخته ، كما حدث في الأقصوصة ، و سبب هذه الإنحرافات غياب التربية السليمة – كما تفضلت – و غياب الوعي التربوي ..
    شكرا لمشاركتك القيِّمة و ثنائك الدافئ
    نزار


  7. #7
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء الدين حسو مشاهدة المشاركة
    الكوميديا السوداء رائعة، عندما تختارها موضوعا لنصوصك استاذ نزار الزين المحترم ،
    الضحكة لم تفارقني في البداية ، بسمتي كانت كالفراشة تحلق في أجواء القصة الرائعة، متذكر عبق الماضي ومراحل الطفولة، اتصور نفسي نصوح، واتخيل ربيعة واستمتع ايما استمتاع وانا اتابع ، حتى لحظة الاستراق،و الحقيقة المؤلمة، فتخفت البسمة ،وتنطفي من وجهي، ويحل العبوس ، والالم لهذه النهاية ،
    وكان نصك كمن خرج الى نزهة في فصل الربيع يستمتع ، لتاتي غيمة سوداء تمطر، تمطر غبارا لا مطرا ،فتعكر الجو، وتذكر المأسي ..
    تحية ومودة
    ==================
    نعم يا أخي علاء الدين ، إنها كوميديا سوداء قاتمة ، أجدت نعتها بهذا الوصف
    أما تشبيهك لانسياب النص بنزهة ربيعية ختمها إعصار ، فقد وفقت به إلى أبعد الحدود
    تعقيبك أثرى النص و ثناؤك عليه وسام شرف أتباهى به
    فلك الشكر في الحالين


  8. #8
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور أسعد الدندشلي مشاهدة المشاركة
    أستاذي الغالي نزار ب. الزين المحترم
    تحية تحية على هذا النص المؤثر وعلى هذا القص الرائع، وعلى السرد الذي انساب بهدوء وحلاوة ليضعنا في مواجهة ذواتنا وجها لوجه، ما بين خفقة الطفولة وبراءتها وما بين نموها على عاداتنا وما بين استباحتها في أحايين كثيرة نعرضها لعقد وكوارث وهنا ألتقي مع الزميلة بديعة بنمراح في تعليقها أن المسألة تكمن في التربية القويمة التي لا نؤمنها لأطفالنا
    دمت متألقا أستاذي ومع وافر محبتي واحترامي وتقديري
    ==============
    أخي الغالي الدكتور أسعد
    إنه الظلم الواقع على المرأة في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية ، و مع أن المرأة هي الأم الرؤوم و الجدة الحنون و الأخت الرقيقة ، فإننا نجد من يحتقرها و يميز ضدها .
    أخي الكريم ، شكرا لزيارتك و تعقيبك القيِّم
    و ألف شكر لثنائك العاطر
    نزار


  9. #9
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابراهيم عبد المعطى داود مشاهدة المشاركة
    الكاتب المبجل / نزار الزين
    تحية عاطرة
    دراما رائعة بدأت بداية طيبة .. ثم بدأ الإيقاع يعلو شيئا فشيئا حتى وصلنا الى قمة المأساة أو الملهاة .
    لتكون فى النهاية تراجيديا رائعة للفقر والجهل والبعد عن الوازع الدينى الحنيف ...
    ومع ذلك فقد عشقنا مع الصغير وتقلبنا فى الوجد والصبابة مثله تماما ..
    ولكن الرياح لاتأتى بما تشتهى السفن ..
    سلمت أناملك ..
    خالص ودى وتقديرى
    ابراهيم عبد المعطى داود
    ==============================
    أخي الحبيب ابراهيم
    صدقت يا أخي فالرياح لا تأتي دوما بما تشتهي السفن ، بل قد تكون مدمرة لها
    كما دمرت أم فاروق ابنتها بانحيازها الكامل إلى إبنها المجرم الصغير
    شكرا لزيارتك و تفاعلك و إطارئك الدافئ
    نزار


  10. #10
    مترجمة حرة الصورة الرمزية منى هلال
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    المشاركات
    894
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    قصة مؤثرة مؤلمة - أعجبت بهذا الأسلوب الشيق الذي يشد - لم استطع التوقف إلى أنت انتهيت.
    دهمتُ في نهايتها - أظن أنها ستستحوز على تفكيري إلى حين.
    في رأيي إن عنوان "ظلم" يليق بها أكثر.

