أخي د. هزاع.
تحية طيبة.
ما أجمل كلماتك!
وما أصدق عاطفتك!
وما أحسن قافيتك!
لعلّ جمال الأم، وجمال عيدها فرضا لغة الجمال هذه،
ولم تكن في حاجة إلا إلى شاعر رقيق مثلك،
يلتقطها وينظمها لآلئ في هذا العقد الخماسي الرائع.
واسمح لي أخي د. هزاع أن أقف معك على ما أقلقني من زحافات في هذه المقطوعة الجميلة، وأرجو ألا يكون وقوفي هذا مفسدًا لجمال ما أبدعت:
1- (طِفْلٌ أَنَا حَتَّى لَوْ مَرَّ مِنْ عُمُـرِي) أعتقد - وأرجو ألا أكون مخطئًا - أن التفعيلة فاعِلن، حين يصيبها الخبن في البحر البسيط وغيره تصبح فَعِلُن، ولا تأتي فَعْلُنْ في هذا البحر إلا في الضرب، وإن جاءت يجب التزامها في كل القصيدة، وإلا ظهر الخلل الموسيقي فيها.
2- رُوْحِي وَ شِرْيَانِي زَهْرٌ عَلَى فَنَنٍ
فَلْتَقْطُفِي زَهْرِي , وَ لْتَسْكُنِي فِيْها، ( ويمكن تحريك الهاء في زهْري بالفتح ليستقيم أمرها.
3- سَاقَتْ لَنَا الدُّنْيَا شَرَفَاً يُدَانِيْهـا ؟؟
أوزان هذه الأبيات الثلاثة صحيحة إن جاءت في المجزوء كالآتي - مع ما قد يُعترض عليه من تنويع في زحاف الضرب- :
طِفْلٌ أَنَا حَتَّى .......لَوْ مَرَّ مِنْ عُمُـرِي
تِسْعُـوْنَ رَاحِلَـةً....... بِيَدِيْـكِ أُلْقِيْهـا
رُوْحِي وَ شِرْيَانِي....... زَهْرٌ عَلَى فَنَنٍ
فَلْتَقْطُفِي زَهْرِي........ وَ لْتَسْكُنِي فِيْها
مِنْ تَحْتِ أَخْمصِها....... كُلُّ الجِنَانِ فَهَلْ
سَاقَتْ لَنَا الدُّنْيَا....... شَرَفَاً يُدَانِيْهـا ؟؟
أرجو مرة أخرى ألا يكون وقوفي هذا مزعجًا يفقد المقطوعة بعض جمالها، ولن يفعل، لأن جمالها أكبر من أية وقفة.
تحيتي لك.
المفضلات