آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 87

الموضوع: لا يوجد اعجاز علمي في القرآن الكريم بقلم معاذ أبو الهيجاء

  1. #1
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/03/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي لا يوجد اعجاز علمي في القرآن الكريم بقلم معاذ أبو الهيجاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا مقال كنت قد كتبته منذ فترة من الزمن و قد اقتبست بعض الأقكار من بعض الكتاب ممن يوافقني الرأي في هذا الموضوع و لا أنكر أن بعض الأفكار تحتاج لبلورة و هناك بعض الأخطاء المطبعية ، و لكن المهم الفكرة الأساسية أن تكون واضحه و ربما أبلور الموضوع في وقت آخر و أضعه هنا لجميع الأخوة .

    المعجزة هي أمر خارق للعادة يجريه الله على يد مدعي النبوه تصديقا لنبويته على وجه التحدي سالم من المعارضه .
    هذا تعريف المعجزه من حيث هي معجزة فحتى نحكم على امر بانه معجز فلابد من توافر هذه العناصر مجتمعه فيه .

    فالأنبياء تحدوا الناس بقضايا خارقة للعادة عجز أقوامهم عن الإتيان بها فسميت معجزات .
    وكونه لم يقدر أحد على الإتيان بمثلها فهذا يعني انها سالمه من المعارضة

    و الإعجاز في القرآن هو الإعجاز المحصور في السورة كوحدة تشريعية .
    فالآية ليست معجزة بل السورة فقط هي المعجزه و الإعجاز فيها هو في كل تتضمن من بلاغة و معاني و نظم لغوي و ما إلى هناك من أمور جعلت بنيتها معجزة .

    فعند القول بان هناك اعجاز عددي فهذا يعني وجود تحدي بهذا الإعجاز و الحق يقال ان الله لم يجعل أعداد الحروف من قبيل الإعجاز و الدليل على هذا هو انه لم يتحدى بها .

    و الاستدلال بالمعجزة إنما هو على أمر مطلوب فيه الاعتقاد .
    قمن يقول بوجود اعجاز عددي، و علمي ، لا بد منه
    أن يثبت أن هذا الأمر معجزة بالدليل القطعي اليقيني، ولما كان التحدي شرطا في اعتبار الأمر معجزة فان الدليل الذي يثبت به التحدي يجب أن يكون قطعيا لا ظنيا

    و النبي ( ص ) تحدى الناس ان ياتوا بسورة من القرآن او عشر او القرآن كله و الله جعل هذا التحدي قائم ليوم القيامه .


    * القرآن لم يتحدى العرب بمعجزة الاعداد أو العلم أو بنظرية علمية لان التحدي حتى يثبت يحتاج الى دليل قطعي وعلى من يقول بأي وجه غير وجه الإعجاز البلاغي أن يأتي بدليل قطعي يثبت به وجود التحدي حتى يصح له أن يعتبر ما يقول به معجزة .



    فلابد من فهم معنى الإعجاز قبل أن ياتي احد و يدعي وجوه للإعجاز ما انزل الله بها من سلطان مثل الإعجاز التشريعي و الإعجاز النفسي و الإعجاز الفكري و غير ذلك من الأمور التي لا تدل على ان القرآن معجز لانه لا تحدي فيها و هذا وحده كافي لنقض قول من يقول بوجود وجوه للإعجاز أخرى غير الإعجاز البلاغي في السورة الواحده
    و خلاصة الكلام في هذا أن :
    المعجزة هي أمر يظهر بخلاف العادة على يد مدعي النبوة عند تحدي المنكرين على وجه يعجز المنكرين على الاتيان بمثله. وذلك لأنه لولا التأييد بالمعجزة لما وجب قبول قوله، ولما بان الصادق في دعوى الرسالة من الكاذب. وعند ظهور المعجزة يحصل الجزم بصدقه عند من يقتنع بهذه المعجزة، وبأنها لا تحصل من البشر"

    هذا هو معنى المعجزه و ضوابطها فقبل القول بوجود اعجاز غير الإعجاز البياني اللغوي في القرآن هو قول ينقصه الدليل القطعي على قوله إذا كان يفهم معنى القطيعة في ادلة الإعتقاد .
    منكر المعجزة كافر و لكن من ينكر الإعجاز العددي او العلمي هل يكفر ؟
    و هذا وحده كافي لبيان أنه لا إعجاز في القرآن إلا الإعجاز البياني الذي تحدى الله به العرب و الناس أجمعين و إلى يوم القيامه الإعجاز باقي .
    فليست الحجه على الخلق غير هذا التحدي الذي جاء به القرآن و لا يعتبر الإعجاز العددي و لا العلمي مثلا دليل على صدق نبوة محمد لأن الإنسان الأمي الذي لا يعرف الأعدادو لا يعرف العلوم و لا النظريات العلمية لا يمكن له ان يدرك هذا الكلام و لا يمكن لهذا الكان أن يكون له واقع متصور في ذهنه .

    التعديل الأخير تم بواسطة معاذ أبو الهيجاء ; 18/10/2008 الساعة 04:08 PM

  2. #2
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/03/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الآية ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ))
    تسجل و تثبت عجز العرب المعاصرين للنبي ( ص ) عن معارضة القرآن و الاتيان بسورة من مثله .
    و بما انهم عجزوا و ثبت عجزهم – و هم سادة البيان و ملوك الفصاحة – فالعرب ممن جاء بعدهم عاجزين و من باب أولى العجم أيضا عاجزين .
    فاعجاز القرآن قد ثبت و استقر و صار فكرة مفروغ منها لا تحتاج إلى اثبات .
    أما صحة النبوة فليست برهاناً على اعجاز القرآن إذ أن القرآن بما يحويه من اصول العلوم المختلفه أو جمع الأعداد دليلا على اعجازه و صلاحيته للبقاء لا يستقيم مطلقا مع ثبوت اعجازه في حياة النبي ( ص ) .
    و حتى تتم المعجزة و تكون قطعية مفحمه كانت من جنس ما يتفوق به الناس الذي بعث إليهم الرسل ، فأهل مصر انتشر بينهم السحر و وصل إلى درجة عالية من الإتقان و قد وصل الطب إلى درجة عالية متفوقه في عصر سيدنا عيسى عليه السلام .
    و العرب كانوا عبدة البيان و سادة الفصاحة و البلاغة اكثر من عباة الأوثان فتحداهم القرآن من جنس ما يتفوقون به .
    و كانوا أمين ، و كان الرسول كذلك منهم .
    و العلوم التي كان يعرفها العرب ليست بشيء ، و أكثرها يعتمد على الملاحظة البسيطه الساذجه الفطرية .
    فإن كان ذلك كذلك فإن جعل القرآن معجزا لأنه يحوي بين تضاعيفه أصول علوم مختلفه أو جمع اعداد من هنا و هناك مصادم كل المصادمه لواقع العرب الغير علمي و بالتالي هو مصادرة لإعجاز القرآن و نسفه من جذوره .
    ثانيا : من المعروف بداهة أن النبي ( ص ) كان يفهم القرآن جملة و تفصيلاً بعد ان تكفل الله تعالى له بالفظ و البيان بدليل قوله تعالى ((لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ 16 إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ 17 فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ 18 ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ))
    و من الطبيعي كذلك أن يفهم أصحاب النبي القرآن جمله ، أي بالنسبة لظاهرة و احكامه و كان الواحد من الصحابة إذا اشكل عليه آية رجع للنبي ( ص ) فيبين له ما خفي عليه لأن و ظيفته البيان قال تعالى ((وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ))
    و كل من يرجع إلى كتب السنة يجد أنها أفردت للتفسير بابا من الأبواب التي اشتملت عليها ، ذكرت تفاسير كثيرة من التفسير بالماثور عن رسول الله و إذا امعنا النظر في هذه التفسير المأثور فإننا لا نجد فيه أي اصل من أصول الأعداد أو العلوم التي يتبجح بها أنصار الإعجاز العددي و العلمي في تفسير القرآن الكريم .

    و إن كان النبي لا ينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى ، فهل يجوز- عقلا أو سمعنا – أن يخفي الله عن نبيه أصول هذه العلوم كالطب و الحساب و الأعداد و غيرها لو كان القرآن يحتوي عليها و يتضمنها ؟ هذه واحدة .
    و الثانية : لو كان القرآن كتاب علم و يحوي أعداد لكان النبي أولى الناس أجمعين بمعرفة هذه الحقائق العددية او العملية عن ربه عن طريق الوحي .