    تحياتي لقلمك

    ويـاليت الذي بينــــي وبينـــك عامـر
    وبينـي وبين العالميـــــــن خـــــراب

  11. #11
    أديب الصورة الرمزية نزار ب. الزين
    تاريخ التسجيل
    30/09/2006
    العمر
    92
    المشاركات
    1,703
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى هلال مشاهدة المشاركة
    قصة مؤثرة مؤلمة - أعجبت بهذا الأسلوب الشيق الذي يشد - لم استطع التوقف إلى أنت انتهيت.
    دهمتُ في نهايتها - أظن أنها ستستحوز على تفكيري إلى حين.
    في رأيي إن عنوان "ظلم" يليق بها أكثر.
    تحياتي لقلمك
    =========================
    أختي المكرمة منى
    أسعدني استمتاعك بالقصة حتى نهايتها
    إنه إنحياز و ظلم و تمييز بين الذكورة و الأنوثة و حب بريئ و بطش القوي بالضعيف
    كلها عناوين تصلح للأقصوصة و اخترت الأول لأنه يمثل حال تلك الوالدة المتوحشة
    شكرا لاهتمامك و لثنئاك العاطر و دمت بخير
    نزار


  12. #12
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/12/2007
    العمر
    40
    المشاركات
    454
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أبي الرائع نزار
    يتألم الحمام الأبيض مرتين ...مرة عندما نحبسه في القفص والثانية عندما تذبحه سكين الوداد ....هذه السكين التي تدمي روحه قبل ان تقطع وريده
    هل استراحت ام فاروق ؟؟
    لو فكرت قليلا فقط لأدركت أن فاروق هذا سيكرر فعلته الشنعاء مع أخريات ....ولن يكتفي بأخته
    فهل سيكون لهن نفس المصير من أجل أن يحيا فاروق ولا يمسه أي سوء
    إلى متى ستبقى الذكورة مقدسة ؟؟وننسى تربية الرجال

    ممنوع أن تلعب مع الصبيان !!!!!!!!!!! عبارة تكفي لندرك أي تخلف وجهل وغباء نقبع فيه
    أثرت في قلبي جراح الظلم التي أداويها لكن ستبقى أبدا نازفة
    شكرا للقصة المؤثرة حقا
    وتقبل فائق احترامي وتقديري

    إن المستقبل يمتلكه أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #13
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    30/12/2007
    العمر
    40
    المشاركات
    454
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أبي الرائع نزار
    يتألم الحمام الأبيض مرتين ...مرة عندما نحبسه في القفص والثانية عندما تذبحه سكين الوداد ....هذه السكين التي تدمي روحه قبل ان تقطع وريده
    هل استراحت ام فاروق ؟؟
    لو فكرت قليلا فقط لأدركت أن فاروق هذا سيكرر فعلته الشنعاء مع أخريات ....ولن يكتفي بأخته
    فهل سيكون لهن نفس المصير من أجل أن يحيا فاروق ولا يمسه أي سوء
    إلى متى ستبقى الذكورة مقدسة ؟؟وننسى تربية الرجال

    ممنوع أن تلعب مع الصبيان !!!!!!!!!!! عبارة تكفي لندرك أي تخلف وجهل وغباء نقبع فيه
    أثرت في قلبي جراح الظلم التي أداويها لكن ستبقى أبدا نازفة
    شكرا للقصة المؤثرة حقا
    وتقبل فائق احترامي وتقديري

    إن المستقبل يمتلكه أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #14
    باحث لغوي وكاتب الصورة الرمزية أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
    تاريخ التسجيل
    27/07/2007
    العمر
    80
    المشاركات
    405
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أرجو ألاّ أكون قد أثقلت عليكم بقصتي :

