المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Amal Al Sada
يعتقد الهنود أن أصل البشر الموجود حالياً يرجع إلى من يسمى مانو MANU حيث أنه أول إنسان خلق على وجه هذه الأرض ثم خلقت التي تسمى شاتاروبا SYATARUPA ومنهما تكاثرت البشرية حتى عصرنا هذا. ويعتقدون أنه أول من قدم القرابين للآلهة، وقد خلق مانو من نفس الشمس، فلهذا يركب على الحيوانات ويتحكم فيها. وقد حدث مرة أن مانو كان يستحم في وقت الصباح المبكر في بركة أو شاطئ نهر فإذا بسمكة صغيرة في يده تطلب منه السماح بتركها للعيش. فأشفق عليها ووضعها في جرة ورباها حتى كبرت وقويت.وفي اليوم الثاني لم يكن في الجرة سعة لتعيش فيها السمكة فحملها مانو إلى بركة فضاقت هي الأخرى بحجمها، فطلبت منه السمكة أن يرميها في البحر حيث تعيش في راحة. وهنا تكهنت له السمكة بمجيء طوفان عارم يغرق البشرية كلها. وأرسلت لمانو سفينة كبرى وأمرته بوضع زوج من كل شيء في الأرض وكذا بذور الأشجار لإنقاذ كل ذلك من الطوفان.
ولم يكد مانو يستمع إلى نصحها حتى طغت مياه البحر وصحبها طوفان عارم وأغرق كل شيء. ولم يكن في الأرض بصيص من النور وأظلمت الدنيا كلها. وحينئذ ظهر الإله فشنو المتجسد في السمكة وعلى رأسه قرن طويل وفيه بروج ذهبية فشيد مانو سفينته من قرون فشنو واستخدم الثعابين والأفاعي لربطها كالحبال. وبهذا استطاع انقاذ البشرية والحيوانات والنباتات كلها من الهلاك.
وقد دفنت الأرض تحت ماء البحار بسبب الطوفان واستولت عليها الشياطين فتجسد "فشنو" في صورة حلوف وحشي عنيد تخطى السماء ودخل في أغوار المياه، وهجم على الشياطين وسجنها. ثم شد الارض بأنيابه وأتى بها إلى مكانها فوق سطح الماء.
فقد سلم مانو وعاش وحده على وجه الأرض. وللرغبة الملحة في الحصول على الذرية فإنه مارس أعمال الصلاح والتقوى ، فراح يصلي ، ويقدم القرابين PAKA وهي عبارة عن: السمن النقي ، واللبن الحتمض ، ولبن سائل ، ولبن فاتر وصب الكل في الماء.
وهكذا خلقت الزوجة في زمن قريب من العالم وصارت قوية ومشت حيث تجمع السمن النقي تحت باطن قدميها .
وحضرت الفتاه إلى مانو MANU فقال لها: من أنت ؟ فأجابته أنا فتاتك فسألها: كيف تكونين فتاتي فأجابته: بالسمن النقي واللبن السائل واللبن الخائر تلك السوائل التي صببتها في الماء فصرت أنا فأنت الذي خلقتني ، فأنا نعمة فاجعلني قرباناً لك عندما تسخرني لفدائك أنك سوف تكون غنياً بالذرية ولك حظائر الماشية الكثيرة وكل فعل تفعله هو هدية لامتك وبناء على هذا استخدمها مانو بركة وسط القرابين ولعله جعلها وسطاً بين الهدايا الماضية والهدايا المستقبلية فقد ذهب للصلاة وممارسة الجوع PANTANGAN والحرمان رجاء أن يحصل على الذرية من هذه الفتاه.
وجاءت منها هذه الذرية التي تسمى شعب مانو أو جنس مانو BANGSA وكل ما حصل عليه من النعم كان بسبب بركة هذه الفتاه ، ولهذا فإنه يرغب في حياه خيالية عجيبة ANEH وذلك عن طريق ما يقدمه من القرابين لأنه إذا كان يعيش بالقرابين قبل هذه الحياه فلا بد له من تقديمها بعد الحصول عليها ، بل أكثر من هذا فهو يرجو حياه شخصية سرية RAHASIA ليحصل على ذرية خاصة له.
هذه القصة المتعلقة بمانو إذا قورنت بما في الأديان السامية فإنها تركيبة من حادثتين كل منها للنبي آدم - عليه السلام - والنبي نوح - عليه السلام -كأساس البشرية.
فآدم ، ومانو في أول أمرهما خلقا وحدهما ثم حن كل منهما إلى اليف أو أنيس أو زوجة ولحكمة الأجل الأعظم صاحب القدرة فقد حقق لهما الرغبة بزوجة لكل منهما تؤنسه في وحدته وترافقه في مشوار حياته ثم تتابعت الذرية من هذا الزوج الذي ملأ وجه الأرض.
وفي هذه القصة تظهر زوجة مانو كمخلوق من عدة مواد ولكن في قصة بروسيا PURUSYA تبدو الزوجة وقد خلقت من بعض أجزاء الرجل كما كانت حواء حسب التعاليم التي جائت بها الديانات السامية التي تقول إن حواء خلقت من بعض أجزاء بدن آدم.
أما قصة الفيضان والطوفان فإنها تذكرنا بطوفان سيدنا نوح - عليه السلام - الذي طوق وجه الأرض وأهلك الذين لم يؤمنوا برسالة نبي الله نوح - عليه السلام - ولم يدخلوا مع نوح في السفينة ، فقط سيدنا نوح وأسرته التي آمن به هم الذين نجوا من الطوفان وهم الذين عادوا إلى الأرض بعد أن غاض الماء واستوت على الجودي ونشر ذرية صالحة من جنس الذين كانوا معه في سفينة النجاة والسلامة.
ورقة مركزة تنبني على منهج واضح ,
قاعدته عرض الظاهرة الأسطورية في بيئتها ,
قبل الانتقال إلى المقارنة الأولية مع ما يمكن أن يوازيها, في دين أو أسطورة ,
وقد تحاشت ورقة الأخت أمل , الإغراق في التفاصيل أو الذهاب في اتجاه منحى تبني الدفاع من موقع الاعتقاد مثلا ,
فقدمت المعطى , تاركة للقارئ حرية التصور والمتابعة .
تحياتي
أختي أمـل
أخوك
محمد المهدي السقال
المفضلات