    من مثل السؤال عن الهلال و الروح فقد أبهم الله علينا معنى الروح و جعلها من العلم الذي يستأثر به لانه فيه سر الخلق و لم يبين الحقائق العملية لزيادة الهلال و نقصانه و إنما كان جوابه منصبا على النواحي العملية كالحج و الصيام و معرفة عدد السنين و لم يكن جوابة على بيان الحقائق العلمية او بين الأعداد فيه .
    ثالثا : إن القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بعشر سور مفتريات من مثل القرآن ، ثم تحداهم بأن ياتوا بسورة من مثله ، فم يستطيعوا و ثبت عجزهم عن معارضة القرآن الذي نزل بلسانهم و على منوالهم .
    وأمَّا ثبوتُ كونِ القرآنِ منْ عِنْدِ اللهِ، فَهُوَ أنَّ القرآنَ كتابٌ عَرَبِيٌّ جاءَ بِهِ محمَّدٌ عليهِ الصلاةُ والسلامُ. فهوَ إمَّا أنْ يكونَ منَ العَرَبِ وإمَّا أنْ يكونَ منْ محمَّدٍ، وإمَّا أنْ يكونَ منَ اللهِ تعالى. ولا يمكنُ أنْ يكونَ منْ غيِر واحدٍ منْ هَؤلاءِ الثلاثَةِ، لأنَّه عربيُّ اللُّغةِ والأسلوبِ.
    أمَّا أنَّهُ منَ العربِ فَباطلٌ لأنَّهُ تَحَدَّاهُم أنْ يَأْتوا بمثلِهِ } قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ{ ، } قُلْ فَأْتُوا بِسورةٍ مِثْلِهِ{ وقدْ حاولوا أنْ يَأْتُوا بمثلِهِ وعَجِزُوا عنْ ذلكَ. فهوَ إذنْ ليسَ منْ كلامِهِمْ، لِعَجْزِهِمْ عنِ الإتْيانِ بمثلِهِ معْ تحدِّيهِ لَهُمْ ومُحَاوَلَتِهِمُ الإتيانَ بمثلِهِ. وأمَّا أَنَّهُ منْ محمَّدٍ فباطلٌ، لأنَّ محمَّداً عربيٌ منَ العربِ، ومَهْمَا سَمَا العبقرِيُّ فهوَ مِنَ البَشَرِ وواحدٌ مِنْ مُجْتَمَعِهِ وأُمَّتِهِ، ومَا دامَ العربُ لمْ يَأْتُوا بمثلِهِ فَيَصْدُقَ على محمَّدٍ العربيِّ أنَّهُ لا يأتي بمثلِهِ فهوَ ليسَ مِنْهُ، عِلاوةً أنَّ لمحمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ أحاديثَ صحيحةٍ وأُخْرى رُوِيَتْ عنْ طَريقِ التواتُرِ الذي يستحيلُ مَعَهُ إلا الصِدْقُ، وإذا قورِنَ أيُّ حديثٍ بأيِّ آيةٍ لا يوجدُ بَيْنَهُمَا أَيُّ تَشَابُهٍ في الأسلوبِ وكانَ يَتْلُو الآيةَ المنزَّلَةَ ويقولُ الحديثَ في وقتٍ واحدٍ، وبينَهُما اخْتلافٌ في الأسلوبِ، وكلامُ الرجلِ مهما حاولَ أنْ يُنَوِّعَهُ فإِنَّهُ يتشابَهُ في الأسلوبِ لأنَّهُ جزءٌ منهُ. وبما أنَّهُ لا يوجدُ أي تشابُهٌ بينَ الحديثِ والآيةِ في الأسلوبِ فلا يكونَ القرآنُ كلامَ محمَّدٍ مُطْلَقَاً، لِلاختلافِ الواضحِ الصريحِ بَيْنَهُ وبينَ كلامِ محمَّدٍ. على أَنَّ العربَ وهُمْ أعلَمُ الناسِ بأَساليبِ الكلامِ العربيِّ لمْ يَدَّعِ أحَدٌ منهُمْ أنَّهُ كلامُ محمَّدٍ أوْ أَنَّهُ يُشبِهُ كلامَهُ، وكلُّ مَا ادَّعُوهُ أنَّهُ يَأتِي بهِ منْ غُلامٍ نَصْرَانِيٍ اسمُهُ (جَبْر) ولذلكَ رَدَّ عَليهِمُ اللهُ تعالى فقالَ } ولقدْ نَعْلَمُ أنَّهُمْ يَقُولونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الذِي يُلْحِدُونَ إلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌ مُبِينٌ{.
    وبِمَا أنَّهُ ثبَتَ أنَّ القرآنَ ليسَ كلامَ العربِ، ولا كلامَ محمَّدٍ، فيكونَ كلامَ اللهِ قطعاً، ويكونَ معجزةً لمن أتَى بِهِ. وبما أَنَّ محمَّداً هوَ الذي أَتى بالقرآنِ، وهوَ كلامُ اللهِ وشَرِيعَتُهُ، ولا يأْتي بشريعةِ اللهِ إلاَّ الأنبياءُ والرسلُ، فيكونَ محمَّدٌ نَبِياً ورسولاً قطعاً بالدليلِ العقليِّ. هذا دليلٌ عقليٌّ على الإيمانِ باللهِ وبرسالةِ محمَّدٍ وبأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ.
    هذه هي الطريقة الصحيحة لإثبات صدق القرآن و صلاحيتع للحياة و ليست على طريقة اثبات النظريات العلمية عن طريق القرآن الكريم .
    و العلم يعتمد على الملاحظة و التجربة و الإستنتاج و العرب و سائر البشر لم يكونوا بحاجه للعوم للخروج من الظلم و الإستعبداد بل كانوا بحاجة لفكر يجمعهم و يوحدهم و نظام ينظم علاقاتهم .
    فالرقي الفكري شيء و التفوق العملي و جمع الأعداد شيء آخر .
    فقد يوجد تفوق علمي عند الأمريكان مثلا و لكنه لا علاقة لهذا الأمر بتدمير كرامة الإنسان و تحويل الزنوج إلى عبيد .
    و الفكر الإسلامي هو الفكر المستنير الراقي الذي يرتفع بالإنسان إلى المستوى الذي ارده الله له .
    و هذا الفكر هو الذي هيأ أمتنا و وضعها أول الطريق إلى الإبداع العلمي و المادي .

    رابعا : إن القرآن يشير كثيراً إلى أشياء في الكون مثل الشمس و القمر و الأهلة و النجوم و الرياح و الأمطار و البحر و ما فيه من أسماك و حلي و الليل و النهار و النحل و الأنعام و تدرج في خلق الإنسان .
    و حث القرآن الإنسان لتدبر خلق السموات و الأرض في اكثر من آية و حرض على التفكير في نفسه .
    كل ذلك لتهئية الإنسان إلى الإيمان عن طريق العقل بالخالق واجب الوجود ليربط الإيمان بالله عن طريق الفطرة بالعقل .
    و هي فقط تبحث من زاوية الدلالة على قدرة الله تعالى و انه هو الخالق المستحق للعبادة فقط و لا يجوز أن تبحث في غير هذا المجال و هذا ناتج لفهم طبيعتها التشريعية فهي جاءت في سياق بيان قدرة الله تعالى فقط لا غير و انه هو الخالق فيقتصر على دلالتها كما جاءت في سياقها القرآني فهي لم تسق من باب التحدي و لم تأتي للتحدي بل جاءت لبيان أن هذا الكون بما فيه من ظواهر طبيعيه إنما هي دلالة على قدرة خالقها و ابداعه و انه هو المستحق للتعظيم و العبادة و التقديس .و الله تعالى لم يطلق العنان للعقل البشري في بحث كل ما ورد في القرآن الكريم لأن عقل الإنسان قاصر .
    و لا يعني أنه ألغى العقل و صادره بل جعله مناط التكليف الذي يبدع في الإجتهاد .
    و لا جدال في جعل القرآن معجزا لانه يشير إلى أرقام أو اعداد أو اصول علمية له خطر كبير و شديد على اعجاز القرآن ، و إن شئت فقل أنه اتيان عليه من قواعده .
    فالعرب أميون .
    و القرآن تحدى العرب بأن يأتوا بسورة من مثله فلم يستطيعوا و قد سجل القرآن عجزهم .
    و إن قلنا أن القرآن فيه اصول عددية و علمية و اعتبار هذه من باب الإعجاز فمعنى ذلك أن القرآن تحدى اناس عاجزين ليس لهم حظ في العلم و الأعداد و من ثم التحدي باطل من اساسه .
    و بالتالي صحة نبوة محمد باطله و هذه النتيجة مغايره لواقع العرب و واقع مراد الله تعالى في القرآن إنما جاء بسبب إقحام القرآن في ميادين لا يمت لها بصله و هذا لا ياخذ به إلا كل جاهل مكابر بالحس .
    و لا يقال هنا أن التقدم العملي و جمع الأرقام من الآيات و عددها حتى توافق حادثى معينه قد يكون عاملا مساعدا في الإيمان بالله و بأن القرآن معجز لان هذا شيء و إخضاع القرآن للعلوم المختلفه شيء آخر و بخاصه للنظريات المختلفه و جمع الأعداد قد يقع فيه الخطأ و هذا حصل كثيرا من أصحاب هذا الإتجاه .


  3. #3
    مترجم الصورة الرمزية عامرحريز
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    1,453
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    يمكن أستاذي الفاضل تسميتها ب: الإشارات العلمية ؟؟

    عامر حريز

  4. #4
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    18/03/2007
    العمر
    36
    المشاركات
    143
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامرحريز مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله

    يمكن أستاذي الفاضل تسميتها ب: الإشارات العلمية ؟؟
    و الله يا أخي افضل الدقة في هذا الموضوع .
    نقول أن ما ورد في القرآن يفهم بحسب سياقة الوارد في السورة و بالستقراء الموضوع نجد ان الموضوع كله يفهم على اساس واحد و هو بيان قدرة الله تعالى و عظمة خلقه و قدرته و لا تفهم على اي محور غير هذا المحور و هذا الأساس .


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    كنت قد قرات البارحة موضوعاً تتهم فيه القرآن بأنه ليس بكتاب معجر
    وأنه يختلف عن العلم منهجياً وتطبيقياً
    ولكن على ما يبدو أن الإدارة الكريمة
    قد حذفته خشية الفتنة
    وهئنذا أعيد نشر ما قمت - انت بنقله ونشره - وأرد عليه ههنا
    ...

    الإعجاز العلمي في القرآن وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

    الإعجاز العلمي في القرآن
    وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

    القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء

    القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها ”بيزنس“، وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي مازالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدع والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة، كل هذا الكلام يرددونه وبجرأة وثبات وثقة يحسدون عليها ذلك كله يتم بالرغم من أن الرد بسيط والمنطق مفحم ولا يحتاج إلى جدل فبرغم وجود القرآن بين أيدينا كل هذه السنين فمازلنا أكثر الشعوب فقراً وجهلاً وتخلفاً ومرضاً، ومازلنا نستورد العلم والتكنولوجيا من هؤلاء الكفرة ونستخدم الدش والتليفزيون والفيديو والإنترنت وهى بعض من منجزاتهم نستغلها ونسخرها للهجوم عليهم وعلى ماديتهم ومعايرتهم بجهلهم بالإعجاز العلمي، والمشكلة أننا الأفقر والأجهل والأمرض وكل أفاعل التفضيل المهينة تلك لأننا لم نتبع الخطوط العريضة التي وضعها لنا القرآن والقيم الرفيعة التي دعا إليها من عدل وحرية وتفكر وتدبر في الكون وسعى وعمل وجد واجتهاد، وليس السبب في تأخرنا كما يقول حزب زغلول النجار وشركاه أننا لم نقرأ جيداً الإعجاز العلمي، فالقرآن شرح لنا طريق الهداية والخلاص ووضع لنا العلامات الإرشادية ولكنه لم يسع أبداً إلى شرح التكوين الإمبريولوجى للجنين ولا إلى تفسير التركيب الفسيولوجي للإنسان ولا إلى وضع نظريات الفلك والهندسة وعلم الحشرات، والرد المنطقي الثاني على جمعية المنتفعين بالإعجاز العلمي هو أن منهج تناولهم للكشوف والتنبؤات العلمية للقرآن منهج مقلوب ومغلوط فنحن ننتظر الغرب الكافر الزنديق حتى يكتشف الاكتشاف أو يخرج النظرية من معمله ثم نخرج لساننا له ونقول كنت حأقولها ما هي موجودة عندنا بين دفتي القرآن ونتهمهم بالغباء والمعاندة والتكبر ولا نسأل أنفسنا إذا كانت تخريجاتهم ودعبساتهم في القرآن الكريم التي يقولون عنها إعجاز علمي بهذا الوضوح فلماذا لم يحدث العكس فتخرج النظريات بعد دراسة القرآن ونسبق بها الغرب ونغيظهم ونقهرهم بعلمنا الفياض بدلاً من الانتظار على محطة الكسل المشمسة المخدرة كل منا يعبث في لحيته ويلعب في أصابع قدميه وبفلى في رأس جاره متربصين بالكشوف والقوانين والإنجازات الغربية التي ما أن تمر علينا حتى نصرخ دي بتاعتنا يا حرامية مع أن الحقيقة أننا نحن اللصوص المتطفلين على موائدهم العلمية العامرة ؟!!، وللأسف نظل نحن المسلمين نتحدث عن العلاج بالحجامة وبول الإبل وحبة البركة وهم يعالجون بالهندسة الوراثية ويقرأون الخريطة الجينية، ونظل حتى هذه اللحظة غير متفقين على تحديد بدايات الشهور الهجرية فلكياً بينما هم يهبطون على سطح القمر ويرتادون المريخ ويراقبون دبة النملة من خلال أقمارهم الصناعية.