    الزمن يعتــــــذر
    دُعيَ في فرح من أفراح أسرته ... جاءه صبيُّ يقول له: ماما .. وأشار إلى حيث تقف ســيدة في ركن قصيِّ ترتدي فســتانا مطرزا بخيوط لامعة يبعث هالة مضيئة من حولها وقد ترك الزمن على وجهها آثاره . تقدم إليها .. مدَّ يده لليد الممتدة في حذر وارتباك .. أخذ يتفرس في محيياها الوضئ .. كاد أن يصرخ من المفاجأة " لولا" .. ولأن الحب يجعل المرأة المحبوبة أكثر جمالا وبهاءاً ويفعل أفاعيله حتى لو مرت دهور ودهور، فقد تشابكت الأصابع وتلاقت العيون فلمعت ببريق الفرح، وجرت فيهما ماء الحياة بعد جفاف دام ثلاثون عاما .. عيناها في سواد الدب اللامع الألق، وأهداب كأهداب عيون المها، والوجه كدارة القمر، جمالها وحشيُّ كاسر يلتهم الأفئدة ، فما بالك بفؤاد صبُّ متيم، انحنى عليها وقبَّل فمها باندفاع أرعن غير مقدر للعواقب .. ففغرت فاها باندهاش وذهول .. فاجأها كعادته منذ ثلاثة عقود كأنها مضت بالأمس .. كان فمها بديعا أريجه طيب، مفعما كعادته بالشباب . أسنانها مصطفة لامعة نظيفة رغم مرور هذه العقود .. استعادا تلك القبلة الندية ورضابها المسكر منذ ثلاثين عاما أدبرت لم يحســها في شفاه كل محبوباته، ولم تحسها هي بين عظام ضلوع صدر من تزوجته عنوة تحت ضغط فقر كثيف، وقســوة زمن غبيّ، وإلحاح أب كسير الكبرياء، ومجتمع جاهل محكوم بتقاليد بالية، وعقائد مغلقة، تقف حجر عثرة في سبيل إسعاد البشر، وإطلاق طاقاتهم ...
    تدافعت الأحاسيس شلالات كاسحة أمامها ركام ذكريات ثلاث عقود من حرامان المودة والصبابة والشوق الوله .. أحســـــا ببرودة تســري في أطرافهما وندت على شفتيهما برَد الندى الرطب ... فرقتهما ظروف قاســية، وجمعتهما الصدفة بغير ترتيب ولا تنسيق .. ثلاثون عاما من الانتظار الكسيح البطئ .. سمي بالمنتظر، صدفة لم تأت إلاّ بعد سنين وسنين ... يتصيد ويرهف السمع عن أخبارها التي لا تـاتي إلا متباعدة .. قالت: أنا ضحيتك .. قال: أنا لست بأفضل منك .. كأن الزمن يعتذر عن آلمنا ولكنه اعتذار متأخر جدا .. لا فرق بين المذنبين والضحايا .. كانت الظرف أقسى من أن تقاوم .. قالت: كنت أحبك بجنون .. قال: وأنا كنت أحبك بجنون .. أصبحت جدة .. قالت: لم ولن أنساك يوما حتى وأنا أدخل قبري، قال: يا محبوبتي قلبي لايتحمل قسوة الفراق مرّة ثانية .. الآن نعيش حالة وظرفا استثنائيا .. لك أحفاد سيقتلونك، ولن يقبلوا ارتباطنا، ولي زوجة غيور وأحفاد .. قالت: أعرف، ولكن حياتنا وعمرنا ضاع سـُـدَى .. لم نسعد ولم نعش الحياة .. قال: ولن نعيشها فليقنع كلانا بما قدر له، فقد ذهب رونق الشباب، وتواكبت علينا المحن والأمراض، ولتكن الذكريات زادنا .. فلا ذنب لأحد في مآسينا .. لو كنت أمتلك مالا، وكنت أنت غير مكبلة بنير الفقر ومذلته لتغير كل شيئ .. الفقر والعوز إهانة، والاحتياج هوان ... كثرة أشقائك أفزعتني .. كنت ســأكون مسئولا عن أهلى وأهلك، وأنا ... رفعت يدها ووضعتها على فمه، فتناولها وقبلها بامتنان وشغف . قالت: لا تضيع لحظة جمال اللقاء في الاعتذار عن ماض لن يعود ..
    كان قلبه ينبض بقسوة وعنف فتناول حبة " أزرديل " ووضعها تحت لسانه .. تساءل أ ينبض القلب العليل بعد كل هذه السنين، أم هي مراهقة متأخرة؟! شعر بإحساس مخادع .. رطوبة الجلد الذي جفَّ وتغضَّن .. دبيب الرجولة في أعضائه المترهلة .. أطرق وأحس بمرارة المهزوم .. كان لابد أن يذهبا، فلمعت العيون بدمع همَّ أن يتساقط .. تبادلا أرقاما وعناوين على أمل حديث ولقاء ...
    تأبط ذراع زوجته .. تساندت عليه، أخذ يدندن بأغنية حزينة: " عدت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشقي، الصبا ضاع من يدي وغزا الشيب مفرقي .. "
    جلس في الروف وقد تراءت له في ضوء القمر، كسالف أيامه، ونسمات الربيع تدغدغ وتلامس عواطفه المنصتة للموسيقى المنبعثة من أعطافها، ومن وجناتها المدممة اللامعة، وعلى شفتيها التي تنغرج عن أسنان كموج البحر تتلألأ على قممها ضوء القمر الفضي ...
    سهر حتى آخر الليل .. كان لابد له أن ينام بعد يومه الحافل بالعمل الشاق بالمفاجآت قي ليله الطويل .. دفن نفسه بين الأغطية بجوار زوجة تشــكو جفاف المشاعر ووجع المفاصل . ندت من عينيه دموع سخينة بللت وسادته الجافة .. تمتم هامسا: إنها الحياة .. لكزته امرأته: بطّل تكلم نفسك ... نــــــم
    أحمد الشافعي


  15. #15
    باحث لغوي وكاتب الصورة الرمزية أحمد محمد عبد الفتاح الشافعي
    تاريخ التسجيل
    27/07/2007
    العمر
    80
    المشاركات
    405
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    أرجو ألاّ أكون قد أثقلت عليكم بقصتي :

    الزمن يعتــــــذر
    دُعيَ في فرح من أفراح أسرته ... جاءه صبيُّ يقول له: ماما .. وأشار إلى حيث تقف ســيدة في ركن قصيِّ ترتدي فســتانا مطرزا بخيوط لامعة يبعث هالة مضيئة من حولها وقد ترك الزمن على وجهها آثاره . تقدم إليها .. مدَّ يده لليد الممتدة في حذر وارتباك .. أخذ يتفرس في محيياها الوضئ .. كاد أن يصرخ من المفاجأة " لولا" .. ولأن الحب يجعل المرأة المحبوبة أكثر جمالا وبهاءاً ويفعل أفاعيله حتى لو مرت دهور ودهور، فقد تشابكت الأصابع وتلاقت العيون فلمعت ببريق الفرح، وجرت فيهما ماء الحياة بعد جفاف دام ثلاثون عاما .. عيناها في سواد الدب اللامع الألق، وأهداب كأهداب عيون المها، والوجه كدارة القمر، جمالها وحشيُّ كاسر يلتهم الأفئدة ، فما بالك بفؤاد صبُّ متيم، انحنى عليها وقبَّل فمها باندفاع أرعن غير مقدر للعواقب .. ففغرت فاها باندهاش وذهول .. فاجأها كعادته منذ ثلاثة عقود كأنها مضت بالأمس .. كان فمها بديعا أريجه طيب، مفعما كعادته بالشباب . أسنانها مصطفة لامعة نظيفة رغم مرور هذه العقود .. استعادا تلك القبلة الندية ورضابها المسكر منذ ثلاثين عاما أدبرت لم يحســها في شفاه كل محبوباته، ولم تحسها هي بين عظام ضلوع صدر من تزوجته عنوة تحت ضغط فقر كثيف، وقســوة زمن غبيّ، وإلحاح أب كسير الكبرياء، ومجتمع جاهل محكوم بتقاليد بالية، وعقائد مغلقة، تقف حجر عثرة في سبيل إسعاد البشر، وإطلاق طاقاتهم ...
    تدافعت الأحاسيس شلالات كاسحة أمامها ركام ذكريات ثلاث عقود من حرامان المودة والصبابة والشوق الوله .. أحســـــا ببرودة تســري في أطرافهما وندت على شفتيهما برَد الندى الرطب ... فرقتهما ظروف قاســية، وجمعتهما الصدفة بغير ترتيب ولا تنسيق .. ثلاثون عاما من الانتظار الكسيح البطئ .. سمي بالمنتظر، صدفة لم تأت إلاّ بعد سنين وسنين ... يتصيد ويرهف السمع عن أخبارها التي لا تـاتي إلا متباعدة .. قالت: أنا ضحيتك .. قال: أنا لست بأفضل منك .. كأن الزمن يعتذر عن آلمنا ولكنه اعتذار متأخر جدا .. لا فرق بين المذنبين والضحايا .. كانت الظرف أقسى من أن تقاوم .. قالت: كنت أحبك بجنون .. قال: وأنا كنت أحبك بجنون .. أصبحت جدة .. قالت: لم ولن أنساك يوما حتى وأنا أدخل قبري، قال: يا محبوبتي قلبي لايتحمل قسوة الفراق مرّة ثانية .. الآن نعيش حالة وظرفا استثنائيا .. لك أحفاد سيقتلونك، ولن يقبلوا ارتباطنا، ولي زوجة غيور وأحفاد .. قالت: أعرف، ولكن حياتنا وعمرنا