يا أيها النهر المشعشع النقي
الجاري وسط براري السكون
وعبر المروج والسهول!
إنك لتواصل سيركَ دون تلكؤ أو توقف
إلى أن تجد أخيراً راحتك
في قلب البحر العميق الفسيح.
على مدى أربع سنوات طويلة بأيامها ولياليها..
مختلطة بالعواطف والأحاسيس الفياضة
لكم تأملت مياهك الجارية الجارفة
الشبيهة بالاندفاع الحثيث المتعاظم لنهر الحياة.
لقد علمتني أيها النهر الصامت
الكثير من الدروس العميقة والطويلة.
حقا لقد كنت ولم تزل مانحا سخيا
ولا يمكنني أن أقدّم لك سوى أغنية بسيطة ليس إلا.
في أوقات الحزن والمرض
كثيرا ما راقبتُ صفحتك المتماوجة أيها النهر..
فأدهشتني روعة هدوئها ونقلتني
على تيار خفي إلى الشط البعيد.
وفي ساعاتٍ أكثر بهجة ً وإشراقا
عندما رأيتُ مياهك ملتمعة في ضوء الشمس
شعرتُ أن قلبي يخفق خفقات ناعمة
ويتقافز مع أمواجك على صفحة المياه.
ولستُ أحبك لهذا وحده وحسب،
ولا لأن أمواجك الزرقاء تقترض لونها
من البحار السماوية العليا..
بل أحبك أيها النهر
لأن أصدقاء عمري الذين أحببتهم سكنوا في جوارك
وجعلوا ضفتك عزيزة على قلبي.
وأكثر من ذلك فإنك تذكـّرني بثلاثة من أصدقائي الأوفياء
الذين صمدَ معدنهم الكريم لمحكّ الزمن.
فأسماؤهم تشدني كالسحر إلى جنبك..
بقوة يصعب عليّ مقاومتها.
أجل، إن روحي لتتذكر بابتهاج أصدقائي القدامى وتحن إليهم
وتلك الذكريات التي تبدو كجمر خافت
لا تلبث أن يتألق وهجها في شتاء العمر
ثم تشتعل ويتعاظم لهيبها في موقد قلبي.
لهذا السبب أيها النهر الصامت
تنجذب روحي إليك وتنعطف في اتجاهك.
حقا لقد كنتَ ولم تزل نهرا سخيا معطاءً
ويا ليتك تتقبل مني هذه الأغنية البسيطة
عربون محبة من قلب محب.
- هنري لونغفلو
الترجمة بتصرف: محمود عباس مسعود
To the River Charles
River! that in silence windest
Through the meadows, bright and free,
Till at length thy rest thou findest
In the bosom of the sea!
Four long years of mingled feeling,
Half in rest, and half in strife,
I have seen thy waters stealing
Onward, like the stream of life.
Thou hast taught me, Silent River!
Many a lesson, deep and long;
Thou hast been a generous giver;
I can give thee but a song.
Oft in sadness and in illness,
I have watched thy current glide,
Till the beauty of its stillness
Overflowed me, like a tide.
And in better hours and brighter,
When I saw thy waters gleam,
I have felt my heart beat lighter,
And leap onward with thy stream.
Not for this alone I love thee,
Nor because thy waves of blue
From celestial seas above thee
Take their own celestial hue.
Where yon shadowy woodlands hide thee,
And thy waters disappear,
Friends I love have dwelt beside thee,
And have made thy margin dear.
More than this;--thy name reminds me
Of three friends, all true and tried;
And that name, like magic, binds me
Closer, closer to thy side.
Friends my soul with joy remembers!
How like quivering flames they start,
When I fan the living embers
On the hearth-stone of my heart!
'T is for this, thou Silent River!
That my spirit leans to thee;
Thou hast been a generous giver,
Take this idle song from me
المفضلات