    الإعجاز العلمي خطر على العلم وعلى الدين كما ذكرنا وذلك للأسباب التالية :

    • منهج العلم مختلف عن منهج الدين، وهذا لا يعيب كليهما ولا يعنى بالضرورة أن النقص كامن في أحدهما، فالمقارنة لا محل لها ومحاولة صنع الأرابيسك ”العلمدينى“ بتعشيق هذا في ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدماً، فالعلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت، العلم لا يعرف إلا علامات الاستفهام والدين لا يمنح إلا نقاط الإجابة، كلمة السر في العلم هي القلق أما في الدين فهي الاطمئنان، هذا يشك وذاك يحسم، وكل القضايا العلمية المعلقة والتي تنظر الإجابات الشرعية لن تجد إجاباتها عند رجال الدين لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الإجابة قد ضلوا الطريق فالإجابة تحت ميكروسكوب العالم وليست تحت عمامة الفقيه، والعلم منهجه متغير وقابل للتصديق والتكذيب ويطور من نفسه بمنطقه الداخلي وربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق والتكذيب هو الآخر، ويهدد العقيدة الدينية بتحويلها إلى مجرد قارب يمتطيه المتاجرون بالدين معرض ببساطة للعواصف والأمواج تأخذه في كل اتجاه، ويتحول الدين إلى مجرد موضوع ومعادلة ورموز من السهل أن تتغير وتتغير معه معتقدات المؤمنين ببساطة ويتملكهم وسواس الشك ويأخذ بتلابيبهم ويزعزع إيمانهم، وكذلك جر العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقته للنص الديني سواء كان آية أو حديث نبوي وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية، فتصبح الحجامة هي الصحيحة علمياً وجناح الذبابة هو الشافي طبياً وبول الإبل هو الناجع صحياً لمجرد أن هذه الوسائل وردت في أحاديث نبوية، ويصير العسل دواء لمرض البول السكري بدون مناقشة لأعراضه الجانبية في هذه الحالة ذلك لأن المفسرين جعلوا منه شفاء قرآنياً لكل الأمراض، ويصمت الجميع خوفاً من اتهامات التكفير وإيثاراً للسلامة لأن الطوفان عالي والجميع يريد تصديقه.

    • هذا الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمي المخدرة تغرى رجل الدين بالتدخل في شئون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته، والأمثلة كثيرة على هذا التعطيل في بلادنا المسلمة فهذه النظرة الكوكتيل التي تنظر من خلال عمامة رجل الدين إلى الأمور العلمية هي التي عطلت قانون زرع الأعضاء حتى هذه اللحظة في مصر، وهى التي تقنع البعض بأن ختان الإناث فريضة دينية، وتجعل معظم رجال الدين يتشبثون برؤية الهلال كوسيلة لتحديد بدايات الشهور الهجرية برغم التقدم الهائل في علوم الفلك... الخ، والأخطر أنها تجعل علماء المسلمين دراويش في مولد أو كودية زار، فيجهدون أنفسهم في دراسة فوائد الحجامة أو يؤلفون رسالة دكتوراه في فوائد بول الإبل... الخ، يمارسون كل ذلك وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم يكذبون ويدجلون ويمارسون شعوذة لا علماً ويؤلفون نصباً لا إبداعاً، ويركنون إلى الدعة والتراخي والترهل فيكفيهم أنهم أصحاب العلم اللدنى لدرجة أن البعض فسر تقدم الغرب العلمي بأن الله قد خدمنا وسخرهم لخدمة المسلمين يعنى هم يتعبوا وإحنا ناخد على الجاهز !!.

    القرآن كتاب سماوي محكم وشامل، أحدث ثورة وتغييراً شاملاً في مجتمع صحراوي بدوى ضيق ومنه إلى الكون كله، ولكي تحدث هذه الثورة كان لابد أن يتكلم القرآن مع أصحاب هذا المجتمع البدوي بلغته ومفاهيمه بما فيها المفاهيم العلمية السائدة في هذا الوقت، ومهما كانت هذه المفاهيم والأفكار العلمية ساذجة أو مغلوطة بمقاييسنا العصرية فإنها كانت ضرورة وقتها وإلا لكنا أمام كتاب ألغاز غامض وليس كتاباً دينياً هادياً ومرشداً ولابد أن يكون واضحاً لكي يقنع ويهدى ويرشد، ولا يعنى وجود هذه الأفكار أن القرآن منقوص ففي اعتقادي أن وجود هذه المفاهيم هي دليل قوة لأنها تحترم مبدأ هاماً وترسخه وهو أن الدين الإسلامي وكتابه الجليل الكريم المقدس يتفاعل مع الواقع بقوة وحميمية وهذه هي معجزته الحقيقية فهو ليس ألواحاً أو أوامر قبلية تهبط فجأة مجتمعة ومتكاملة بدون وضع أدنى اعتبار للبشر الذين سينفذون أو الواقع الحياتي الذي سيحتوى ويتفاعل مع هذه الأوامر والنواهي والأفكار، ويؤيد كلامي هذا علوم القرآن المختلفة مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.... الخ التي تشير كلها إلى الصفة التفاعلية مع الواقع التي يحملها القرآن، وهو ما ينفى عنه أنه كتاب تنجيم علمي وألغاز كونية تستعصي على الفهم ولن تحل إلا بعد ألف سنة، فالقرآن قد نزل للتفهيم وليس للتعجيز، وما يفعله بهلوانات الإعجاز العلمي من لوى لعنق الألفاظ وتعسف في تفسيرها للدلالة على الإعجاز العلمي هو تعارض وتناقض مع جوهر فكرة القرآن الذي يخاطب ويلتحم بالواقع ويتفاعل معه.

    فكرة أنه لا يوجد في القرآن إعجاز علمي فكرة قديمة ليست وليدة اليوم ولست أنا أول من رددها ولكن رددها من قبل أناس لا يمكننا أن نشكك في إسلامهم وغيرتهم على دينهم، وقد أحس الكثير من المفكرين المسلمين المستنيرين بخطر هذه المحاولة المتعسفة التي تحمل بداخلها ديناميت شديد الانفجار وأول ما سيفجره هذا الديناميت هو الدين نفسه، ومنذ أكثر من نصف قرن هاجم الشيخ الراحل الإمام الأكبر محمود شلتوت هذه المحاولات وسخر منها قائلاً لسنا نستبعد إذا راجت عند الناس في يوم ما - نظرية دارون مثلاً - أن يأتي إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن الكريم منذ مئات السنين، ورفض الشيخ شلتوت في كتابه تفسير القرآن الكريم ص 13 عن التفسير بالإعجاز العلمي قائلاً ”إن هذه النظرة لقرآن خاطئة من غير شك، أولاً : لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف، ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولا يستسيغه الذوق السليم، ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات“، انتهى كلام الشيخ شلتوت فهل يكفره تجار الإعجاز العلمي ودجالوه ؟!، تحدث الشيخ وكأنه يتنبأ بما سيفعله بنا د. زغلول النجار بصفحته المفروشة التي تؤجرها له الأهرام كل يوم اثنين والتي لم تتوفر لعمالقة الفكر المصري طوال تاريخه ولكنه زمن الدروشة الذي جعل صوت العقل أخرس ويد التنوير مشلولة وتجار الدين مليارديرات ونجوم فضائيات وسماسرة فتاوى، المهم أن شيخنا الجليل قد تصدى لمحاولات مروجي وهم الإعجاز العلمي ونجح وقتها لأن هذه المحاولات كانت مجرد بذور جنينية ولم تكن قد انتظمت في شكل تيار كاسح وحزب شرس كما هو الحال الآن وفى حلقة الأسبوع القادم سنتحدث عن معركة د. بنت الشاطئ ضد سماسرة الإعجاز العلمي ونستكمل الرد عليهم.

    كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د. بنت الشاطئ ضد د. مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفي عصر هستيريا الدروشة يحتل د. زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعي البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهي ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

    كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

    تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر،وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري - علمي - على غير مابينه نبي الإسلام، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والرولزرويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشي ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسبغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

    هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا ...الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، و إلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالادعاء“.

    تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د. مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د. بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجر ي على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثن ي من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”أللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على س اكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار! ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السنوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل"! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك من ي مليون جنيه بدون ال إتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

    كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

    مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام” والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين أية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جناحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله! ...
    * * *

    كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د.بنت الشاطئ ضد د.مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفى عصر هستيريا الدروشة يحتل د.زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعى البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهى ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

    كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

    تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر، وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري-علمي- على غير مابينه نبي الإسلام ، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المر سيدس والرولز رويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشى ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسيغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

    هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية ، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه ، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا... الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، وإلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالإدعاء“.

    تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د.مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د.بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجرى على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثنى من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”اللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على ساكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً“ بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار !ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل“! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب ، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك منى مليون جنيه بدون الاتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

    كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

    مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام“ والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين آية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جماحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله!، وفى المقال القادم سنلقى الضوء على ظاهرة زغلول النجار بالتفصيل.


    منقول


  6. #6
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    كنت قد قرات البارحة موضوعاً تتهم فيه القرآن بأنه ليس بكتاب معجر
    وأنه يختلف عن العلم منهجياً وتطبيقياً
    ولكن على ما يبدو أن الإدارة الكريمة
    قد حذفته خشية الفتنة
    وهئنذا أعيد نشر ما قمت - انت بنقله ونشره - وأرد عليه ههنا
    ...

