لَمْ ألتمسْ وَدَعاً من أجلِ جاريةٍ = أو أُوْدعِ الريشَ في أرجوحة الخجلِ
لأنَّ فوضى دمٍ في بيتِ جارتنا = كالنردِ عاث فساداً، سيقَ نحو هَلي
فارتجَّ، ضجَّ دمي، في لوحةٍ، صَهلتْ = ريحٌ لبيسانَ، ترقى مقلة الأزلِ
جئنا من الحربِ أعماراً مُعَمِّرةً = وتُعْمَرُ الأرضُ، بعد الحربِ بالقُبَلِ
فقمْ إلى الشعر هيّاباً، وزدْ سُبلاً = يا قُطبُ واتبع دمي في غابة السُّبلِ
وكُنْ قريباً من الزيتونِ، يا رجلاً = يذودُ عن طينةِ الأقصى بلا مللِ
وكُنْ هنا قطب هذا الصوف يوقفني =على صليلِ سيوفِ الحقِّ والإبلِ
إنَّ البيارقَ صحو النومِ مخدعُها = فارفعْ لواءكَ في ساح الوغى تَصِلِ
وانسفْ حجاباً إذا ما دُمِّرتْ حيلٌ = وانزعْ فتيل دمي، فجراً، ولا تسلِ
عن شهقة الطينِ، أو عن شهوةٍ عطشتْ = واشهدْ، فإنّ نفوري حكمةُ الأثلِ
لي قريةٌ وقضاءُ الأرضِ موئلها = والناشراتِ هُدىً، بوحي ومرتحلي
في ضمّة الصدر من بيسانَ مرقدها = قوميّةُ الشعر، والدحنونِِ، والغزلِ
ردْماً على الطينِ، هذا سيلُ فرقدها = كم كان جدّي يرى في طينها حجلي
فاستعرمَ الهجرُ أسراباً شتات يدي = ما أصبرَ القلب، إذ يقوى على الأجلِ
قل لي: إذا جَرَحتْ ضلعي مجنزرةٌ = هل يستقيم الشّذى مع صحوة الطللِ
وسادُك الأمرُ فاقبلْ من سرائرنا = ما يلجمُ العينَ ، أو يدعو إلى البللِ
والله يشهدُ كم عانيتُ حين بدا = جِرسُ القصيدةِ يُدمي شوكة الجبلِ
المفضلات