أخي غالب.
كنت أتمنى أن تقرأ مقالي المنشور على متدى علم اللغة بعنوان: هل تعكس اللغة المجتمع؟ قبل أن تطرح سؤالك: هل نجامل أكثر من غيرنا؟ إذ بدون إجراء دراسات مقارنة، لايمكن لأحد أن يجزم. بقي أن أقول:
سيارتك لن تسير دون زيت المحرك، رغم أن اسمها سيارة. وكذا الأمر بالنسبة للغة. يكون التواصل بها محدودا مالم تحقق وظائفها الأجتماعية. إذن يجوز لنا أن نتكلم عن الزيت اللغوي الذي يختلف في لزوجة قوامه من مجتمع إلى آخر. طالما ليس هنالك ضير في المجاملة، فأنها لاتشكل ظاهرة سلبية في المجتمعات، حتى وأن كانت مفرطة. أتذكر زميلا لي يأتيني كل صباح إلى مكتبى لألقاء تحية الصباح دون أن يفسح لي المجال لأرد على تحيته. يأتيني بجمهرة من التعابير وكأنها رصاصات تنطلق من بندقية دون توقف ( أي كما نقول في العراق "صلي"). أما صدق النوايا، فهي غير قابلة للدراسة. وكما يقول الفيلسوف اللغوي الأمريكي جون سيرل في باب أفعال الكلام التعبيرية: نعتبر الصدق من المسلمات.
ولك مني أجمل المنى.
دنحا
المفضلات