    الإعجاز العلمي في القرآن وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

    الإعجاز العلمي في القرآن
    وهم صنعته عقدة النقص عند المسلمين

    القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب فيزياء أو كيمياء

    القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء، وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا، والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى يسترزق منها البعض ويجعلون منها ”بيزنس“، وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين ما علينا إلا أن نفتح أفواهنا مندهشين ومسبحين بمعجزاتهم بعد كلامهم الملفوف الغامض الذي يعجب معظم المسلمين بسبب الدونية التي يحسون بها وعقدة النقص التي تتملكهم والفجوة التي مازالت تتسع بيننا وبين الغرب فلم نعد نملك من متاع الحياة إلا أن نغيظهم بأننا الأجدع والأفضل وأن كل ما ينعمون به وما يعيشون فيه من علوم وتكنولوجيا تحدث عنها قرآننا قبلهم بألف وأربعمائة سنة، كل هذا الكلام يرددونه وبجرأة وثبات وثقة يحسدون عليها ذلك كله يتم بالرغم من أن الرد بسيط والمنطق مفحم ولا يحتاج إلى جدل فبرغم وجود القرآن بين أيدينا كل هذه السنين فمازلنا أكثر الشعوب فقراً وجهلاً وتخلفاً ومرضاً، ومازلنا نستورد العلم والتكنولوجيا من هؤلاء الكفرة ونستخدم الدش والتليفزيون والفيديو والإنترنت وهى بعض من منجزاتهم نستغلها ونسخرها للهجوم عليهم وعلى ماديتهم ومعايرتهم بجهلهم بالإعجاز العلمي، والمشكلة أننا الأفقر والأجهل والأمرض وكل أفاعل التفضيل المهينة تلك لأننا لم نتبع الخطوط العريضة التي وضعها لنا القرآن والقيم الرفيعة التي دعا إليها من عدل وحرية وتفكر وتدبر في الكون وسعى وعمل وجد واجتهاد، وليس السبب في تأخرنا كما يقول حزب زغلول النجار وشركاه أننا لم نقرأ جيداً الإعجاز العلمي، فالقرآن شرح لنا طريق الهداية والخلاص ووضع لنا العلامات الإرشادية ولكنه لم يسع أبداً إلى شرح التكوين الإمبريولوجى للجنين ولا إلى تفسير التركيب الفسيولوجي للإنسان ولا إلى وضع نظريات الفلك والهندسة وعلم الحشرات، والرد المنطقي الثاني على جمعية المنتفعين بالإعجاز العلمي هو أن منهج تناولهم للكشوف والتنبؤات العلمية للقرآن منهج مقلوب ومغلوط فنحن ننتظر الغرب الكافر الزنديق حتى يكتشف الاكتشاف أو يخرج النظرية من معمله ثم نخرج لساننا له ونقول كنت حأقولها ما هي موجودة عندنا بين دفتي القرآن ونتهمهم بالغباء والمعاندة والتكبر ولا نسأل أنفسنا إذا كانت تخريجاتهم ودعبساتهم في القرآن الكريم التي يقولون عنها إعجاز علمي بهذا الوضوح فلماذا لم يحدث العكس فتخرج النظريات بعد دراسة القرآن ونسبق بها الغرب ونغيظهم ونقهرهم بعلمنا الفياض بدلاً من الانتظار على محطة الكسل المشمسة المخدرة كل منا يعبث في لحيته ويلعب في أصابع قدميه وبفلى في رأس جاره متربصين بالكشوف والقوانين والإنجازات الغربية التي ما أن تمر علينا حتى نصرخ دي بتاعتنا يا حرامية مع أن الحقيقة أننا نحن اللصوص المتطفلين على موائدهم العلمية العامرة ؟!!، وللأسف نظل نحن المسلمين نتحدث عن العلاج بالحجامة وبول الإبل وحبة البركة وهم يعالجون بالهندسة الوراثية ويقرأون الخريطة الجينية، ونظل حتى هذه اللحظة غير متفقين على تحديد بدايات الشهور الهجرية فلكياً بينما هم يهبطون على سطح القمر ويرتادون المريخ ويراقبون دبة النملة من خلال أقمارهم الصناعية.

    الإعجاز العلمي خطر على العلم وعلى الدين كما ذكرنا وذلك للأسباب التالية :

    • منهج العلم مختلف عن منهج الدين، وهذا لا يعيب كليهما ولا يعنى بالضرورة أن النقص كامن في أحدهما، فالمقارنة لا محل لها ومحاولة صنع الأرابيسك ”العلمدينى“ بتعشيق هذا في ذاك محاولة محكوم عليها بالفشل مقدماً، فالعلم هو تساؤل دائم أما الدين فيقين ثابت، العلم لا يعرف إلا علامات الاستفهام والدين لا يمنح إلا نقاط الإجابة، كلمة السر في العلم هي القلق أما في الدين فهي الاطمئنان، هذا يشك وذاك يحسم، وكل القضايا العلمية المعلقة والتي تنظر الإجابات الشرعية لن تجد إجاباتها عند رجال الدين لسبب بسيط هو أن من عرضوها منتظرين الإجابة قد ضلوا الطريق فالإجابة تحت ميكروسكوب العالم وليست تحت عمامة الفقيه، والعلم منهجه متغير وقابل للتصديق والتكذيب ويطور من نفسه بمنطقه الداخلي وربطه بالدين يجعل الدين عرضة للتصديق والتكذيب هو الآخر، ويهدد العقيدة الدينية بتحويلها إلى مجرد قارب يمتطيه المتاجرون بالدين معرض ببساطة للعواصف والأمواج تأخذه في كل اتجاه، ويتحول الدين إلى مجرد موضوع ومعادلة ورموز من السهل أن تتغير وتتغير معه معتقدات المؤمنين ببساطة ويتملكهم وسواس الشك ويأخذ بتلابيبهم ويزعزع إيمانهم، وكذلك جر العلم من المعمل إلى المسجد يجعل معيار نجاح النظرية العلمية هو مطابقته للنص الديني سواء كان آية أو حديث نبوي وليس مطابقته للشواهد والتجارب العلمية والمعملية، فتصبح الحجامة هي الصحيحة علمياً وجناح الذبابة هو الشافي طبياً وبول الإبل هو الناجع صحياً لمجرد أن هذه الوسائل وردت في أحاديث نبوية، ويصير العسل دواء لمرض البول السكري بدون مناقشة لأعراضه الجانبية في هذه الحالة ذلك لأن المفسرين جعلوا منه شفاء قرآنياً لكل الأمراض، ويصمت الجميع خوفاً من اتهامات التكفير وإيثاراً للسلامة لأن الطوفان عالي والجميع يريد تصديقه.

    • هذا الخلط بين الدين والعلم من خلال تضخيم حدوتة الإعجاز العلمي المخدرة تغرى رجل الدين بالتدخل في شئون العلم وتعطيل تقدمه وشل إنجازاته، والأمثلة كثيرة على هذا التعطيل في بلادنا المسلمة فهذه النظرة الكوكتيل التي تنظر من خلال عمامة رجل الدين إلى الأمور العلمية هي التي عطلت قانون زرع الأعضاء حتى هذه اللحظة في مصر، وهى التي تقنع البعض بأن ختان الإناث فريضة دينية، وتجعل معظم رجال الدين يتشبثون برؤية الهلال كوسيلة لتحديد بدايات الشهور الهجرية برغم التقدم الهائل في علوم الفلك... الخ، والأخطر أنها تجعل علماء المسلمين دراويش في مولد أو كودية زار، فيجهدون أنفسهم في دراسة فوائد الحجامة أو يؤلفون رسالة دكتوراه في فوائد بول الإبل... الخ، يمارسون كل ذلك وهم يعرفون تمام المعرفة أنهم يكذبون ويدجلون ويمارسون شعوذة لا علماً ويؤلفون نصباً لا إبداعاً، ويركنون إلى الدعة والتراخي والترهل فيكفيهم أنهم أصحاب العلم اللدنى لدرجة أن البعض فسر تقدم الغرب العلمي بأن الله قد خدمنا وسخرهم لخدمة المسلمين يعنى هم يتعبوا وإحنا ناخد على الجاهز !!.

    القرآن كتاب سماوي محكم وشامل، أحدث ثورة وتغييراً شاملاً في مجتمع صحراوي بدوى ضيق ومنه إلى الكون كله، ولكي تحدث هذه الثورة كان لابد أن يتكلم القرآن مع أصحاب هذا المجتمع البدوي بلغته ومفاهيمه بما فيها المفاهيم العلمية السائدة في هذا الوقت، ومهما كانت هذه المفاهيم والأفكار العلمية ساذجة أو مغلوطة بمقاييسنا العصرية فإنها كانت ضرورة وقتها وإلا لكنا أمام كتاب ألغاز غامض وليس كتاباً دينياً هادياً ومرشداً ولابد أن يكون واضحاً لكي يقنع ويهدى ويرشد، ولا يعنى وجود هذه الأفكار أن القرآن منقوص ففي اعتقادي أن وجود هذه المفاهيم هي دليل قوة لأنها تحترم مبدأ هاماً وترسخه وهو أن الدين الإسلامي وكتابه الجليل الكريم المقدس يتفاعل مع الواقع بقوة وحميمية وهذه هي معجزته الحقيقية فهو ليس ألواحاً أو أوامر قبلية تهبط فجأة مجتمعة ومتكاملة بدون وضع أدنى اعتبار للبشر الذين سينفذون أو الواقع الحياتي الذي سيحتوى ويتفاعل مع هذه الأوامر والنواهي والأفكار، ويؤيد كلامي هذا علوم القرآن المختلفة مثل أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.... الخ التي تشير كلها إلى الصفة التفاعلية مع الواقع التي يحملها القرآن، وهو ما ينفى عنه أنه كتاب تنجيم علمي وألغاز كونية تستعصي على الفهم ولن تحل إلا بعد ألف سنة، فالقرآن قد نزل للتفهيم وليس للتعجيز، وما يفعله بهلوانات الإعجاز العلمي من لوى لعنق الألفاظ وتعسف في تفسيرها للدلالة على الإعجاز العلمي هو تعارض وتناقض مع جوهر فكرة القرآن الذي يخاطب ويلتحم بالواقع ويتفاعل معه.

