فوائد الدعاء فى شفاء
ما استعصى من امراض الانسان
قصة من واقع الحياة مترجمة من الاسبانيه
لصلاح ابو شنب
دومينتجو طفل فى السابعة من عمره طريح الفراش منذ ولادته ،حبيس المستشفى منذ اللحظة الاولى التى خرج فيها من بطن امه الى هذه الدنيا .
لم يعرف دومينجو الشارع الا من خلال اطلالته القليلة من خلف نوافذ غرفته بالمستشفى ، علمته الوحدة التى يعيشها مع نفسه قلة الكلام ، وكثرة الانصات والتأمل .
كانت والدته قد أدخلت المستشفى على اثر شعورها بالالام الوضع فحملها زوجها وهناك استقبلها الاطباء ولم يمضى وقت طويل حتى كانت قد وضعت طفلها وكانت فرحتها غامرة بهذا الحدث السعيد ، فها هو أول طفل ذكر جاء بعد طول انتظار على أختين قد سبقتاه .
حمل الطفل كالعادة الى غرفة رعاية الاطفال حديثى الولادة بالمستشفى وهناك اكتشف الاطباء اصابته بلوكيميا الدم ، كان الامر محزنا حقا ، لا سيما وأن الوالدين خاليين من هذا المرض تماما .
استدعى الاطباء الوالدين ، وصارحوهما بحالة طفلهما ، وأبلغوهما أنه سوف يظل بالمستشفى لتلقى العلاج اللازم .
بذل الاطباء جهودا مضنيه لعلاج الطفل ، ولم يدخروا وسعا فى احضار احدث وسائل العلاج ، وأحدث العقاقير والادويه ، لكن لم يفلح منها شىء ، وظلت حالة الطفل كما هى .
كانت زيارة الام والاب تتم بصورة اعتياديه فى أيام الزيارة ، حيث كانا يحضران فى كل مرة وهما على أمل أن يجدا طفلهما فى حالة من التحسن المبشر بالشفاء ، لكن شيئا من هذا لم يحدث ، فيرجعا الى بيتهما والالم يعتصر فؤاديهما .
كانت السويعات التى يقضيانها مع طفلهما غير كافيات لتعليمه أى شىء من أمور الدين أو الدنيا مثل باقى ا لاطفال ، وكانت التلهف على رؤيته والانشغال بمرضه كافيان لاشغالهما عن التفكير فى أى شىء آخر.
ومع مرور الوقت أصبحت عملية تغيير الدم هى الوسيلة الوحيدة لابقاء الطفل على قيد الحياة ، حتى بلغ عمره سبع سنوات ، لم يعرف خلالها سوى والديه ، وكبير الاطباء المعالجين له ، الدكتور سانتشس الذى كان يشرف على حالته منذ ولادته ، وعدد من الممرضات .
كان كبير الاطباء يعتبر الطفل ولده وقد بينهما رابطة روحية يملآها الحب والعطف مما جعل الصبى اكثر تعلقا بالطبيب عن والديه ، حيث كانا يقضيان سويا ساعات حول سريره لمراقبه التفاعلات الدوائيه والعلاجيه وكان الدكتور سانتش يصارح الطفل بكل شىء عن حالته ليجعله فى الصورة الحقيقيه الواضحه من أمره .
كان الطفل محل عطف الجميع وليس كبير الاطباء وحده فعملية تغيير الدم لم تكن فى ذاك الوقت عملية سهلة بل كانت صعبة ومرهقه .
كان اعلام الطفل بكل شىء عن حالته ومصارحته بذلك واحاطة الاطباء والممرضات له بالرعاية والعطف قد جعله يعيش حالة نفسيه جيدة وكأنه طفل عادى .
فى نهاية العام السابع وفى اليوم التالى للحفلة التى اقامها الدكتور سانتشس على نفقته الخاصه بمناسبة عيد ميلاد الصبى حل موعد عملية استبدال الدم .
كانت الامال معقودة فى أن يحقق هذا العمل نجاحا ولو بنسبة قليلة ، حيث حرص جميع الاطباء على بذل اكبر جهد ممكن لانجاح العملية .
استدعى الدكتور سانتشس فريق العلاج من اطباء وحكيمات وممرضات ، لحضور عملية الاستبدال ،
ولكن ومع شديد الاسف عند تحليل عينات الدم الجديد خرجت النتيجه سالبة .
بعد ظهور النتيجه الغير سارة انسحب اعضاء الفريق من الغرفه واحد تلو الاخر ولم يبقى فى الغرفة الى جانب الصبى سوى كبير الاطباء .
