ثغــاء
شعروا بالذلّ والمهانة، فتداعوا من مشارق الأرض ومغاربها إلى صلاةٍ جامعة في لحظة واحدة، قالوا فيها: اللّهم ارزقنا النّصر المؤزّر.
فأرعدت السماء وانهمر المطر. فولّى المصلّون هاربين وهم يردّدون:
مـاء ... مـاء... مـاء.
ثغــاء
شعروا بالذلّ والمهانة، فتداعوا من مشارق الأرض ومغاربها إلى صلاةٍ جامعة في لحظة واحدة، قالوا فيها: اللّهم ارزقنا النّصر المؤزّر.
فأرعدت السماء وانهمر المطر. فولّى المصلّون هاربين وهم يردّدون:
مـاء ... مـاء... مـاء.
ثغــاء
شعروا بالذلّ والمهانة، فتداعوا من مشارق الأرض ومغاربها إلى صلاةٍ جامعة في لحظة واحدة، قالوا فيها: اللّهم ارزقنا النّصر المؤزّر.
فأرعدت السماء وانهمر المطر. فولّى المصلّون هاربين وهم يردّدون:
مـاء ... مـاء... مـاء.
بعد قراءتنا للنص عدة مرات نلاحظ أنه يتضمن فكرتين عامتين واحدة صريحة و أخرى مضمرة. الصريحة و هي التي نستخلصها من قراءة سطحية للنص، فجماعة من الناس شعروا بالذل و المهانة فقاموا بأداء صلاة جماعية و تضرعوا فيها إلى الله أن يرزقهم النصر. و في لحظة من اللحظات أمطرت السماء فولوا هاربين و هم يرددون ماء..ماء..ماء..
أما الفكرة المضمرة، و حسب فهم خاص للنص، أن الذي يود الانتصار يجب أن يكون في مستوى الحدث/ النتيجة، و هذا المستوى يتجلى في العزيمة و القوة و الشجاعة. الشيء المفتقد عند الجماعة التي ولت هاربة خوفا من ماء السماء. فكيف يمكن أن يستجيب الله لصلوات و دعوات من لا يقوى على تحمل مطر ينهمر على رأسه !...
النص ينتمي إلى جنس القصة القصيرة جدا، و هذا واضح. يدل على ذلك التكثيف، و خلوه من الحشو و الزوائد اللغوية، فالكلمات مرصوصة بعناية و محسوبة بدقة.
قد يبدو للوهلة الأولى أن فكرة النص غامضة و غريبة حتى، مما قد يتولد عن ذلك تساؤل عن سر خوف الجماعة من المطر ذلك أن لفظة الهروب تحمل في طيها دلالة الخوف...
الصلاة، و الدعاء و الهروب ألفاظ ترشدنا إلى أن الكاتب اعتمد على التحليل النفسي، و بذلك فالنص يستبطن دواخل جماعة منهزمة أصلا و اتكالية و عاجزة عن الفعل...
قدم أمامنا الأديب سعيد أبو نعسة قصة قصيرة جدا بأسلوبه المعتاد، الرائق و الممتع، و الهادف و المتين و السهل الممتنع في نفس الآن...
ألفاظه قوية و موحية. وقد أتت عباراته قصيرة نتيجة التكثيف، و متحركة و خفيفة باعتماد الكاتب على سلسلة من الأفعال المختارة و الموحية: شعروا ـ تداعوا ـ قالوا ـ أرعدت ـ انهمر ـ ولى ـ يرددون...
و قبل الختام، نشير إلى أن العنوان " ثغاء" قد يبدو لنا بعيدا كل البعد عن مضمون الفكرة سواء أ وقفنا عند حدود القراءة السطحية أ م تجاوزناها إلى القراءة المضمرة.. فما علاقة " الثغاء" بالنص؟..و هذه إحدى خاصيات الأديب سعيد وواحدة من العلامات المميزة له..فهو كعادته دائما يفاجئنا بتخريجات ذكية ساحتها اللغة..فلفظة (ماء) تحمل دلالتين واحدة مادية: المادة السائلة و أخرى صوتية: ثغاء الخرفان. فصياح الخروف نمثله بـ:" ماء، ماء"..
الكاتب لم يذكر في نصه لفظة الخروف هذا الحيوان الوديع المعروف بجزعه و خوفه، و رغم ذلك و من خلال توظيفه الذكي لكلمة الماء نشعر به حاضرا في النص.
ألم يكن هروب الجماعة و صياحها شبيها بهروب و صياح الخرفان؟...
و يبقى الزمان و المكان و الأشخاص،في النص عناصر ثلاثة غير محددة وواضحة المعالم حتى لا ينطبع في ذهن القارئ أن النص يعكس حالة خاصة، لجماعة معروفة و في زمان و مكان معروفين..