    فكرة أنه لا يوجد في القرآن إعجاز علمي فكرة قديمة ليست وليدة اليوم ولست أنا أول من رددها ولكن رددها من قبل أناس لا يمكننا أن نشكك في إسلامهم وغيرتهم على دينهم، وقد أحس الكثير من المفكرين المسلمين المستنيرين بخطر هذه المحاولة المتعسفة التي تحمل بداخلها ديناميت شديد الانفجار وأول ما سيفجره هذا الديناميت هو الدين نفسه، ومنذ أكثر من نصف قرن هاجم الشيخ الراحل الإمام الأكبر محمود شلتوت هذه المحاولات وسخر منها قائلاً لسنا نستبعد إذا راجت عند الناس في يوم ما - نظرية دارون مثلاً - أن يأتي إلينا مفسر من هؤلاء المفسرين الحديثين فيقول أن نظرية داروين قد قال بها القرآن الكريم منذ مئات السنين، ورفض الشيخ شلتوت في كتابه تفسير القرآن الكريم ص 13 عن التفسير بالإعجاز العلمي قائلاً ”إن هذه النظرة لقرآن خاطئة من غير شك، أولاً : لأن الله لم ينزل القرآن ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ودقائق الفنون وأنواع المعارف، ثانياً : لأنها تحمل أصحابها والمغرمين بها على تأويل القرآن تأويلاً متكلفاً يتنافى مع الإعجاز ولا يستسيغه الذوق السليم، ثالثاً : لأنها تعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير فقد يصح اليوم في نظر العلم ما يصبح غداً من الخرافات“، انتهى كلام الشيخ شلتوت فهل يكفره تجار الإعجاز العلمي ودجالوه ؟!، تحدث الشيخ وكأنه يتنبأ بما سيفعله بنا د. زغلول النجار بصفحته المفروشة التي تؤجرها له الأهرام كل يوم اثنين والتي لم تتوفر لعمالقة الفكر المصري طوال تاريخه ولكنه زمن الدروشة الذي جعل صوت العقل أخرس ويد التنوير مشلولة وتجار الدين مليارديرات ونجوم فضائيات وسماسرة فتاوى، المهم أن شيخنا الجليل قد تصدى لمحاولات مروجي وهم الإعجاز العلمي ونجح وقتها لأن هذه المحاولات كانت مجرد بذور جنينية ولم تكن قد انتظمت في شكل تيار كاسح وحزب شرس كما هو الحال الآن وفى حلقة الأسبوع القادم سنتحدث عن معركة د. بنت الشاطئ ضد سماسرة الإعجاز العلمي ونستكمل الرد عليهم.

    كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د. بنت الشاطئ ضد د. مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفي عصر هستيريا الدروشة يحتل د. زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعي البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهي ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

    كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

    تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر،وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري - علمي - على غير مابينه نبي الإسلام، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والرولزرويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشي ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسبغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

    هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا ...الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، و إلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالادعاء“.

    تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د. مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د. بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجر ي على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثن ي من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”أللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على س اكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً" بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار! ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السنوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل"! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك من ي مليون جنيه بدون ال إتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

    كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

    مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام” والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين أية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جناحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله! ...
    * * *

    كانت أعنف المعارك حول الإعجاز العلمي للقرآن المعركة التي خاضتها د.بنت الشاطئ ضد د.مصطفى محمود في أوائل السبعينات وبالتحديد في أهرام الجمعة شهري مارس وأبريل، وملاحظة سريعة على تغير الزمن والفكر والمنطق ففي نفس الجريدة بعد أكثر من ثلاثين سنة وفى عصر هستيريا الدروشة يحتل د.زغلول النجار أضعاف مساحتها ليزيف وعى البسطاء بنفس الحديث المكرر الساذج الذي هاجمته المفكرة الجريئة بنت الشاطئ وهى ترد على مقالات مصطفى محمود في مجلة صباح الخير وكأن عقارب الزمن في مصر المحروسة ثابتة محنطة في مكانها لا تتحرك.

    كانت بنت الشاطئ في مقالاتها في منتهى العنف وكأنها كانت تتنبأ بما سيحدث من سيطرة لجيش الإعجاز العلمي الذي كون هيئة ومؤسسة ميزانيتها جبارة تفوق ميزانية دولة بكاملها، وسأقتبس هنا عباراتها الحادة الجامعة المانعة التي ردت بها على مصطفى محمود وحزب الإعجاز العلمي الذي كان مازال في مهده حينذاك ولم يتحول إلى سرطان بعد.

    تكتب بنت الشاطئ في المقدمة عن كيفية التعامل مع القرآن فتقول ”لابد أن يكون فهمنا لكتاب الإسلام محرراً من كل الشوائب المقحمة والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته فنرفض بها الزيف والباطل، ونتقى أخذة السحر، وفتنة التمويه، وسكرة التخدير“، وتحذر من أن ”الكلام عن التفسير العصري للقرآن يبدو في ظاهره منطقياً ومعقولاً يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معاً، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضي إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين المهين لمنطق العصر وكرامة العلم“، والبعض رد بالطبع على د.بنت الشاطئ وهاجمها متعجباً ومتسائلاً ”هي زعلانه من إيه، هو فيه حد يزعل من إن كتابه الكريم يحتوى على نبؤات وتفسيرات علمية“ !!، وترد الكاتبة على من يدقون طبول الجهل محاولين إسكات صوت الحجة بالضوضاء وليس بالإقناع والمنطق وتصفها بأنها فكرة سامة فتقول ”الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصري-علمي- على غير مابينه نبي الإسلام ، تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجزة نبي أمي بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المر سيدس والرولز رويس والبوينج وأبوللو، ويستضئ بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار لا من مصفاة الترشيح ومياه فيشى ومرطبات الكولا !!، ونتورط من هذا إلى المنزلق الخطر، يتسلل إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارماكوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة فليس صالحاً لزماننا ولا جديرا بأن تسيغه عقليتنا العلمية ويقبله منطقنا العصري“.

    هكذا وضعت هذه المفكرة الإسلامية الجريئة يدها على مكمن الخطر فالقرآن طبقاً للإعجاز العلمي وتفسيراته سيصبح هو قبلة العلم والتي سيصدم من اتجهوا إليها إذا لم يجدوا فيها ضالتهم العلمية ويغيروا اتجاه بوصلتهم الإيمانية ، وهنا يصبح القرآن دمية في أيدي المهرجين يدوسون على أزرارها لتتحرك كما يشاءون وكما يوسوس لهم هواهم وليس كما يقصد القرآن، وتشبه الكاتبة الإسلامية دعاة ومدعى الإعجاز العلمي بحواة الموالد الشعبية فتقول ”الذي لا أفهمه، وما ينبغي لي أن أفهمه ، هو أن يجرؤ مفسرون عصريون على أن يخرجوا على الناس بتفاسير قرآنية فيها طب وصيدلة وطبيعة وكيمياء وجغرافيا وهندسة وفلك وزراعه وحيوان وحشرات وجيولوجيا وبيولوجيا وفسيولوجيا... الخ، إلا أن أتخلى عن منطق عصري وكرامة عقلي فآخذ في المجال العلمي بضاعة ألف صنف معروضة في الأسواق !، وإلا أن أتخلى عن كبرياء علمي وعزة أصالتي فأعيش في عصر العلم بمنطق قريتي حين يفد عليها الباعة الجوالون بألف صنف، يروج لها ضجيج إعلاني بالطبل والزمر عن كل شيء لكل شيء، أو بتاع كله في فكاهتنا الشعبية الساخرة بالإدعاء“.

    تشبيه بنت الشاطئ لدعاة الإعجاز العلمي بالحواة هو تشبيه دقيق ومهذب فالتشبيه الأكثر دقة هو أنهم نصابون متاجرون بمشاعر المسلمين المتعطشين لأي تفوق أو انتصار علمي في عصر هم فيه في مؤخرة العالم، ويكفى هذا الدليل البسيط المسمى بإعجاز بيت العنكبوت والذي ردت عليه الكاتبة بشكل منطقي وواضح ولا يحتمل اللبس مما جعلهم يقعون في حيص بيص ويتحولون إلى مسخرة ويتعرون أمام مؤيديهم، والمسألة ببساطة أن دعاة الإعجاز العلمي اكتشفوا في تأنيث القرآن للعنكبوت إعجازاً علمياً في قوله تعالى ”مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً“، وتبنى د.مصطفى محمود هذا الرأي وأعتبره من الإعجاز العلمي قائلاً ”لأن العلم كشف مؤخراً أن أنثى العنكبوت هي التي تنسج البيت وليس الذكر، وهى حقيقة بيولوجية لم تكن معلومة أيام نزول القرآن“، وترد د.بنت الشاطئ ساخرة أنه وقع في خطأ لا يقع فيه المبتدئون من طلاب اللغة العربية فالقرآن في هذه الآية يجرى على لغة العرب الذين أنثوا لفظ العنكبوت من قديم جاهليتهم الوثنية، كما أنثوا مفرد النمل والنحل والدود، فلم يقولوا في الواحد منها إلا نملة ونحلة ودودة، وهو تأنيث لغوى لا علاقة له بالتأنيث البيولوجى كما توهم المفسر العصري، فأي عربي وثنى من أجلاف البادية كان ينطقها هكذا فأين الإعجاز العلمي في هذا الكلام ؟!، والمصيبة أن المفسر العصري يوقع نفسه في فخ يقرب المسلم من الكفر وليس من الإيمان نتيجة البلبلة والتناقض و”اللخبطة“ التي يقع فيها، فالقرآن الذي يصف بيت العنكبوت بالوهن والضعف يأتي المفسر العصري تحت شهوة الإعجاز العلمي فيهدم المعبد على ساكنيه ويصرح بأن ”خيط العنكبوت أقوى من مثيله من الصلب ثلاث مرات وأقوى من بيت الحرير وأكثر مرونة“ ص 211 كتاب التفسير العصري لمصطفى محمود !!!، وعلى هذا المنوال يمضى إمام الإعجاز العلمي في كتابه فيستنبط الإعجاز العلمي من قوله تعالى ”أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً“ بأنه لا تفسير لها إلا أن تكون الأرض كروية دوارة نصفها ليل ونصفها نهار !ص 146، وهذا تفسير في منتهى التعسف فقد جرى على لسان العرب آتيك ليلاً أو نهاراً دون أن يدعى أعرابي أنه قد أتى بالإعجاز العلمي، أما ثالثة الأثافي فهي استنباطاته العلمية من آية آل عمران ”أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون“، فقد توصلت عبقريته الإعجازية إلى ما لم يخطر على عقل بشر فقد استنبط منها كل هذه القوانين ”قانون الضغط الأوسموزى وقانون التوتر السطحي وتماسك العمود المائي والتوازن الأيوني وقانون التفاضل الكيميائي بين هرمون وهرمون وقانون رفض الفراغ والفعل ورد الفعل“! وضع أنت كل ما تريد من علامات تعجب ، وأرجوك أخبرني قارئي العزيز بالله عليك كيف توصل هؤلاء العباقرة الأفذاذ من هذه الآية إلى كل هذه القوانين دفعة واحدة ولك منى مليون جنيه بدون الاتصال بزيرو تسعمية وذلك إذا فهمت وأفهمتني فأنا كما يقول المثل الشعبي غلب حماري !.