كان الصبى يخرج من هذه العملية منهكا للغاية ، الا انه رغم ذلك تحامل على نفسه وظل صامتا ينظر الى الطبيب الواقف الى جواره والتساؤل فى مقلتيه واضح والاسى باد ، كان الطفل يتمتع بذكاء حاد ، فلما وجد الغرفة خاليه الا من كبير الاطباء حتى الممرضات تركنها عرف ان النتيجه غير سارة . لكنه أراد أن يسمع ذلك من الدكتور سانتشس نفسه فقال :
- ما الامر يا دكتور ؟
الطبيب : لقد قررنا وقف عمليات استبدال الدم يا دومينجو !
الصبى : لماذا ؟
الطبيب : لانها اصبحت مرهقة لك اكثر مما يجب .
الصبى : اذن فأنتم قد فقدتم الامل ؟
الطبيب : انت تعرف اننى لا اخفى عنك شىء ونحن قد بذلنا كل ما امكننا بذله واستخدمنا جميع وسائل
العلاج وانت تعرف ذلك جيدا يا حبى !
الصبى : الا توجد أى وسيلة أخرى يمكن استخدامها ؟
الطبيب : صامتا ...
الصبى : مكررا .. الا توجد وسيلة اخرى يا دكتور سانتشس ؟
كان الطبيب سارحا فى افكاره التى حملته بعيدا حزنا على الطفل ، لكنه انتبه حين كرر عليه
السؤال فقال :
- نعم نعم .. توجد وسيلة اخرى .. توجد وسيلة اخرى ..
الصبى : فى تشوق واستعجال ، قل لى من فضلك ما هى ؟
الطبيب : الله
الصبى : مندهشا الله : من هو الله ؟
الطبيب : آه .. لقد شغلك المرض عن التعرف عليه
الصبى : وهل يمكن التعرف عليه ؟
الطبيب : نعم
الصبى : كيف ؟
الطبيب : انه قريب منا ومعنا فى كل وقت
الصبى : واين مكانه ؟
الطبيب : فى السموات
الصبى : وهل يقدر على اشفائى ؟
الطبيب: بكل تأكيد فهو الذى خلقنا وخلق كل شىء
الصبى: وبأى لغة يمكن محادثته ؟
الطبيب: انه يعرف كل لغات مخلوقاته
قال الطبيب هذه الكلمات للصبى وانسحب من الغرفة بعدما قال له سوف اتركك لكى تنام فأنت
حاجة الى الراحة .
حاول الصبى أن يعتدل من رقدته فلم يستطع وجه رأسه نحو السماء ونظر بعينيه الى ناحية النافذه ، وكانت اليوم صحو والسماء صافيه ، فقال يا ألهى أنا اسمى دومينجو ولدتنى أمى وولد المرض معى ، وها انا نزيل هذه المستشفى منذ ولادتى ، وقد ارهقتنى عمليات استبدال دمائى وفى كل مرة يخرج الاطباء بالفشل ، ولقد اخبرنى الدكتور سانتش انهم قد امروا بايقاف استبدال دمائى ، وليس هناك من أمل فى أى علاج آخر ، ولما سألته عن آخر الامال قال انها عندك ، وانا كنت أحب ان اعرفك من قبل هذا اليوم لكن الوقت لم يسعف والدى ليحدثانى عنك ، لكن اليوم قال لى الدكتور سانتشس بأنك موجود فى السماء وفى كل مكان وتستطيع شفائى ،
قال الصبى تلك الكلمات ثم شعر بحاجته الشديده الى النوم فاستسلم له .
دخلت احدى الممرضات الى حجرة الصبى فوجدته يغط فى نوم عميق لم يحدث له من قبل ، فأبلغت كبير الاطباء بذلك فطلب منها عدم ايقاظه ، عند الثامنه مساء توجهت الممرضه مرة اخرى الى غرفة الصبى فوجدته على حالته ولكنها لاحظت ان كل جسده يتصبب عرقا رغم أن الحجرة كانت مكيفة الهواء وجهاز التكييف يعمل بقوة والغرفة كلها بارده .
ظل الصبى مستغرقا فى نومه لمدة بلغت ست وثلاثون ساعة تقريبا وخلال تلك الفترة كان كبير الاطباء قد اتصل هاتفيا بوالدى الطفل وابلغهم بما تم اتخاذه من اجراءات بالنسبة لحالة طفلهم وأبلغهم ايضا انهم اوقفوا عملية استبدال الدم لعدم جدواها ، وأبلغهم ايضا انه يمكنهم ان يأخذوه الى المنزل مع المتابعة العاديه مع المستشفى من الحين الى الحين . ، ولم يكن أمام الوالدين سوى الخضوع لواقع الامر.