أخي سعيد، أجدت و أبدعت.
شكرا للمتعة القرائية التي منحتنا إياها.
مزيدا من التألق و الإبداع.
بعد قراءتنا للنص عدة مرات نلاحظ أنه يتضمن فكرتين عامتين واحدة صريحة و أخرى مضمرة. الصريحة و هي التي نستخلصها من قراءة سطحية للنص، فجماعة من الناس شعروا بالذل و المهانة فقاموا بأداء صلاة جماعية و تضرعوا فيها إلى الله أن يرزقهم النصر. و في لحظة من اللحظات أمطرت السماء فولوا هاربين و هم يرددون ماء..ماء..ماء..
أما الفكرة المضمرة، و حسب فهم خاص للنص، أن الذي يود الانتصار يجب أن يكون في مستوى الحدث/ النتيجة، و هذا المستوى يتجلى في العزيمة و القوة و الشجاعة. الشيء المفتقد عند الجماعة التي ولت هاربة خوفا من ماء السماء. فكيف يمكن أن يستجيب الله لصلوات و دعوات من لا يقوى على تحمل مطر ينهمر على رأسه !...
النص ينتمي إلى جنس القصة القصيرة جدا، و هذا واضح. يدل على ذلك التكثيف، و خلوه من الحشو و الزوائد اللغوية، فالكلمات مرصوصة بعناية و محسوبة بدقة.
قد يبدو للوهلة الأولى أن فكرة النص غامضة و غريبة حتى، مما قد يتولد عن ذلك تساؤل عن سر خوف الجماعة من المطر ذلك أن لفظة الهروب تحمل في طيها دلالة الخوف...
الصلاة، و الدعاء و الهروب ألفاظ ترشدنا إلى أن الكاتب اعتمد على التحليل النفسي، و بذلك فالنص يستبطن دواخل جماعة منهزمة أصلا و اتكالية و عاجزة عن الفعل...
قدم أمامنا الأديب سعيد أبو نعسة قصة قصيرة جدا بأسلوبه المعتاد، الرائق و الممتع، و الهادف و المتين و السهل الممتنع في نفس الآن...
ألفاظه قوية و موحية. وقد أتت عباراته قصيرة نتيجة التكثيف، و متحركة و خفيفة باعتماد الكاتب على سلسلة من الأفعال المختارة و الموحية: شعروا ـ تداعوا ـ قالوا ـ أرعدت ـ انهمر ـ ولى ـ يرددون...
و قبل الختام، نشير إلى أن العنوان " ثغاء" قد يبدو لنا بعيدا كل البعد عن مضمون الفكرة سواء أ وقفنا عند حدود القراءة السطحية أ م تجاوزناها إلى القراءة المضمرة.. فما علاقة " الثغاء" بالنص؟..و هذه إحدى خاصيات الأديب سعيد وواحدة من العلامات المميزة له..فهو كعادته دائما يفاجئنا بتخريجات ذكية ساحتها اللغة..فلفظة (ماء) تحمل دلالتين واحدة مادية: المادة السائلة و أخرى صوتية: ثغاء الخرفان. فصياح الخروف نمثله بـ:" ماء، ماء"..
الكاتب لم يذكر في نصه لفظة الخروف هذا الحيوان الوديع المعروف بجزعه و خوفه، و رغم ذلك و من خلال توظيفه الذكي لكلمة الماء نشعر به حاضرا في النص.
ألم يكن هروب الجماعة و صياحها شبيها بهروب و صياح الخرفان؟...
و يبقى الزمان و المكان و الأشخاص،في النص عناصر ثلاثة غير محددة وواضحة المعالم حتى لا ينطبع في ذهن القارئ أن النص يعكس حالة خاصة، لجماعة معروفة و في زمان و مكان معروفين..
أخي سعيد، أجدت و أبدعت.
شكرا للمتعة القرائية التي منحتنا إياها.
مزيدا من التألق و الإبداع.
حضرة الأستاذ سعيد أبو نعسة المحترم
لا أريد أن أغوص في غموض الفكرة، ولكن تكشف لي أن "ثغاء" كانت لازمة مجازية لحالة ضياع الرعية، التي صارت عاجزة عن الفعل، واكتفت بالصلاة والدعاء والتضرع وما أشبه حالهم بحال المعنى الذي تضمنته الآية الكريمة :إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا... فصار دعاؤهم "ثغاء" والسماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضة وما نحتاجه الفعل والعمل....
مع محبتي واحترامي وتقديري
د. أسعد الدندشلي
حضرة الأستاذ سعيد أبو نعسة المحترم
لا أريد أن أغوص في غموض الفكرة، ولكن تكشف لي أن "ثغاء" كانت لازمة مجازية لحالة ضياع الرعية، التي صارت عاجزة عن الفعل، واكتفت بالصلاة والدعاء والتضرع وما أشبه حالهم بحال المعنى الذي تضمنته الآية الكريمة :إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا... فصار دعاؤهم "ثغاء" والسماء لا تمطر لا ذهبا ولا فضة وما نحتاجه الفعل والعمل....