    كانت هذه هي معركة بنت الشاطئ مع مصطفى محمود، والتي لجأت إلى مقالاتها لحل معركة داخلية ومشكلة شخصية فكرية كادت تعصف بي كان محورها ما آمنت به حينذاك من إعجاز علمي وما حدث بعدها من زعزعة لهذا الإعجاز جعلتني أطلب الحل وأبحث عن التفسير وكان الحل والتفسير أنه لثبات الإيمان وترسيخه لابد أن نقول أنه لا يوجد إعجاز علمي في القرآن وأنه كتاب دين تعامل مع معارف وعلوم عصره فقط، وهذه هي قصة معركتي الداخلية الشخصية التي تصلح دلالة على خطورة الربط بين النسبي وهو العلم بالمطلق وهو الدين.

    مازلت أذكر عندما كنت صغيراً أذهب بصحبة أبى إلى مسجد قريتنا في دمياط يوم الجمعة، المشهد محفور في الذاكرة كأنه الأمس القريب خطيب كفيف جهير الصوت يكرر ما يقوله كل أسبوع من أدعية مسجوعة وإنذارات للمصلين بالجحيم والثعبان الأقرع، حتى الأخطاء النحوية كانت تتكرر بنفس الكم ونفس الإيقاع ولكن أهم ما علق في الذاكرة حتى الآن مما كان يكرره الشيخ في كل خطبه هو تفسيره للآية رقم 34 من سورة لقمان ”ويعلم ما في الأرحام“ والتي كان صوته يتهدج حينها بالتحدي لكل من يتجرأ على القول بأنه يستطيع أن يكشف عن جنس الجنين وهو بداخل الرحم فقد كان العلم في الآية يفسر عنده على أنه العلم هل الجنين ذكر أم أنثى؟، وعرفت بعدها عندما قرأت تفسير الطبري بأن شيخنا معذور فهذا هو ما كتب في هذا التفسير وغيره من التفاسير، وكنت وقتها مبهوراً بالشيخ وأشجع فيه قدرته على التحدي، وعندما كبرت ودخلت كلية الطب كان جهاز الموجات فوق الصوتية ”السونار“ وقتها هو أحدث الموضات في التكنولوجيا الطبية، وعرفت من خلال دراستي قدرته على تحديد نوعية جنس الجنين، ولكن بعض الأخطاء البسيطة التي حدثت في تحديده من أطباء الأشعة جعلتني اهتف سبحان الله وأخرج لساني لأغيظهم وظللت على يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا في دمياط، وعندما تخرجت تزامن وقت تعييني طبيباً مع الضجة التي حدثت حول جنس الطفل القادم للأمير تشارلز والأميرة ديانا وعرفت أنه قد تم تحديده في بدايات الحمل الأولى بواسطة عينة من السائل الامنيوسى المحيط بالجنين وقد بلغت دقة هذا التحليل نسبة مائة في المائة وبدأت السنة الزملاء هي التي تخرج لإغاظتي وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا يهتز رويداً رويداً، وعندما تمت ولادة طفلي الأولى داعبني زميلي طبيب النساء والولادة بقوله ”ما كنت تقولنا علشان نولده هناك في أمريكا وهم يشكلوه زى مانت عايز“، وكانت ثورة الهندسة الوراثية واللعب بالجينات قد بدأت تغزو العقول وتسيطر على جميع المنتديات والمجلات العلمية، وبدأت أتجنب الحديث مع الزملاء وبدأ يقيني وتأييدي لشيخ قريتنا ينهار، وهاجمني زلزال الشك حتى تصدعت الروح وتساءلت : أين الإعجاز العلمي الذي عشت في كنفه أقرأ عنه وأفاخر به الأجانب الغرباء الذين لا تحتوى كتبهم الدينية على مثل هذا الإعجاز الذي سبقنا به العلم منذ ألف وأربعمائة سنة، والتمست النجدة عند شيخنا الشعراوى لعله يكون طوق النجاة فاستمعت إلى حديثه التليفزيوني الذي يدافع فيه عن الإعجاز العمى في هذه الآية بالذات ويقول : إلا أن الله لم يكن يقصد الذكر والأنثى وإنما يعلم ما في الأرحام يعنى يعلم مستقبلهم وأغلقت جهاز التليفزيون حفاظاً على ما تبقى من قواي العقلية لأنه حاول الخروج من الفخ بتعسف واضح !، وهنا كان الخطر الذي ينطوي عليه التلاعب بمثل هذه الكلمات من أمثال ”الإعجاز العلمي في القران“، فالقرآن كما ذكرنا من قبل ليس كتاباً في الفيزياء ولا البيولوجيا ولا الجيولوجيا، وليس مطلوباً منه ذلك، ولكنه كتاب ديني يضع ضوابط وخطوطاً عامة للأخلاقيات والسلوك والمعاملات، ويتعامل مع المطلق والعموميات وربطه بالعلم الذي يتعامل مع النسبي والمتغير فيه خطورة شديدة على الدين وعلى العلم كليهما على السواء، فالدين سيتأثر عندما نربط بين آية ونظرية عملية تثبت عدم صحتها بعد فترة، والعلم أيضاً سيتأثر عندما نكبح جماحه ونخلخل منهجه الأساسي وهو منهج التساؤل الدائم والقلق المستمر، فالدين اكتفاء والعلم ظمأ، الدين إنسان يعيش في يقين حاد والعلم مريض بالشك المزمن، الدين يجمع في جعبته أقصى ما يستطيع من البديهيات والعلم يلقى أقصى ما يمكنه منها في سلة المهملات، الأول وهو الدين مجاله الأساسي ما وراء الواقع أما الثاني فملعبه الأساسي هو الواقع، وعندما نحاول أن نقرأ الثاني بعيون الأول كنا كمن يحاول أن يرسم لوحة بقوس كمان أو يعزف على العود بفرشاة ألوان، أو يحاول التدريس للمصريين في فصل لمحو الأمية باللغة الصينية !!، كل هذا لا يعنى أنهما على طرفي نقيض، ولا يعنى أيضاً أن كليهما صورة للآخر في المرآة، فكل منهما له مجال للبحث لا تطغى فيه أمواج طرف على شاطئ الطرف الآخر وتنحره، وأيضاً لا يلتهم فيه طرف بأقدامه الأميبية الطرف الثاني ويحاول هضمه وتمثله!، وفى المقال القادم سنلقى الضوء على ظاهرة زغلول النجار بالتفصيل.


    منقول


  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) .. الإسراء
    ...
    ما الذي تتقوله يا أستاذ ؟؟؟
    آمل أن تتوقف هنا
    ...
    انتظرني
    فسأعود ..


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا ) .. الإسراء
    ...
    ما الذي تتقوله يا أستاذ ؟؟؟
    آمل أن تتوقف هنا
    ...
    انتظرني
    فسأعود ..


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة على النبي المصطفى الأمين
    ولا غرو أن نجد بين فينة وأخرى
    من يتحذلق على ديننا ويسفهه
    ويحط من قدر كتابنا ويخفضه
    ويتجرؤ على ربنا ورسله
    وما هو من العلم بشيء
    ولا من الدعوة والنصح بمكان
    إنما ذلك من وسوسة النفس وخداع الشيطان
    والاستهزاء بحلم الله وإمهاله
    ولذا
    فإنني أحذرك يا من تجرأت في إطلاق أحكامك الخنفشارية وتمترست خلف اقتباسات دكتورتك : بنت الشاطىء والتي أجدها لم تعد أن تكون بنتاً للوهم والخيال
    وأنك لست باكثر من ناقل لا يعلم ماذا ينقل
    وأي خطر وسوء عقاب سيلقاه جزاء نقله الأعمى هذا
    ( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .. ق
    وللأمانة
    وبعد إعادتي قراءتي لما نقلته
    وللجزء الخاص برأيك الشخصي في هذا الموضوع
    تبادرت الآية الكريمة التالية إلى ذهني :
    ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .. الفرقان
    ووجدت أنه من المؤسف حقاً أن أسفه حديثي بحوارك
    وأن أحط من قدر كتاب الله بمجادلتك
    وأنت من اختار أن يغمض عينه عن الحقيقة
    ويتوهم في خفايا مكنوناته الأوهام
    وأحذرك من أن تكون في هذه الزمرة :
    ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
    ثم أنظر إلى ما فيها من إعجاز ( تعمى القلوب التي في الصدور , و , قلوب يعقلون بها )
    وأخبرني بعد حين عندما تعلم بأن العلم سيخبرنا أن القلوب هي مصدر العقل ( وهي التي ليست إلا عضلات تنقبض وتنبسط لدفق الدم في البطينات لتروية الجسم وتغذيته ونقل الغازات وطرح الفضلات من الدم )
    ولكن حضوري هذا لفائدة من سيقرؤ هذا الموضوع
    وخشيتي من أن يطال تأثيره السلبي على عقول بعض الناشئة
    والله من وراء القصد ..


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة على النبي المصطفى الأمين
    ولا غرو أن نجد بين فينة وأخرى
    من يتحذلق على ديننا ويسفهه
    ويحط من قدر كتابنا ويخفضه
    ويتجرؤ على ربنا ورسله
    وما هو من العلم بشيء
    ولا من الدعوة والنصح بمكان
    إنما ذلك من وسوسة النفس وخداع الشيطان
    والاستهزاء بحلم الله وإمهاله
    ولذا
    فإنني أحذرك يا من تجرأت في إطلاق أحكامك الخنفشارية وتمترست خلف اقتباسات دكتورتك : بنت الشاطىء والتي أجدها لم تعد أن تكون بنتاً للوهم والخيال
    وأنك لست باكثر من ناقل لا يعلم ماذا ينقل
    وأي خطر وسوء عقاب سيلقاه جزاء نقله الأعمى هذا
    ( وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) .. ق
    وللأمانة
    وبعد إعادتي قراءتي لما نقلته
    وللجزء الخاص برأيك الشخصي في هذا الموضوع
    تبادرت الآية الكريمة التالية إلى ذهني :
    ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) .. الفرقان
    ووجدت أنه من المؤسف حقاً أن أسفه حديثي بحوارك
    وأن أحط من قدر كتاب الله بمجادلتك
    وأنت من اختار أن يغمض عينه عن الحقيقة
    ويتوهم في خفايا مكنوناته الأوهام
    وأحذرك من أن تكون في هذه الزمرة :
    ( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها وآذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )
    ثم أنظر إلى ما فيها من إعجاز ( تعمى القلوب التي في الصدور , و , قلوب يعقلون بها )
    وأخبرني بعد حين عندما تعلم بأن العلم سيخبرنا أن القلوب هي مصدر العقل ( وهي التي ليست إلا عضلات تنقبض وتنبسط لدفق الدم في البطينات لتروية الجسم وتغذيته ونقل الغازات وطرح الفضلات من الدم )
    ولكن حضوري هذا لفائدة من سيقرؤ هذا الموضوع
    وخشيتي من أن يطال تأثيره السلبي على عقول بعض الناشئة
    والله من وراء القصد ..


  11. #11
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    ومن أجل ذلك
    وتفنيداً لكل وهم وخداع وضلالة
    سأتتبع ما جاء في نصك المنقول ورأيك الشاذ تتبعاً حرفياً
    وسأرد عليه بما ييسر لي الله من ردود آمل أن يكون التوفيق فيها رفيقي
    والحق فيها جاري
    والنصح والتوجيه فيها غايتي
    والاجر والثواب فيها جزائي
    وسيكون ردي بالعلم والمنطق مستنداً فيه على ما ورد في الذكر الحكيم
    وعلى لسان المصطفى الأمين
    وخطابي هذا لكل مسلم يؤمن بكتاب الله
    ولغير المسلمين كي ينظروا بعين الصدق والحجة الدامغة
    إلى مدى الاعجاز في كتاب الله
    ومدى تطابق العلم مع مكنونات وحقائق ديننا الكريم
    ..
    اما بعد :
    فلابد لنا من الاعتقاد - كمسلمين - اولاً بأن كتاب الله لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه
    وأن مقولة اختلاف العلم عن الدين منهجياً وتطبيقياً هي مقولة قاصرة
    يراد بها شر فتنة وضلالة
    وأن وجود اختلاف مرحلي ما بينهما
    ما هو إلا قصور علمي عن الوصول لحقيقة راسخة
    وليس اختلاف إلهي ناجم عن زلل قرآني أو تخبط سنني في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام
    وأما أن يتقول علينا مثل صاحب هذا الموضوع بمثل هذه السفسطاء والغوغائية
    لهوشر يوقع المسلم في حيرة
    ويزيد من نفور غير المسلم من ديننا الحنيف
    باعتبار أن ما تم توطئته في هذه الصفحة
    هو رد بليغ على مقولة الاعجاز العلمي للقرآن
    ولذا فإنمنطق الحجة مقروناً بالنص الإلهي
    سيكون أشد لطمة على فم كل من سينتصر لرأي جاهل ومقولة ضالة كهذه ..
    ونختصر ما أمكن
    لحصر الفائدة وتقديم العلاج لكل علة وردت هنا
    والله المستعان ..


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    ومن أجل ذلك
    وتفنيداً لكل وهم وخداع وضلالة
    سأتتبع ما جاء في نصك المنقول ورأيك الشاذ تتبعاً حرفياً
    وسأرد عليه بما ييسر لي الله من ردود آمل أن يكون التوفيق فيها رفيقي
    والحق فيها جاري
    والنصح والتوجيه فيها غايتي
    والاجر والثواب فيها جزائي
    وسيكون ردي بالعلم والمنطق مستنداً فيه على ما ورد في الذكر الحكيم
    وعلى لسان المصطفى الأمين
    وخطابي هذا لكل مسلم يؤمن بكتاب الله
    ولغير المسلمين كي ينظروا بعين الصدق والحجة الدامغة
    إلى مدى الاعجاز في كتاب الله
    ومدى تطابق العلم مع مكنونات وحقائق ديننا الكريم
    ..
    اما بعد :
    فلابد لنا من الاعتقاد - كمسلمين - اولاً بأن كتاب الله لا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه
    وأن مقولة اختلاف العلم عن الدين منهجياً وتطبيقياً هي مقولة قاصرة
    يراد بها شر فتنة وضلالة
    وأن وجود اختلاف مرحلي ما بينهما
    ما هو إلا قصور علمي عن الوصول لحقيقة راسخة
    وليس اختلاف إلهي ناجم عن زلل قرآني أو تخبط سنني في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام
    وأما أن يتقول علينا مثل صاحب هذا الموضوع بمثل هذه السفسطاء والغوغائية
    لهوشر يوقع المسلم في حيرة
    ويزيد من نفور غير المسلم من ديننا الحنيف
    باعتبار أن ما تم توطئته في هذه الصفحة
    هو رد بليغ على مقولة الاعجاز العلمي للقرآن
    ولذا فإنمنطق الحجة مقروناً بالنص الإلهي
    سيكون أشد لطمة على فم كل من سينتصر لرأي جاهل ومقولة ضالة كهذه ..
    ونختصر ما أمكن
    لحصر الفائدة وتقديم العلاج لكل علة وردت هنا
    والله المستعان ..


  13. #13
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء
    ــــــــــــ
    ساعطيك ادلة وبضع أمثلة مما ييسر لي الله , على إحاطة هذا الكتاب بكل ما في الكون من علوم
    وانتظر منك دليل واحد على تقولك الجاهل السابق :
    جاء في سورة الحديد :
    ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) .. الحديد
    وقد دلت البحوث على أن الحديد كفلز معدني خارجي المنشأ فهو ليس بنتاج أرضي
    وإنما حصلت عليه الأرض من الكون المحيط بها
    ( فلاحظ الاعجاز في كلمة : أنزلنا , في الآية السابقة )
    ( يرسل عليكما شواظ من نار نحاس فلا تنتصران ) .. الرحمن
    وهذا رد الله على من يتنصت من الجن على ملكوت السماء
    فيقذف بشهب حارقة
    وقد بينت البحوث ان الجزء الاعظم من تركيب الشهب الساقطة هو النحاس
    وإليك ليس في الفيزياء والكيمياء فحسب
    بل في الفلك أيضاً :
    ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .. القمر
    وقد ايدت العلوم والوسائل التقنيه الحديثه على االتأكد من هذا الحدث التاريخي الذي حدث قبل ((14 قرن)) وراه الناس...حتى انه اكتشف في احد المدن في الصين كتابه تتحدث عن هذا الحدث وترجعه الى نفس الزمن...
    وعلماء العصر الحديث اكتشفوا اثار لا نشقاق القمر.. حيث انها تدل على ان القمر انشق في من الايام من الايام قبل 14 قرن ثم عاد والتحم من جديد
    ..
    وسأكتفي بهذا القدر
    ...
    ـــــــــــــــــــــــ
    وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا
    ـــــــــــــــــــــ
    بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
    وبهتان للحق
    ونصرة للضلالة
    وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل
    وقد قال الله :
    ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .. الإسراء
    ( ليحق الحق ويبطل الباطل و لو كره المجرومن ) .. الأنفال
    فإن لم يكن كفراً فماذا تقول في هذا الاعجاز :
    ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ... البقرة
    ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدينا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) .. البقرة
    ( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ) ..البقرة
    ( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) .. آل عمران
    فتب إلى الله ولا تكن في زمرة من يقع عليه الحساب السريع
    وهذه إشارة واضحة للحال التي نحن فيها ههنا
    فمن يجحد بالله وإعجازه متذرعاً باختلاف الكتاب عن العلم فقد كفر
    ومثلها :
    ( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) .. آل عمران
    ...
    ـــــــــــ
    والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى
    ــــــــــــ
    لا والله لا يمكنك ذلك ونحن هنا ننافح عن دينه
    ونذود عن كتابه
    ونذب عن نبيه
    فإن قلت قلنا
    وإن زدت زدنا
    ولننتصرن لله رغم أنف الظالمين
    وما مقولتك هذه إلا مقولة جاهل متخبط لا يعرف ( كوعه من بوعه )
    فهات دليلك على ما تقول
    وإلا فإنني في نهاية الحوار
    سأطلب من الإدارة شطبك بتهمة تضليل الناس
    والدعوة إلى فتنة كبرى
    أسأل الله أن يقينا شرها
    وذلك امتثالاً لقول الله :
    ( إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين إلى جهنم جميعا ) .. النساء
    وستجد في ما يلي من خطابي أمثلة ساطعة كسطوع الشمس في كبد السماء عن الاعجاز الالهي المتضمن في كتابه الحكيم
    وفند أياً منها إن استطعت
    ــــــــــــ
    وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين
    ـــــــــــــ
    هي مقولة الجهلة الكفرة والمناوئين لهذا الدين
    وتالله إن أشد من يترقبون الزلل للمسلمين لا يتجرؤون على قول ما قلت
    فكيف بك وأنت تطعن في كتاب الله وليس في فحسب في سلوك من اتخذوه حجة وفسطاطاً ؟؟
    فإذا انتقصنا من القرآن إعجازه
    فما الذي يحول بين أن يتساوى مع أي ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو كتاب فلسفة سفسطائية كالتي تدعي ؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    صدقت يا رسول الله إذ أخبرتنا بأن منا من هو أشد خطراً على هذا الدين من أعدائه ..
    ثم ما بالك تتقول وتدعي وكأنك العالم بخفايا هذا الكتاب ومكنوناته
    وتتحدث بأريحية وثقة العارف وما أنت منه بشيء
    أحذرك أحذرك
    فقد جاء في الأثر :
    ( إن الرجل يتحدث بالكلمة لا يلقي لها بالاً , يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً )
    هذا في كلمة لا يعيها
    فكيف بمقالة يعني بها ما يعني
    ويقصد من ورائها الاضلال ؟؟
    وندلك على معنى الاعجاز في كتاب الله كي ينتفي ما تقولته عنه :
    ( وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) .. الأنعام
    أم انك تنكر وجود الفصائل الاحيائية وتصنيفاتها واجناسها وشعبها وصفوفها ...
    وهنا :
    ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) .. الأنعام
    ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .. يونس
    ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .. النحل
    ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى و رحمة لقوم يؤمنون ) ... الأعراف
    فهل بعد هذا من قول في مدى تطابق العلم والدين
    ومدى وجود المعجزات الالهية المتضمنة في كتابه الحكيم ؟؟
    وأما وجوداختلاف مرحلي كما نوهنا اعلاه
    فهو لقصور العلم وعدم وصوله للحقيقة التي ادخرها الله لوقت يشاء
    وقد قال في ذلك :
    ( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ) .. النمل
    وهذا دليل آخر على إعجاز القرآن
    وقصور عقلنا وعلمنا وأدوات بحثنا
    وكفى بالله شهيداً ..
    ....
    سأعود لمصتفحك هذا ولعلك تتوب إلى الله لحينها
    وساطلب من الإدارة غلق الموضوع حتى أنتهي من الرد على مقولتك ونصك
    وكي لا تتداخل الردود
    ثم اطلب الإذن بإعادة فتحه بعد نهاية ردي
    كي أقرأ توبتك - إن شاء الله - عما قلته وجنحت فيه من الإساءة - التي آمل أن تكون غير متعمدة - لكتاب الله وسنة نبيه العطرة
    ...
    ولحين عودتي
    تحية طيبة لكل من يحضر معنا
    والحمد لله رب العالمين
    والسلام عليكم ورحمة الله


