صبوتُ والشعر، إذ يصفو الندى، وأنا = إلى المعارجِ أختارُ الذرا علما
ظمئتُ والروحُ لا جفَّ الصدى ولها = من العشار كثيرٌ يطلق القسما
قالوا يُعقِّدُ في الإيحاء جملتهُ = فقلتُ هل من دمٍ يسعى إذا لُجما ؟
إني وجدّتُ خفيفَ القولِ في مرضٍ = يذوي، ويبخسُ هام الوجد والذّمما
صبوتُ والشعر، والغفرانُ إيقاعي = وصاحبُ الشعر لا يَعدمْ لهُ حرما
وصاحبُ الشعرِ نحنُ الآنَ حوزتُه = ونحن نسعى ، خميسٌ، كيفما، وبما
رمى من الورد كأساً صار واحدنا = كمن بهِ جِنّةٌ ، أو قام فانهدما
يبني الظواهرَ من طينٍ ومن علقٍ = فتستحمُ بماء الورد كيف رمى
صبوتُ والشعر، هل في الشعرِ معجزةٌ = تقدّمَ الشعرُ واختار الفتى علما
فقلتُ واها: إذاً يا ريح فاتّجهي = أينَ اتّجهتِ، صديقي يسكن القمما
وأين غابتْ هنا في البرق بوصلةٌ = يمشي، ويُبرقُ في أثدائها الدّيما
وتستنارُ بهِ في الخوفِ أسئلةٌ = وتستريحُ إذا ما قالَ أو عزما
صبوتُ والشعر، كم من نائمٍ خطفتْ = عيناهُ نحلَ قصيدٍ سيقَ فابتسما
حتى إذا ما أرادَ النومَ ذات ضحىً = صلى صلاةَ الظما، فانحاز والتأما
هو الخميسُ إذا ما اجتاحَ خلوتنا = نادى القريضُ هنا الإبداعُ ما انجذما
لأنَّ حبل الصّفا في شعرهِ مددٌ = والشعرُ طوع بنانِ لم يزلْ حكما
صبوتُ والشعر، حيِّ الغيمَ منهمراً = في غاية السحرِ يُذكي شاعراً عُصما
ما كان في الخيل من أسفاره خببٌ = إلا أدام قريضاً من لدنهُ نما
فانزاحَ يبري الخطى عن ماء ساحلها = وانزاح يسقي عطاشاً سائغاً شبما
هو الأميرُ فإنْ طافت أوامرهُ = في مقلة العشقِ صرنا الجيش والعلما
صبوتُ والشعر، لا حدٌّ ويوقفنا = فقد نما الشعرُ في أعطافنا وسما
فطاف حول الحِمى نورٌ وأفئدةٌ = وانسلَّ خيطُ الردى من جبّه ندما
هذا كليمُ الندى، يا أرضُ فاتّئدي = إنّا جعلنا لهُ من روحنا قلما
المفضلات