ضاع سـُـدَى .. لم نسعد ولم نعش الحياة .. قال: ولن نعيشها فليقنع كلانا بما قدر له، فقد ذهب رونق الشباب، وتواكبت علينا المحن والأمراض، ولتكن الذكريات زادنا .. فلا ذنب لأحد في مآسينا .. لو كنت أمتلك مالا، وكنت أنت غير مكبلة بنير الفقر ومذلته لتغير كل شيئ .. الفقر والعوز إهانة، والاحتياج هوان ... كثرة أشقائك أفزعتني .. كنت ســأكون مسئولا عن أهلى وأهلك، وأنا ... رفعت يدها ووضعتها على فمه، فتناولها وقبلها بامتنان وشغف . قالت: لا تضيع لحظة جمال اللقاء في الاعتذار عن ماض لن يعود ..
    كان قلبه ينبض بقسوة وعنف فتناول حبة " أزرديل " ووضعها تحت لسانه .. تساءل أ ينبض القلب العليل بعد كل هذه السنين، أم هي مراهقة متأخرة؟! شعر بإحساس مخادع .. رطوبة الجلد الذي جفَّ وتغضَّن .. دبيب الرجولة في أعضائه المترهلة .. أطرق وأحس بمرارة المهزوم .. كان لابد أن يذهبا، فلمعت العيون بدمع همَّ أن يتساقط .. تبادلا أرقاما وعناوين على أمل حديث ولقاء ...
    تأبط ذراع زوجته .. تساندت عليه، أخذ يدندن بأغنية حزينة: " عدت يا يوم مولدي عدت يا أيها الشقي، الصبا ضاع من يدي وغزا الشيب مفرقي .. "
    جلس في الروف وقد تراءت له في ضوء القمر، كسالف أيامه، ونسمات الربيع تدغدغ وتلامس عواطفه المنصتة للموسيقى المنبعثة من أعطافها، ومن وجناتها المدممة اللامعة، وعلى شفتيها التي تنغرج عن أسنان كموج البحر تتلألأ على قممها ضوء القمر الفضي ...
    سهر حتى آخر الليل .. كان لابد له أن ينام بعد يومه الحافل بالعمل الشاق بالمفاجآت قي ليله الطويل .. دفن نفسه بين الأغطية بجوار زوجة تشــكو جفاف المشاعر ووجع المفاصل . ندت من عينيه دموع سخينة بللت وسادته الجافة .. تمتم هامسا: إنها الحياة .. لكزته امرأته: بطّل تكلم نفسك ... نــــــم
    أحمد الشافعي


  16. #16
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    السلام عليكم
    استاذي الكريم :
    اولا القصه لافته ونص يشد القارئ وربما انت من وضعت نهايتها وربما هو الواقع ومازلنا نسمع عن جرائم الشرف ولكن:
    الرقابه الحنونه للاهل ,واشباع الولد عاطفيا وحواريا للطفل يمده بزوادة تمنعه من الخطا او تحمه على الاقل فما نسمعه عن اخطاء الاطفال الاخلاقيه جذورها انعدام رقابه قويمه او تربيه غير سليمه وغير مشبعه عاطفيا.طفل يبحث عن بديل.
    برايي الخاص ودون ان احسد اولادي:تربيتهم دينيه بحته الى جانب انهم اصدقائي ورغم غيابي احيانا الا ان ترويضهم على العمل الدؤوب عبر هوايه ,دورات تعليميه فنيه تمتص ماتبقى لهم من طاقه واهيب هنا بالمدارس الشرعيه السوريه والتي تمتص كل مواهب وطاقات المراهقين من احتضان هوايات/رياضه الخ...
    وبعد هذا هل يبقى مايفكرون به؟
    تحيه وتقدير

