كلمات متطايرة من ....الطابور حشرت جسدى حشرا فى طابور الخبز لأجدنى خلف رجل ضخم كأنه من رافعى الأثقال ..غليظ الصوت ..حاد النظرات .. قوى الشكيمة ..كفا يديهتبدوان من كمى قميصه
لتذكرنى بالسلحفاة حجما وصورة ..
تململت من بين الأجساد المتلاصقة ورائحة العرق النفاذة
حدجنى بنظرة حادة وقال فى صوت أجش :
-لاتتحرك كثيرا
أسفت على عجزى عن الغضب الواجب للفارق الشاسع بين ضعفى البادى وقوته الواضحة .. قلت وكأنى أدافع عن نفسى ضد تهمة مجهولة :
- الكل يتدافع خلفى ..فماذا أفعل ..؟
بصوت متهكم قال :
- اثبت مكانك ..ولا تدعهم يتلاعبون بك
تدخًل رجل عجوز قائلا من فم خال بلا ناب ولا ضرس :
- لاندرى متى تنتهى هذه المحنة ..؟
ثم استطرد :
- فى البرنامج المشهور استضاف المذيع الجرىء الوزير فلان الذى صرًح بأن الأزمة ستنقشع قريبا ..!
علا صوت العملاق ثائرا :
- انهم يستهزءون بنا .. يسخرون منا .. يتهكمون علينا ..لا يهمهم مانحن فيه وهذا المذيع من كبار المرتشين والمنافقين ..
ثم استكمل دون أن يمهل أحد للرد عليه :
- لمحته مرة فى سيارة ذات أستار .. منتفشا كالديك الرومى .. فماذا يعرف عن همومنا ليتكلم فيها ابن القديمه ..
جذبنى الحديث فقلت فى هدوء :
- ولكنه يخصص برنامجه لعرض المشكلات ومتابعة الحلول ..
وكأنى نطقت كفرا فقد التفت ناحيتى بكل جسده وقال وهو يزعق :
- أي شكاوى يتناولها ..وأي حلول يضعها .. أنه بوق العصابة التى تحكمنا ..هل يعرف البصارة والعدس ..؟ هل يشعر بنا والشمس تلهبنا والزحام يخنقنا .. ان كل مايهمه المال والنساء ..
قلت وانا أتجنب النظر اليه :
- الحق ..والحق يقال انه مع الطبقة الكادحة كما يسمى برنامجه اليومى .
فأصدر صوتا إسكندريا فإلتفتت اليه العيون وقال ساخرا :
- ياحلاوه .. ياحلاوه .. الطبقة الكادحة أم الطبقة الميتة ..!
قلت مدفوعا برغبة مجهولة فى استفزازه واثارته :
- ألم تسمع الحلقة الماضية حينما أمهل المسئول الكبير ..
قاطعنى ملوحا بالسلحفاة::
- هى تمثلية ياحبيبى .. يضحكون بها على المغفلين أمثالنا ..
- آه لو رأيت أحد منهم ..
ثم التفت كأنه يخطب فى الجموع :
- وعد على ونذر ألا أمد له يدا أو رجلا ولكنى سأسوى به الأرض
ببصقة واحدة .. بصقة تكفيه وزيادة
**********************
المفضلات