مع محبتي واحترامي وتقديري
د. أسعد الدندشلي
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
أجدت و الله و أبدعت في تنوير جوانب النص واستكناه ما بطن من دلالات .
نعم هو ثغاء النعاج التي تمضي الحياة تأكل و تشرب و تتناسل و تنتظر سكين الجزار .
أجل هو حال أمتنا الاسلامية .
دمت قارئا و ناقدا واعيا
أخي الكريم عبد الحميد الغرباوي
أجدت و الله و أبدعت في تنوير جوانب النص واستكناه ما بطن من دلالات .
نعم هو ثغاء النعاج التي تمضي الحياة تأكل و تشرب و تتناسل و تنتظر سكين الجزار .
أجل هو حال أمتنا الاسلامية .
دمت قارئا و ناقدا واعيا
أخي الكريم د أسعد الدندشلي
أجل يا أخي هو ما فهمت من القصة و التي كان العنوان فيها جزءا أساسيا من مضمونها و يرتبط بالخاتمة ارتباطا وثيقا .
دمت مبدعا
أخي الكريم د أسعد الدندشلي
أجل يا أخي هو ما فهمت من القصة و التي كان العنوان فيها جزءا أساسيا من مضمونها و يرتبط بالخاتمة ارتباطا وثيقا .
دمت مبدعا
أخى العزيز سعيد أبو نعسة
ساقنى طالعى السعيد هنا لأستمتع بهذا العمل البديع معنى ومبنى وقد أفاض فيه الأستاذ عبد الحميد فلم يدع لنا مانضيفه لله دركما من مبدعيْن.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
أخى العزيز سعيد أبو نعسة
ساقنى طالعى السعيد هنا لأستمتع بهذا العمل البديع معنى ومبنى وقد أفاض فيه الأستاذ عبد الحميد فلم يدع لنا مانضيفه لله دركما من مبدعيْن.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية
ماء...ماء !!!
ههههه
توظيف عبقرى لكلمة ذات دلالات متشعبة !
هم هم .. لن يتغيروا - جبناء وفرقاء
حتى اذا استجاب الله دعاءهم واعطاهم سبل النصر ومكن لهم سيولوا هاربين لانه طبعهم
ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما انفسهم
قلم واعى واقوى من القذائف ، يَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ
أخي الكريم منصور وصفي
أشكرك على إطرائك الكريم و تعليقك الكافي الوافي
دمت في خير و عطاء
الاستاذ سعيد ابو نعسة
أولا: نص جميل جدا مختزل الى درجة الكمال وهو ان دل على شيء انما يدل على العجز العربي في مواجهة أي شيء حتى رغباتنا فنهرب منا الى المجهول ما نهرب الان ال الاعداء لتحل لنا نزاعاتنا..
ثانيا فيما يتعلق بنصي أنا "المارون فوق جراحنا" أرجو المعذرة إن كنت قد أخطأت من حيث لا أقصد, أنا من دعوت الزملاء لقراءة عملي فلبيتم النداء لكم مني كل تحية وود واحترام...
أنا لم أكثف وأوجز في الرد عليكم لكن إجتهدت حين جمعت الرد في جواب لأنني رأيت أن الملاحظات متشابهه وردي سوف يتكرر للاساتذة فرأيت أن أجمع في الرد..
إن كنت قد أخطأت فإني أعتذر من الجميع...
أما فيما يتعلق بجوهر الملاحظات فأرجو أن تلاحظها في عملي اللاحق انشاء الله
لك كل احترام
أخي الكريم طارق عليان
أشكرك على تواجدك الكريم حول حروفي و على روحك الطاهرة الطيبة
لا عليك يا أخي فتعليقي كان من أجل تصحيح مسيرتك الأدبية و أنت في أول الطريق
عسى أن أقرا لك قريبا نصا محكما متقنا مبنى و معنى .
دمت في خير
أخي الكريم طارق عليان
أشكرك على تواجدك الكريم حول حروفي و على روحك الطاهرة الطيبة
لا عليك يا أخي فتعليقي كان من أجل تصحيح مسيرتك الأدبية و أنت في أول الطريق
عسى أن أقرا لك قريبا نصا محكما متقنا مبنى و معنى .
دمت في خير
أخي الكريم جمال
أجل هو توارد أفكار
الراعي واحد و القطعان ملونون بألوان مختلفة
دمت مبدعا
السلام عليكم و رحمة الله
الفاضل الأستاذ سعيد : وهل الماء غير الحياة و الثورة.
تحياتي
المفضلات