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  17. #17
    كاتبة الصورة الرمزية ريمه الخاني
    تاريخ التسجيل
    04/01/2007
    المشاركات
    2,148
    معدل تقييم المستوى
    20

    افتراضي

    السلام عليكم
    استاذي الكريم :
    اولا القصه لافته ونص يشد القارئ وربما انت من وضعت نهايتها وربما هو الواقع ومازلنا نسمع عن جرائم الشرف ولكن:
    الرقابه الحنونه للاهل ,واشباع الولد عاطفيا وحواريا للطفل يمده بزوادة تمنعه من الخطا او تحمه على الاقل فما نسمعه عن اخطاء الاطفال الاخلاقيه جذورها انعدام رقابه قويمه او تربيه غير سليمه وغير مشبعه عاطفيا.طفل يبحث عن بديل.
    برايي الخاص ودون ان احسد اولادي:تربيتهم دينيه بحته الى جانب انهم اصدقائي ورغم غيابي احيانا الا ان ترويضهم على العمل الدؤوب عبر هوايه ,دورات تعليميه فنيه تمتص ماتبقى لهم من طاقه واهيب هنا بالمدارس الشرعيه السوريه والتي تمتص كل مواهب وطاقات المراهقين من احتضان هوايات/رياضه الخ...
    وبعد هذا هل يبقى مايفكرون به؟
    تحيه وتقدير

    [align=center]فرسان الثقافه[/align]

  18. #18
    عـضــو الصورة الرمزية عزيز العرباوي
    تاريخ التسجيل
    03/08/2007
    العمر
    46
    المشاركات
    450
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    المبدع والصديق والأخ نزار ب الزن :

    قصتك هذه تنم عن إحساس مبدع وكاتب كبير لا يمكنه إلا أن يكون من طينتك ...

    أجد قيمة معرفية وأدبية كبيرة في قصصك ونصوصك عموما ...

    تحياتي

    //
    //


  19. #19
    عـضــو الصورة الرمزية عزيز العرباوي
    تاريخ التسجيل
    03/08/2007
    العمر
    46
    المشاركات
    450
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي

    المبدع والصديق والأخ نزار ب الزن :

    قصتك هذه تنم عن إحساس مبدع وكاتب كبير لا يمكنه إلا أن يكون من طينتك ...

    أجد قيمة معرفية وأدبية كبيرة في قصصك ونصوصك عموما ...

    تحياتي

    //
    //


  20. #20
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    27/01/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    30
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    استاذي الفاضل / الكاتب الكبير / نزار ب. الزين حفظه الله وأكرمه:
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
    لأنني أحبك وأحترمك أنحاز إليك لأبعد حد وعشت لحظات جميلة مع كل حرفٍ من قصتك الجميلة التي تحمل من المشاعر الكثير ومن الفنيات الأدبية الأكثر ، سلت يداك وسلم قلمك الملهم ، ومعذرة لأنني لم أقرأ لك منذ فترة وهذا تقصير مني تجاهك سيدي ولو عُرف السبب ربما وجدت فيه عذراً لي ، فقلبي الضعيف لا يحتمل لا الكتابة ولا القراءة ولي حوالي السنة معتزل إلى حد كبير بل منقطع خوفاً على قلبي ، وقد أوهمت نفسي أن البعد عن الكتابة والقراءة ربما يرحم قلبي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تمكنت خلال هذا العام وهذا بفضل الله سبحانه وتعالي من إعداد أطروحة لنيل شهادة الدكتوارة في مجال التربية / علم الاجتماع وقريباً سأنتهي منها إن شاء الله ولا غني لي عن دعواتك بالتوفيق ، وأسأل الله العلي القدير أن أتمكن خلال أسابيع من العودة للكتابة ثانية وليحصل ما يحصل ، فلم أعد استطيع الصبر على هذا الجفاء مع محبوبتي -القصة القصيرة - فلدي بعض القصص التي تتراقص أمام ناظري وتغازلني بشكل مغرٍ ولم أعد اقدر على الانتظار أمام إغراءاتها الكثيرة .
    لا أريد أن أطيل عليك فدعواتي لك بالصحة والعافية والتوفيق الدائم والنجاح المتواصل .


    والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين حبيبنا وقدوتنا وسولنا الكريم
    أبو عبد الله
    خليل انشاصي
    غزة/ فلسطين .


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •