بسم الله و الحمد لله على نعمة الإيمان الحق الذي هدانا الله بها إلى نعمة الإسلام الذي لن يقبل غيره و ندعو الله عز و جل أن يدخلنا برحمته في فضاء الإحسان فنعبد الله كأننا نراه فإن لم نكن نراه فهو يرانا و يعلم سرنا و جهرنا و يعلم ما في السماوات و الأرض...

عجيب أمر الإنسان...أمده الله بالعقل...و بالعقل أدرك وجوده من عدمه...و لم يدرك به من خلقه و شق سمعه و بصره من قبل و لم يكن شيئا مذكورا...

فسبحان الله العظيم يهدي من يشاء و يضل من يشاء...

فهل يحق للإنسان أن يكره الآخر على الإيمان و هو يعلم أن هذا الآخر لن يؤمن إلا إذا شاء الله له الهداية و إذا أراد به الله خيرا...

" وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ " سورة يونس الآية 100.

السؤال الذي يفرض نفسه انطلاقا من هذه الآية هو توضيح دلالة و معنى و مفهوم "لا يعقلون"...

تفسير الطبري رحمه الله و غفره له:

وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)
القول في تأويل قوله تعالى : وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (100)
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره لنبيه: وما كان لنفس خلقتُها من سبيل إلى تصديقك ، يا محمد ، إلا بأن آذن لها في ذلك، (17) فلا تجهدنّ نفسك في طلب هداها، وبلِّغها وعيدَ الله ، وعرِّفها ما أمرك ربك بتعريفها، ثم خلِّها، فإن هداها بيد خالقها.
* * *
وكان الثوري يقول في تأويل قوله: (إلا بإذن الله ) ،
17910- حدثني المثنى قال ، حدثنا سويد، قال، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان في قوله: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ) ، قال: بقضاء الله.
* * *
وأما قوله: (ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) ، فإنه يقول تعالى ذكره: إن الله يهدي من يشاء من خلقه للإيمان بك يا محمد، ويأذن له في تصديقك فيصدقك ويتبعك، ويقرّ بما جئت به من عند ربك ، (ويجعل الرجس)، وهو العذابُ، وغضب الله (18) (على الذين لا يعقلون) ، يعني الذين لا يعقلون عن الله حججه ومواعظه وآياته التي دلّ بها جل ثناؤه على نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم ، وحقيقة ما دعاهم إليه من توحيد الله ، وخَلْع الأنداد والأوثان.
17911- حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: (ويجعل الرجس ) ، قال: السَّخَط.

السؤال الذي على المثقفين و المفكرين و العلماء و الأدباء الذين يدينون دين الحق كيف يعرفون للآخر ماهية العقل...ما هو العقل...؟ بنيته ؟ تركيبته؟ و الأسئلة التي تبين و توضح هذا الذي يسمى العقل...حتى ينجو من ينجو برحمة الله من الضلال من سماهم الحق "لا يعقلون"...

و يقين بالله أنه الحق يكون بكل تأكيد أن مراد الله عز و جل هو أن يعقل الإنسان عن ربه ما خاطبه به و يستوعبه و يعمل به...فيكون كتاب الله عز و جل حجة له لا حجة عليه...

اللهم اهدنا لما هو حق...

قصص كلما قرأتها اتضح لي أن الإنسان (الشخصية في القصيصة) يفكر بشيء غير العقل...و هذا بيت القصيد في المعادلة معادلة الإيمان الحق و إيمان الهوى أو الغواية أو الضلال...

تحيتي و تقديري...