  14. #14
    عـضــو الصورة الرمزية د.هزاع
    تاريخ التسجيل
    01/12/2006
    العمر
    50
    المشاركات
    690
    معدل تقييم المستوى
    18

    القرآن كتاب دين وهداية وليس كتاب كيمياء أو فيزياء
    ــــــــــــ
    ساعطيك ادلة وبضع أمثلة مما ييسر لي الله , على إحاطة هذا الكتاب بكل ما في الكون من علوم
    وانتظر منك دليل واحد على تقولك الجاهل السابق :
    جاء في سورة الحديد :
    ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ) .. الحديد
    وقد دلت البحوث على أن الحديد كفلز معدني خارجي المنشأ فهو ليس بنتاج أرضي
    وإنما حصلت عليه الأرض من الكون المحيط بها
    ( فلاحظ الاعجاز في كلمة : أنزلنا , في الآية السابقة )
    ( يرسل عليكما شواظ من نار نحاس فلا تنتصران ) .. الرحمن
    وهذا رد الله على من يتنصت من الجن على ملكوت السماء
    فيقذف بشهب حارقة
    وقد بينت البحوث ان الجزء الاعظم من تركيب الشهب الساقطة هو النحاس
    وإليك ليس في الفيزياء والكيمياء فحسب
    بل في الفلك أيضاً :
    ( اقتربت الساعة وانشق القمر ) .. القمر
    وقد ايدت العلوم والوسائل التقنيه الحديثه على االتأكد من هذا الحدث التاريخي الذي حدث قبل ((14 قرن)) وراه الناس...حتى انه اكتشف في احد المدن في الصين كتابه تتحدث عن هذا الحدث وترجعه الى نفس الزمن...
    وعلماء العصر الحديث اكتشفوا اثار لا نشقاق القمر.. حيث انها تدل على ان القمر انشق في من الايام من الايام قبل 14 قرن ثم عاد والتحم من جديد
    ..
    وسأكتفي بهذا القدر
    ...
    ـــــــــــــــــــــــ
    وإنكار الإعجاز العلمي في القرآن ليس كفراً ولا هو إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، فالقرآن ليس مطلوباً منه ولا ينبغي له أن يكون مرجعاً في الطب أو رسالة دكتوراه في الجيولوجيا
    ـــــــــــــــــــــ
    بل هو كفر صريح وإنكار لقدرة الله وصدق نبوءة محمد عليه الصلاة والسلام
    وبهتان للحق
    ونصرة للضلالة
    وهيهات هيهات أن ينتصر الباطل
    وقد قال الله :
    ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) .. الإسراء
    ( ليحق الحق ويبطل الباطل و لو كره المجرومن ) .. الأنفال
    فإن لم يكن كفراً فماذا تقول في هذا الاعجاز :
    ( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين ) ... البقرة
    ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدينا و يوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) .. البقرة
    ( ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد ) ..البقرة
    ( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ) .. آل عمران
    فتب إلى الله ولا تكن في زمرة من يقع عليه الحساب السريع
    وهذه إشارة واضحة للحال التي نحن فيها ههنا
    فمن يجحد بالله وإعجازه متذرعاً باختلاف الكتاب عن العلم فقد كفر
    ومثلها :
    ( يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) .. آل عمران
    ...
    ـــــــــــ
    والآن نستطيع أن نقول وبكل راحة ضمير وانطلاقا من خوفنا سواء على الدين أو على العلم أن الإعجاز العلمي في القرآن أو الأحاديث النبوية وهم وأكذوبة كبرى
    ــــــــــــ
    لا والله لا يمكنك ذلك ونحن هنا ننافح عن دينه
    ونذود عن كتابه
    ونذب عن نبيه
    فإن قلت قلنا
    وإن زدت زدنا
    ولننتصرن لله رغم أنف الظالمين
    وما مقولتك هذه إلا مقولة جاهل متخبط لا يعرف ( كوعه من بوعه )
    فهات دليلك على ما تقول
    وإلا فإنني في نهاية الحوار
    سأطلب من الإدارة شطبك بتهمة تضليل الناس
    والدعوة إلى فتنة كبرى
    أسأل الله أن يقينا شرها
    وذلك امتثالاً لقول الله :
    ( إذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين و الكافرين إلى جهنم جميعا ) .. النساء
    وستجد في ما يلي من خطابي أمثلة ساطعة كسطوع الشمس في كبد السماء عن الاعجاز الالهي المتضمن في كتابه الحكيم
    وفند أياً منها إن استطعت
    ــــــــــــ
    وأن عدم وجود إعجاز علمي لا ينتقص من قدر القرآن ككتاب مقدس وعظيم ومعجز أيضاً ولكنه إعجاز الأفكار العظيمة التي تحدث عنها، والقيم الجليلة التي بشر بها، والثورة التي صنعها والتي كانت شرارتها الأولى العقل واحترامه وتبجيله، ومن يروجون للإعجاز العلمي لا يحترمون هذا العقل بل يتعاملون معنا كبلهاء ومتخلفين
    ـــــــــــــ
    هي مقولة الجهلة الكفرة والمناوئين لهذا الدين
    وتالله إن أشد من يترقبون الزلل للمسلمين لا يتجرؤون على قول ما قلت
    فكيف بك وأنت تطعن في كتاب الله وليس في فحسب في سلوك من اتخذوه حجة وفسطاطاً ؟؟
    فإذا انتقصنا من القرآن إعجازه
    فما الذي يحول بين أن يتساوى مع أي ديوان شعر أو مجموعة قصصية أو كتاب فلسفة سفسطائية كالتي تدعي ؟؟
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    صدقت يا رسول الله إذ أخبرتنا بأن منا من هو أشد خطراً على هذا الدين من أعدائه ..
    ثم ما بالك تتقول وتدعي وكأنك العالم بخفايا هذا الكتاب ومكنوناته
    وتتحدث بأريحية وثقة العارف وما أنت منه بشيء
    أحذرك أحذرك
    فقد جاء في الأثر :
    ( إن الرجل يتحدث بالكلمة لا يلقي لها بالاً , يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً )
    هذا في كلمة لا يعيها
    فكيف بمقالة يعني بها ما يعني
    ويقصد من ورائها الاضلال ؟؟
    وندلك على معنى الاعجاز في كتاب الله كي ينتفي ما تقولته عنه :
    ( وما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ) .. الأنعام
    أم انك تنكر وجود الفصائل الاحيائية وتصنيفاتها واجناسها وشعبها وصفوفها ...
    وهنا :
    ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) .. الأنعام
    ( وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) .. يونس
    ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) .. النحل
    ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى و رحمة لقوم يؤمنون ) ... الأعراف
    فهل بعد هذا من قول في مدى تطابق العلم والدين
    ومدى وجود المعجزات الالهية المتضمنة في كتابه الحكيم ؟؟
    وأما وجوداختلاف مرحلي كما نوهنا اعلاه
    فهو لقصور العلم وعدم وصوله للحقيقة التي ادخرها الله لوقت يشاء
    وقد قال في ذلك :
    ( وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين ) .. النمل
    وهذا دليل آخر على إعجاز القرآن
    وقصور عقلنا وعلمنا وأدوات بحثنا
    وكفى بالله شهيداً ..
    ....
    سأعود لمصتفحك هذا ولعلك تتوب إلى الله لحينها
    وساطلب من الإدارة غلق الموضوع حتى أنتهي من الرد على مقولتك ونصك
    وكي لا تتداخل الردود
    ثم اطلب الإذن بإعادة فتحه بعد نهاية ردي
    كي أقرأ توبتك - إن شاء الله - عما قلته وجنحت فيه من الإساءة - التي آمل أن تكون غير متعمدة - لكتاب الله وسنة نبيه العطرة
    ...
    ولحين عودتي
    تحية طيبة لكل من يحضر معنا
    والحمد لله رب العالمين
    والسلام عليكم ورحمة الله


  15. #15
    مترجم الصورة الرمزية عامرحريز
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    1,453
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الشكر كل الشكر للأستاذ هزاع ..
    استمر فأنا أتابعك.

    عامر حريز

  16. #16
    مترجم الصورة الرمزية عامرحريز
    تاريخ التسجيل
    16/10/2006
    العمر
    41
    المشاركات
    1,453
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    الشكر كل الشكر للأستاذ هزاع ..
    استمر فأنا أتابعك.

    عامر حريز

  17. #17
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/12/2006
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    سؤال بريئ حاجته الفهم، كيف يكون النسبي و المتحول و المتغيير مؤشرا مهما لقدسية القرآن ؟
    بمعنى آخر نحن نعلم يقينا أن العلم متغير بل أن صدقيته المعرفية في الكم الهائل من أخطائه، فكيف ينزل هذا المقام الجليل بحيث يستدل منه على صدقية المطلق ؟


  18. #18
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/12/2006
    المشاركات
    40
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    سؤال بريئ حاجته الفهم، كيف يكون النسبي و المتحول و المتغيير مؤشرا مهما لقدسية القرآن ؟
    بمعنى آخر نحن نعلم يقينا أن العلم متغير بل أن صدقيته المعرفية في الكم الهائل من أخطائه، فكيف ينزل هذا المقام الجليل بحيث يستدل منه على صدقية المطلق ؟


  19. #19
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    كما يبدو هناك هجمة شرسة محلية على الإعجاز العلمي للقرآن تساند هجمات الكفار الخارجية ،ولكن كونوا على ثقة بأنه لايوجد سؤال مهما كان إلا وله جواب في شرعنا الحنيف ،فهل ستكون هنا حلبة نزال بين الحق والباطل ؟
    فكونوا إذن على استعداد


  20. #20
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    كما يبدو هناك هجمة شرسة محلية على الإعجاز العلمي للقرآن تساند هجمات الكفار الخارجية ،ولكن كونوا على ثقة بأنه لايوجد سؤال مهما كان إلا وله جواب في شرعنا الحنيف ،فهل ستكون هنا حلبة نزال بين الحق والباطل ؟
    فكونوا إذن على استعداد


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •