المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طه خضر
الأساتذة
الشيخ مصطفى الهادي ..
الأستاذ سليمان أسد ..
الأستاذة مريم ..
الدكتور ناصر الحق ..
لقد أخذتم قولة العضو دينا جيهان ( وهي بالمناسبة عليها علامة استفهام كبيرة ومطالبة بتوضيح شخصيتها ومعلوماتها ) عن المقارنة بين يزيد والحسين رضي الله عنه، وقولتمونا ما لم نقل من أننا قارنا بين هذا وذاك، وكلنا يعرف أنه شتان شتان، وبدأ كلكم بالمزايدة والكتابة بطريقة توحي لكل من يدخل ويقرأ باننا ننصر يزيد على الحسين رضي الله عنه، .. وقد أوضح لكم جل الأساتذة بأنه لا أحد يزايد على أهل السنة والجماعة والجمهور وباقي سواد المسلمين في حب وتكريم وتعظيم آل البيت، لكنه ليس حبا كذلك الحب الذي خرقتموه ورفعتم بعضهم فيه إلى درجات لم يبلغها بعض الأنبياء، بل وصورتم أنكم أنتم فقط من تحبون آل البيت بينما يبغضهم كل الناس، وأسقطتم عمدا الكم الهائل من الروايات التي يستحيل كذبها والتي قالت بأن الشيعة هم من دعوا الحسين رضي الله عنه وكانوا أوّل من خذله، بل وتآمر على قتله، ولم تكلفوا أنفسكم حتى عناء دحض هذه الأقوال والإتيان بما يناقضها!!
لي عودة إن شاء الله بعد الصلاة !
نعم قولك صحيح 100% ولكن هؤلاء الشيعة ليس شيعة آل البيت عليهم السلام ، بل هم شيعة آل ابي سفيان . وقد رددت في مداخلة سابقة على ذلك ولكن يبدو تم تجاهلها واليك ما علق بالذاكرة منه.
لا زال الحسين عليه السلام مخذولا من قبل الناس الى يوم الدين .
من هم الشيعة ؟
قال الامام الصادق عليه السلام : شيعتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا .
وعن الامام الباقر (ع).قال(رحم الله شيعتنا لقد شاركونا بطول الحزن ...
هؤلاء هم الشيعة في هذا الزمان وغيره فلا يوجد غيرهم من يوصف بهذا الاسم غيرهم ،ولا يوجد غيرهم يؤمن بإثنا عشر إماما متفقون على اسمائهم وصفاتهم وعددهم .
ثم لا ادري ما هي موصفات الشيعة التي تطلبونها ؟ وهل كلهم متساوون بالحب والولاء , هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي تربوا على يديه وتخرجوا من مدرسته هل كلهم متساوون ؟ اجمعين اكتعين ! أم فيهم المنافق والفاسق والكافر ومنهم من مردوا على النفاق ومنهم من يؤذون النبي . ومنهم من رماه بعرضه ومس شرفه الطاهر . سبحان الله على من نزلت آيات النفاق والكفر والفسق وحبط الاعمال وغيرها من آيات مئات منها . حتى لا يخلص منهم إلا كهمل النعم . فما بالك بالشيعة والسنة وبينهم وبين رسول الله آلاف السنين !!
نحن جميعنا يا سيدي قابضون على جمرة وليس على دين كما انبأ سيد المرسلين .
من هم قتلة الامام الحسين بن فاطمة بنت رسول الله ص .
من الامور التي حرص على توضيحها الامام الحسين عليه السلام هو بيان هوية من قام بقتله واهل بيته واصحابه في كربلاء .. لانه يعلم ان آل ابي سفيان مسيرة ضلال ستستمر وسيأتي اتباعهم ليبرأو القتلة من الجريمة الفادحة .
ولهذا خاطبهم الامام الحسين عليه السلام مراراً : يا شيعة آل أبي سفيان .
والخط السفياني المحارب لله ورسوله لم ينتهي بنهاية الدولة الاموية بل تؤكد الكثير من الروايات بأنه مستمر إلى يوم القيامة كما في مستدرك الحاكم:4/442 . وأن له اتباع وانصار يُحيون سياسته على مر التاريخ .
نعم كتب أكثر زعماء الكوفة رسائل إلى الإمام الحسين عليه السلام يدعونه فيها إلى المجئ إليهم ، وزعموا أنهم من شيعته ، ثم وفى له قسم منه وقاتلوا معه ، وقسم كبير منهم أرادوا الذهاب إليه فسجنهم ابن زياد حتى امتلأت سجونه .
