كل عام و أمة العرب أمة واحدة
كل عام و أمة العرب أمة واحدة
كل عام وأنتم عرب
من المثير للذهن .. أن تكون أولى البلاد التي فكر العدو الصهيوني تفكيكها وتقسيمها رغم أن هذه السابقة التاريخية تنتظر التكملة في حالة ما إن تراخينا و تركنا العدو يقطع أوصالنا ..
والتحدي الخارق للصهيونية في هذا الأمر هو البدء بالعراق و العراق هذا البلد الذي يحكمه حزب يحمل شعار ( أمة عربية واحدة) ألا يدل هذا أيها الأخوة أن العدو يحاول بشتى الطرق إخماد كل ما يجمع الوطن .. وتحطيم كل ما يجمع شملنا حتى ولو كان هذا شعاراً لحزب .. أو هدفاً مستقبلياً .. أو واقع لا مفر منه !!
ما حدث لدولة العراق الشقيق من مآسي وهو البلد الشامخ على طول التاريخ وصاحب البطولات .. و أرضه الطاهرة أولى محطات الحياة بعد الطوفان .. ومنها بدء الخلق ينتشرون ليعمرون الأرض ..
ألم يكن هذا البلد تاريخياً هو مهد الأديان .. ألم يكن هذا البلد هو البلد الذي ولد وتربى فيه أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ..
إن من دواعي حزننا وعمق جرحنا أن نقف هكذا نتلقى الضربات في صدرنا العربي والطعنات في ظهرنا . و لا يحرك ساكناً لأولى الأمر .. وأن الفجوة التي بين الشعوب و الحكام تزداد وتزداد والضحية في هذا البعد هو الوطن العربي أمتنا الواحدة .. ولا يحاول اي طرف من الأطراف أن يتنازل للآخر .. ولكنهم يتنازلون للعدو . ويتعالون على أنفسهم ويتواضعون أمام عدوهم .. يظهرون الحب للعدو و البغضاء لإخوانهم .. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يأتي عيد الفطر علينا ونحن نعتصر قلوبنا على قلة حيلتنا .. وهواننا على أنفسنا .. ونحن نملك من القوة ما تزول منها الجبال .. وما تجعل هذا العالم يكثو على ركبتيه طالباً التودد .. والتقرب زلفى لخير أمة أخرجت للناس .بما تملكه من ثروات إنسانية و حياتية ورحمة لا مثيل لها .. وأصالة لن ينالها أحداً ولو عمر آلا ف السنوات .
التاريخ والجغرافيا و العلوم والهندسة والآداب و الحكمة .. كلهم يشهدون أن أول من فعلها على الأرض كانوا من هذه الأرض .
قد نكون بعدنا بعض الوقت عن جذورنا .. ولكن الفروع لا بد لها من أصل .. تروى منه .. وتستقي حياتها منه .. وهذه الأرض التي أخرجت الناس و احتضنت الأنبياء و الرسل والكتب .. والتي خصها الله سبحانه وتعالى بفضائل كثيرة ولم يؤت غيرها من هذه المنح .. هي أمة لن تخضع ولن تستكين مهما حدث .. فجنود الأرض ليسوا هم أصحاب زي الحرب .. بل جنود الأرض هم كل من يساهم في بناء الوطن وكل من يدافع عن هذا البناء .. و هم الساهرون على خدمة المواطن العربي بلا مقابل أو منصب أو جاه أو سلطان ..
أمتنا التي يحسدها سائر الأمم .. امتنا التي سبقت الأمم كلها بكل المقاييس الحياتية .. امتنا هي الأمة الوحيدة على سطح الكرة الأرضية التي استمرت رغم كم المكائد والأطماع .. لأنها أمة أراد الله لها أن تكون (( خير أمة)) وإذا كنا قد ابتلينا بلاءً حسناً بهذه الأمة .. فعلينا أن نتحمل تبعاته .. فما من خير إلا و يجري عليه الحقد والغل ليفسداه وما من صحيح حتى يأتي عليه الباطل ليكسره ..فهناك أعداء النجاح لا هم لهم سوى تحطيم كل بناء .. ظانين بأنفسهم القوة .وهم لا يعلمون أن القوة بالله .. وهذه الأمة التي أمنت بكتب الله و برسله لن يخذلها الله تعالى .. ولكن ليبلونا آينا أحسن عملاً ..
قد ييئس الكثير وتزول منه مقومات الإيمان بالوطن بما يقدم عليه البعض منا من تنازلات .. و قد يخرج من سربنا من يكيد لنا مع الكائدين .. ولكن أذكرهم بأن لا ييأسوا من روح الله فلا ييأس من رحمة الله سوى !!
و لأننا على مشارف عيد الفطر المبارك نستقبله و أراضينا محتلة .. و إخواننا بين أسير و شهيد و مشتت ومقاوم نحمل في قلوبنا الجرح و نصعد به للسماء أملين من الله عز وجل أن يؤلف بين قلوبنا .. وأن يوحد صفوفنا .. وينصرنا على أعدائنا .. ويفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين.
فلا سلطان للعدو مهما كبر حجمه على أمة متوحدة .. مؤمنة بقوتها وعزتها ..
وآلامنا الدائمة تبحث عن دواء ودوائنا بأيدينا .. توحدوا تسلموا .. لا سبيل سوى أن نكون عرباً .. لا سبيل سوى أن تتوحد الأمة لتزود عن نفسها .. وتقهر عدوها.
وكل عام وأنتم عرب
كل عام وانتم بخير
حسين راشد
نائب رئيس حزب مصر الفتاة
وأمين لجنة الإعلام
رئيس تحرير جريدة مصر الحرة الإلكترونية
www.misralhura.tk
رد مع اقتباس
المفضلات