فى العاشرة صباحا كانت الممرضه قد دخلت الى غرفة الصبى فازالت الستائر عن النوافذ كى ينتشر ضوء النهار فى ارجاء الغرفة ، ثم خرجت فداعبت اشعه الشمس وجه الصبى فتحرك من رقدته وفتح عينيه وهو يتثائب وينظر حوله فلم يجد احد .
لم يعرف كم من الوقت قضاه فى النوم ، لكنه أحس بأن جسمه يتمتع بقوة غريبه ونشاط بالغ لم يشعر به من قبل فاعتدل من نومته وجلس فوق السرير ومد ساقيه الى الارض ثم وقف يتمطع ويحرك عضلات ذراعيه وكأنه يريد أن ينفلت جريا فى الشارع الكبير الذى يراه من خلال نافذه حجرته ، شعر ولاول مرة برغبة جامحة فى الجرى فى الشارع مثل هؤلاء الشباب الذين يشاهدهم من الحين الى الحين يرتدون الملابس الرياضيه ويهرولون فى الشارع وكلهم قوة ونشاط .
توجه الى النافذه وراح ينظر اليها فى الوقت الذى عادت فيه الممرضه للاطمئنان عليه فوجدته على هذا الحال ، فقال له : هل تريد شىء يا حبيبى ؟
قال على الفور : أن أن اتناول فطورا مشبعا !
تعجبت الممرضه مما قال ، انه اول مرة يتحدث عن الطعام ويشتهيه بهذا الشكل ! أسرعت بابلاغ الدكتور سانتشس الذى جاء مسرعا .
الطبيب : صباح الخير دومينجو
الصبى : صباح الخير د. سانتشس .. اشتقت لرؤيتك
الطبيب : كنت انا المتشوق اليك دائما وكنت ابعث اليك بالممرضه للاطمئنان عليك .. لقد قضيت وقتا طويلا
مستغرقا فى النوم ! هل كنت تحلم ؟
الصبى : لا .. لاول مرة اشعر بلذة النوم .. لذة ما سبق لى أن شعرت بها من قبل !
الطبيب: وما سوف تفعل اليوم ؟
الصبى : سوف اجمع العابى
الطبيب: لماذا ؟
الصبى: أشتقت لامى وأبى واريد أن اذهب لاعيش معهما !
الطبيب: هكذا بكل سهولة ؟
الصبى: ألم تقل لى البارحة بأن العلاج غير مجدى ؟
الطبيب: مندهشا .. فقد أحسن ورأى ان حالة الصبى حالة شخص غير مريض ، لقد عادت النضارة الى
وجهه والنشاط الى جسمه حتى رغبته فى الحياة اصبح لها شكل آخر ، كيف حدث هذا فى
تلك الفترة القصيرة من الزمن ؟
قال الطيبب : لكنك يجب ان تنتظر حتى نقوم بعمل بعض التحاليل الاخرى قبل خروجك من المستشفى
الصبى : أنا قد مللت من التحاليل واستبدال الدم واشعر باننى اصبحت قويا ولا اشعر بشىء !
اسرع الطبيب بعمل التحليل اللازم وكانت المفاجأة التى انعقدت لها ألسنة جميع اطباء
المستشفى عندما وجدوا أن دم الصبى خاليا تماما من المرض .
قال د. سانتشس حدثت المعجزة الالهية .. سبحان الله !
كان والديه قد وصلا الى مقر المستشفى وفوجئا بالخبر السار فجثت الام على ركبتيها شاكرة لله
على انقاذه لطفلها بينما اخذت الدهشة الاب واصبح مرتبكا لا يعرف ما يقول الا انه احتضن ولده
وراح يبكى بحرقه وهو يقول الهى الهى
اخذ الطبيب سانتشس الصبى الى احد جوانب الغرفة وطلب منه ان يروى له كل ما حدث منذ
اللحظة التى خرج فيها من الغرفة وتركه وحده . ، وحكى الصبى كل ما فعله بالتفصيل فسارع
الطبيب الى كتابة تقرير مطول عن الموضوع وجمع الاطباء والقى محاضرة عليهم جميعا فى قاعة
المحاضرات بالمستشفى كان عنوانها ( اثر الدعاء باخلاص فى شفاء الامراض المستعصيه) ،
حقا ان الله هو الشافى وحده وهو المعافى وحدة وهو على كل شىء قدير ، وقد روى فى الخبر
أن النبى داود عليه السلام سأل ربه من أين يأتى المرض قال منى قال ومن أين يأتى الشفاء قال
منى قال داود ولماذا الطبيب قال الله تبارك وتعالى : هو شخص بعث الدواء على يديه . صدق
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تمـــــــــــــــــــــــــــت
المفضلات