ثم احاط بالكوفة من كل جوانبها وامر بقتل كل من يدخل او يخرج منها : حتى أن اعوانه امسكوا اعرابيا فسألة بيعد الله عن سبب قدومه للكوفة ؟ فقال الاعرابي بأنه جاء لسداد دين ، فقال له ابن زياد : صدقت . ولكن في قتلك صلاح للآمة ! فقتله .
أن الذين ادعوا أنهم من شيعته كان بعضهم صادقا ، وكان أكثرهم كاذبين وأنهم كانوا في الواقع من شيعة بني أمية ، وأنهم كتبوا اليه بتوجيه السلطة لكي يجروه إلى الكوفة ويقتلونه ، لأن السلطة خافت أن يبقى الحسين في مكة .
هؤلاء الشيعة الذين اجبرتهم القوة الغاشمة على قتال الحسين عليه السلام ندموا فيما بعد واعلنوا الثورات حتى تسببوا في اضعاف الدولة واسقاطها واول تلك الثورات ثورة التوابين بقيادة الصحابي الجليل سليمان بن صرد الخزاعي ثم تتالت الثورات حتى قوضت اركان الحكم الملكلي الوراثي القيصري الأموي .
ونلاحظ ان الامام الحسين عندما اجاب على رسائل اهل الكوفة كتب إليهم قائلا : إلى الملأ من المؤمنين والمسلمين ) ولم يكتب : إلى شيعتنا ، لأنه يعرف أن أكثرهم ليسوا من شيعته .
وأنه سلام الله عليه عندما أرسل ابن عمه مسلم بن عقيل إلى الكوفة كتب شيعة يزيد من أهل الكوفة إلى يزيد بن معاوية بأخبار مسلم ، فكتب يزيد إلى عبيد الله ابن زياد ابن ابيه ! واليه على البصرة ، كما رواه الفتال النيشابوري في روضة الواعظين ص 174 : ( أما بعد : فإنه كتب إلي من شيعتي من أهل الكوفة تخبرني أن ابن عقيل بها يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين ، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتى الكوفة فتطلب ابن عقيل طلب الخرزة حتى تثقبه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام ، وسلم إليه عهده على الكوفة ) . انتهى .
فهذا يدل على أن الكوفة كان فيها شيعة لبني أمية وفيها شيعة لأهل البيت عليهم السلام .
ويدلنا على صحة ذلك أنه عندما اراد الامام علي ان يمنع البدع في الكوفة تصايح الناس من كل جانب وا سنة عمراه .
وهل نسينا أن الطابور الخامس من جواسيس معاوية هم الذين قالوا لعلي ابن ابي طالب يوم صفين عندما رفع جيش الشام المصاحف مكرا وغدرا . قالوا له اجب القوم وإلا سلمناك برمتك إلى معاوية .
وهل نسيت أن عملاء بني امية هولاء هم الذين طعنوا الامام الحسن عليه السلام في فخذه ونهبوا فسطاطه واوقعوا الوهن في جيشه فآثر حقن دماء المسلمين .
وهم نفسهم الذين كانوا يكاتبون يزيد في الشام بأخبار حركة الحسين وحركة شعب الكوفة .
ولاشك أن الذين حاربوا الحسين عليه السلام هم شيعة آل ابي سفيان وليسوا شيعته .
فكما في لواعج الأشجان للسيد الأمين ص 185 : فصاح الحسين عليه السلام : ويلكم يا شيعة آل ابي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون !
من هذا يتضح أن الذين قتلوا الحسين عليه السلام هم شيعة بني أمية أما شيعة الحسين عليه السلام فكانوا في السجون ووصل إليه منهم عدد قليل تمكنوا أن يفلتوا من الحصار الشديد على الكوفة فقتلوا معهُ .
وقد وصف الامام الحسين مجمتع الكوفة ولم يقل بأنهم من الشيعة فقال : تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ! أحين استصرختمونا والهين ، فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم ألبا لأعدائكم على أوليائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن ، والرأي لما يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا ، وتداعيتم عليها كتهافت الفراش ، ثم نقضتموها فسحقا لكم يا عبيد الأمة ! وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرفي الكلم ، وعصبة الآثم ونفثة الشيطان ، ومطفئي السنن ، ويحكم ! أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون أجل والله غدر فيكم قديم ، وشجت عليه أصولكم ، تأزرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر ، شجى للناظر وأكلة للغاصب !
والدليل ان الذين كانوا مع الحسين ليسو كلهم من شيعته بل إنما جاءوا للدنيا حيث تفرقوا عنه في كربلاء بعد ان رأوا انه لا منافع يحصلون عليها من وراء الحسين ع
ثم كيف ننفي مسؤولية يزيد بن معاوية عن قتل الحسين بن علي وهو يعترف بأنه قتل الحسين عندما ارسل عشرة من خيرة خواصه لتخويف ابن الزبير : ولما بلغ يزيد بن معاوية ما فيه عبد الله بن الزبير من بيعة الناس له واجتماعهم عليه دعا بعشرة نفر من وجوه أصحابه منهم النعمان بن بشير الأنصاري ، و عبد الله بن عضاءة الاشعري . . .
ثم قال لهم : إن عبد الله بن الزبير قد تحرك بالحجاز واخرج يده من طاعتي ودعا الناس إلى سبي وسب أبي وقد اجتمعت إليه قوم يعينونه على ذلك ، صيروا إليه ، فإذا دخلتم عليه فعظموا حقه وحق أبيه ، وسلوه أن يلزم الطاعة ولا يفارق الجماعة فان أجاب فخذوا بيعته وان أبى فخوفوه ما نزل بالحسين بن علي وليس الزبير عندي بأفضل من علي بن أبي طالب ولا ابنه عبد الله بأفضل من الحسين (الأخبار الطوال للدينورى ص 263 ، وهي ملخصة من فتوح ابن أعثم 5 / 262 – 290)
فبعث والي المدينة هاشم بن محمد بن ابي سفيان إلى يزيد وفدا من أهل المدينة فيهم : عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري و عبد الله بن أبي عمرو المخزومى والمنذر بن الزبير ورجالا كثيرا من أشراف أهل المدينة فقدموا على يزيد فأكرمهم وأحسن إليهم وأعظم جوائزهم فأعطى عبد الله بن حنظلة وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا مائة ألف درهم ، وكان معه ثمانية بنين فأعطى كل ولد عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم ، فلما رجعوا قدموا المدينة وأظهروا شتم يزيد وعيبه وقالوا قدمنا من عند رجل ليس له دين يشرب الخمر ويضرب بالطنابير ويعزف عنده القيان ويلعب بالكلاب ويسمر عنده الخراب والفتيان ! وانا نشهدكم انا خلعناه ! وقام عبد الله بن حنظلة الغسيل ، فقال : جئتكم من عند رجل لو لم أجد الا بني هؤلاء لجاهدته بهم ، قالوا : قد بلغنا أنه أجداك وأعطاك وأكرمك ، قال : قد فعل وما قبلت منه عطاءه الا لا تقوى به ، فخلعه الناس وبايعوا عبد الله بن حنظلة على خلع يزيد وولوه عليهم .
أما المنذر بن الزبير فكان قد أجازه بمائة ألف وكان قوله لما قدم المدينة : ان يزيد والله لقد أجازني بمائة ألف درهم وأنه لا يمنعني ما صنع إلي أن أخبركم خبره وأصدقكم عنه والله انه ليشرب الخمر وانه ليسكر حتى يدع الصلاة وعابه بمثل ما عابه به أصحابه الذين كانوا معه وأشد . تاريخ الطبري 7 / 3 - 13 ، وابن الأثير 4 / 40 - 41 ، وابن كثير 8 / 216 ، والعقد الفريد 4 / 388
وكان من اشد الثورات ثورة اهل الحرمين بقيادة عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة الأنصاري وكان شريفا فاضلا عابدا سيدا .
وثورة عبد الله بن الزبير بن اسماء بنت ابي بكر الصديق ذات النطاقين وابن حواري رسول الله ، ثار على يزيد بن معاوية بعد مقتل الحسين .
ثم ثورة التوابين بقيادة سليمان بن صُرد الخزاعي ، الصحابي الجليل كان اسمه يسار ، وسمّاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سليمان وكان شعار ثورته يا لثارات الحسين .
ثم ثورة المختار الثقفي وكانت اعنفها حيث تتبع قتلة الحسين عليه السلام وقتلهم كلهم حتى انه قتل في يوم واحد أكثر من مائتين وثمانين رجلا كان منهم الشمر وعمر بن سعد بن ابي وقاص . وشبث بن ربعي وغيرهم .
وهكذا وبمجرد ان فسح المجال للشيعة ورفع عنهم الحصار واطلق سراحهم من السجون تتالت ثوراتهم حتى قوضت الحكم الاموي القيصري الكسروي القبلي الوراثي .
اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين، وشايعت، وبايعت وتابعت على قتله،ومن رضي بذلك إلى يوم القيامة اللهم العنهم جميعا ...
المفضلات